تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد : مسار مستدام لتحويل أفريقيا " تستضيف العاصمة الاثيوبية أديس أبابا يوم الاحد المقبل ، القمة الثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي والتي تستمر لمدة يومين ، بمشاركة أكثر من 40 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية.
وكانت أعمال القمة قد بدأت بالدورة العادية الـ35 للجنة المندوبين الدائمين يومي 22 و23 يناير ، تليها الدورة العادية الـ32 للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية والمقرر أن تبدأ في وقت لاحق اليوم، على أن تليها الدورة العادية الثلاثون لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي يومي 28 و29 الجاري.
وستتناول القمة ملفات متعددة، من أبرزها النزاعات المسلحة في أفريقيا، وآفات الهجرة غير الشرعية، كما ستتم مناقشة تفعيل المنطقة التجارية الحرة في أفريقيا، وبروتوكول حرية تنقل المواطنين الأفارقة ، كما ستتناول القمة وضع آلية صارمة لمحاربة الفساد، وتبني مسودة قرار لإدانة التصريحات المنسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الأفارقة.
وقد أعلنت إثيوبيا أمس الأربعاء، استكمالها لجميع الترتيبات اللازمة لاستضافة القمة الأفريقية الثلاثين، حيث أكد وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيوه، إن أكثر من 40 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية سيشاركون في القمة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس .. مشددا على أن جميع التسهيلات الضرورية اللازمة لاستضافة المشاركين في القمة قد اكتملت، وأن حكومة بلاده كعادتها ملتزمة بإنجاح القمة، وجاهزة لاستقبال جميع المشاركين.
ولفت وزير الخارجية الإثيوبي إلى أن هذه القمة سيشارك بها نحو ثلاثة آلاف بينهم قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، كما ستشهد مشاركة إعلامية واسعة، بحضور أكثر من 400 صحفي من وكالات الإعلام العالمية والأفريقية.
ومن جهته ، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ، في كلمه ألقاها في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المندوبين الدائمين ، إنه في ظل عودة بروز كراهية الأجانب والتهديدات فغنه لا خيار للأفارقة سوى التوحد والتضامن لتجاوز هذه التحديات.
وكشف فكي عن أن قمة الرؤساء سوف تفعّل منطقة التجارة الحرة القارية، إضافة إلى تفعيل بروتوكول حرية تنقل الأفراد في القارة، وهو ما سيجعل الأفارقة مواطنين أحرارا في قاراتهم.
ويعرف الاتحاد الأفريقي " AU "، سابقا منذ عام " 1963-2002 بمنظمة الوحدة الأفريقية، وهي المنظمة الحكومية الدولية ، التي أنشئت في عام 2002 ، لتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية ، ولتحفيز التنمية الاقتصادية ، وتعزيز التعاون الدولي ، وحل الاتحاد الأفريقي " AU " محل منظمة الوحدة الأفريقية ، التي كان لها دور فعال في تحقيق التعاون المشترك بين الدول الأفريقية .
ومن أهم الإنجازات العملية الرئيسية لمنظمة الوحدة الأفريقية ، الوساطات في العديد من النزاعات الحدودية ، بما فيها الجزائر والمغرب " 1963-1964 ، وكينيا والصومال " 1965-1967 ، ودعوتها لفرض عقوبات اقتصادية دولية ضد جنوب افريقيا بسبب التميز العنصري ، وفي عام 1993 أنشأت منظمة الوحدة الأفريقية آلية للمشاركة في صنع السلام وحفظه في القارة ، وفي عام 1998 أنشأت لجنة دولية برعاية منظمة الوحدة الأفريقية ، برئاسة رئيس بوتسوانا السابق كيتوميل ماسير للتحقيق في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994.
وفي عام 2000، بدأ العمل على استبدال منظمة الوحدة الأفريقية الى الاتحاد الافريقي ، على غرار الاتحاد الأوروبي ، بحيث يحتوي على البنك المركزي ، ومحكمة العدل ، وبرلمان عموم أفريقيا ، وتم التصديق على القانون التأسيسي ، الذي نص على إنشاء الاتحاد الأفريقي ، من قبل ثلثي أعضاء منظمة الوحدة الأفريقية ، ودخل حيز النفاذ في 26 مايو 2001 ، وبعد فترة انتقالية ، حل الاتحاد الأفريقي محل منظمة الوحدة الأفريقية في يوليو 2002 ومقره أديس ابابا .
