قالت السيدة حاجة بنت إفكو إن مهرجان العلك المنظم في مقاطعة المذرذرة كان مسرحية لا أكثر وأنه تعمد تجاهل المؤسس الفعلي لمدينة المذرذرة المرحوم البو ولد إفكو
وقالت بنت إفكو في مقابلة مع موقع ريم آفريك إن منظمي المهرجان تعمدوا إقصاء الحقائق التاريخية وتجاهل دور الب ولد افكو في تجارة العلك وفي تأسيس مدينة المذرذرة
وهذا نص المقابلة
ريم آفريك : انتهى مهرجان العلك في المذرذرة ماهو تقييمكم للمهرجان من حيث الفكرة والإنجاز
حاجة بنت أفك : لاشك أن فكرة مهرجان العلك هي فكرة جيدة جدا ومطلوبة ومقبولة بالنسبة للجميع
خصوصا ان مدينة المذرذرة نشات اصلا وتوسعت بسبب تجارة الصمغ العربي المعروف بالعلك
ولقد كان العلك يمثل النشاط الاقتصادي الأبرز لسكان المذرذرة ومن هنا تكون فكرة المهرجان منطلقة من عمق المذرذرة ومتناغمة مع حركة نفض الغبار عن التاريخ الإيجابي للمجتمع الموريتاني وهي الحركة التي دعا إليها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ودعمها
كما ان المهرجان أيضا يحسب له انه تشكل وفق مبادرة ربما لم تجد الوقت الكافي لإنضاجها إلا أنها تشكر بالفعل على الفكرة الطيبة
وأن أهمية المهرجان غير خافية لأنه يعالج جانبا مفقودا في التناول التاريخي وهو جانب تاريخ الاقتصاد وتشكل المدن ومتغيرات نمط الحياة والتحولات الاجتماعية التي أسهم بها العلك في حياة المجتمع
بديهي ان حركة تجارة العلك أثرت بشكل إيجابي على ولاية الترارزة كلها وخصوصا على منطقة المذرذرة ومدن ضفة النهر السنغالي
ريم افريك :لديكم مآخذ على المهرجان كما فهمنا ماهي أبرز هذه المآخذ
حاجة بنت افكو : لا شك أنني وغيري من المنصفين لدينا مأخذ على المهرجان وأرى شخصيا أنه تم إفراغه من محتواه ولم يحترم العنوان المتخصص
حيث انشغلت اللجنة المنظمة عنه بكثير من المناشط التي حولت المهرجان إلى مسرحية لا أكثر
ويكفي انه لم نسمع تافلويت ولا بيتا في الحديث عن العلك وأهم ما قدم عنه كان محاضرة أوفى ولد أوفى عن دور العلك في علاج الحموضة ..
وفي بعض الأحيان غرق المحاضرون في نقاش تاريخي لفترات قديمة لا يملكون عنها أي وثيقة
ريم آفريك :تتحدثون عن إقصاء خاص مورس ضد أسرتكم في هذا المهرجان
حاجة بنت افكو : ليس خافيا على أي متابع للمهرجان انه تعمد إقصاء مؤسس مدينة المذرذرة وتغييب دوره في تجارة العلك وبقية أدواره المشهودة والمعروفة والتي يعتبر تجاوزها ضربا من العبث
ولقد جاء هذا التجاوز لحاجة في نفس يعقوب لا أكثر رغم اتصالنا باللجنة المنظمة وتوفيرنا للوثائق التاريخية الضرورية
أنني هنا مضطرة لأن أذكر الناس بما لا يمكن أن يجهلوه
فالجميع يعرف إن الفرنسيين طلبوا من الأمير أحمد سالم ولد إبراهيم السالم البحث عن رجل متميز يمكن ان يدير تجارة العلك ولم يجد الأمير من هو أفضل ولا أكثر جاهزية من المرحوم الب ولد افكو
لقد كان يومها تاجرا مشهورا في مدينة سانت لويس السنغالية وكان يتقن الفرنسية وهذا مما عزز رغبة الفرنسيين في التعامل معه لقد طلب الفرنسيون من الب ولد افكو رحمه الله ان يتولى نقل ومقاولة العلك وتسيير قوافله عبر السيارات بدلا من المواشي
وفي المقابل طلب البو ما يلي
-رفع الضرائب عن تجارته ومعاملاته
- السماح له بشراء أرض محددة وجعلها مركزا لتجارته الجديدة
-منحه ترخيصا رسميا نهائيا بملكية الأرض المذكورة وجعلها مركزا إداريا
لقد قام الب باختيار منطقة المذرذرة الحالية لأنها كانت أكثر منطقة يوجد فيها شجر أيروار المنتج للعلك
وحفر فيها آبارا وبدأ الناس يتوافدون إليه وأنشأ تجارته المهمة حيث كان يقوم بشراء العلك من الذين بجمعونه قبل أن ينقله إلى روصو ومن هنالك إلى السنغال ومع الزمن توسعت النجارة وكان الب ولد افكو أول من ادخل سيارات كاميون الى الترارزة وربما موريتانيا كلها
ولا حقا سيارات لاندروفر وكان لهذه السيارات دور كبير في الحياة في ولاية الترارزة وفي نقل الأشخاص والبضائع والطلاب الذين كانوا يحصلون على عناية خاصة من سيارات الب ولد افكو
لقد توسعت هذه التجارة بقوة حتى أصبح إلى رحمه الله تعالي احد العناصر المركزية في المنطقة وهي الحاكم الفرنسي وأمير الترارزة والتاجر المنفق الب ولد افكو
ولقد كان للبو رحمه الله دور مهم في دعم حركة التقري في المنطقة فهو من تولى تجصيص بئر ابير اتورس والنمجاط وعدد كبير من ابار القرى الكثيرة في المنطقة
ولقد سلم الب رحمه الله تعالى وكالة تجارة العلك إلى ابن عمه احمد بن عبد الله غير أن الفرنسيين رفضوا في البداية التعامل مع غير الب أو ابنه المباشر لكن الب أصر على منح الوكالة لابن عمه وتم ذلك في سنة 1953 واستمر إلى حين وفاة الب في سنة 1959 ثم انتقلت تجارة العلك بعد ذلك إلى عدد من الشخصيات المهمة
لقد كان للبو ولد افك علاقات واسعة من مختلف الشخصيات العلمية والسياسية في موريتانيا وفي السنغال ويكفي الكاف المشهور الذ ي مدحه به المترجم والأديب محمدن ولد ابن المقداد
الب من ثقلي ما يمل
ثقلي لا لحكتولو
يفعل فيه كل
فعل اعود بمفعولو
ريم آفريك :ماذا بقي من تراث تجارة العلك
حاجة بنت إفكو : لدينا تراث واسع من ضمنه المنازل والمحلات التجارية التي كان يستخدمها الب رحمه الله في تجارة العلك ولدينا الميزان الذي كان يستخدم في وزن كميات العلك
إضافة إلى كم كبير جدا من الوثائق الفرنسية المتعلقة بتجارة العلك وكذا بمختلف القضايا التي وثقها الفرنسيون من عقود ومفاوضات ووثائق صلح وتقارير إدارية
وللأسف تم تغييب كل هذه الوثائق وكل هذا التاريخ من مهرجان العلك في محاولة وقحة لطمس الحقائق والتاريخ والقفز على الواقع
ريم آفريك :هل من كلمة ختام توجهون
حاجة بنت إفكو : كلمتي للجنة المنظمة للمهرجان، أننا نهنئهم بما حصلوا من منافع مالية أو معنوية من المهرجان، هنيئا لهم مريئا بذلك، لكن عليهم أن لا يتوقعوا منا الصمت تجاه الظلم والإقصاء، خصوصا إذا كان هذا الإقصاء تجاه القيم والذاكرة الجماعية لمدينة المذرذرة وولاية الترارزة كلها، وتجاه رجل عظيم مثل الب ولد افكو