وفي مدينة ديربان بجنوب أفريقيا وتحديدا يوم 9 يوليو عام 2002 ، أعلن رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي عن إطلاق الدورة الأولى لجمعية الاتحاد الأفريقي ، حيث كان أول رئيس للجمعية العامة للاتحاد ، فيما كانت الدورة الثانية للجمعية في مابوتو موزمبيق في عام 2003 م ، والدورة الثالثة في أديس أبابا يوم 6 يوليو 2004 .
أما علم الاتحاد الأفريقي الجديد فقد اختارت مفوضية الاتحاد الأفريقي علماً جديداً بعد مسابقة قدم فيها 106 تصميمات للعلم، شارك في اختيار التصميم مجموعة من الخبراء من الخمس مناطق الجغرافية الأفريقية. يمثل اللون الأخضر، كما في العلم السابق، الأمل الأفريقي، يتوسط العلم خريطة القارة من دون حدود داخلية، تشع منها 53 نجمة ذهبية تمثل عدد أعضاء الاتحاد ، كما اعتمد الاتحاد الأفريقي نشيداً وطنيا باسم، "هيا نتحد ونحتفل سويا".
ويتضمن القانون التأسيسي للاتحاد 33 مادة ، فيما يحدد الاهداف ، وهي تحقيق وحدة وتضامن أكبر بين الشعوب والبلدان الأفريقية ، الدفاع عن السيادة والأراضي والاستقلال لكافة الدول الأفريقية ، التعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا، تعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية ، توطيد النظام الديمقراطي ومؤسساته وتعزيز المشاركة الشعبية والحكم السديد ، حماية حقوق الإنسان والشعوب وفقا للميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وكذلك المواثيق ذات الصلة ، تهيئة الظروف الضرورية التي ستمكن القارة من لعب دورها المناسب في الاقتصاد العالمي والمفاوضات بين الدول ، الإسراع بتنمية القارة وخاصة عن طريق البحث في مجال العلم والتكنولوجيا.
وتنص المادة الرابعة من القانون التأسيسي على مبدأ المساواة والترابط بين الدول الأعضاء ، احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال ، إقامة سياسة دفاعية مشتركة ، منع استخدام القوة أو التهديد بين الأعضاء، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عضو ، حق الاتحاد في التدخل في شؤون دولة عضو عند وقوع ظروف خطيرة مثل جرائم الحرب والإبادة الجماعية ، حق الدول في طلب تدخل الاتحاد لإعادة السلام والأمن ، احترام قدسية الحياة الإنسانية ورفض الإفلات من العقوبة والأعمال الإرهابية والأنشطة التخريبية ، رفض وإدانة أي تغيير غير دستوري للحكومات.
وتتكون الأجهزة الرئيسية للاتحاد من سبعة عشر جهازا أهمها ، مؤتمر الاتحاد ، المجلس التنفيذي (وزراء الخارجية) ، برلمان عموم أفريقيا ، محكمة العدل ، أمانة الاتحاد.، لجنة الممثلين الدائمين (السفراء) ، اللجان الفنية المتخصصة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، البنك المركزي الأفريقي .
وقد تعاقب على رئاسة الاتحاد العديد من الرؤساء ، وكان اول رئيس ثابو مبيكي - جنوب أفريقيا ، والثاني جواكيم موزمبيق ، والثالث أولوسيجون أوباسانجو - نيجيريا ، والرابع دنيس ساسو نغيسو - الكونغو ، والخامس جون كوفي اجيكوم كوفور غانا، والسادس جاكايا كيكويتي تنزانيا ، والسابع ، معمر القذافي - ليبيا ، والثامن بينغو وموثاريكا- مالاوي، والتاسع تيودورو أوبيانغ - غينيا الاستوائية ، والعاشر يايي بوني بنين ، والحادي عشر هايله مريم ديساليغنه - إثيوبيا ، والثاني عشر محمد ولد عبد العزيز موريتانيا ، والثالث عشر روبرت موغابي - زيمبابوي ، والرابع عشر إدريس ديبي إتنو تشاد ، والخامس عشر ألفا كوندي - غينيا.
وكالات