إقالة 20 شخصية كفؤا نتيجة صراع الحلفاء المدمر داخل الآغلبية! (تحليل) | 28 نوفمبر

 

فيديو

إقالة 20 شخصية كفؤا نتيجة صراع الحلفاء المدمر داخل الآغلبية! (تحليل)

ثلاثاء, 09/01/2018 - 00:42

يدخل العام الجديد على بلد طالما أنجب العقلاء والحكماء، والشعراء والفنانبن العظماء، وأخمد فتن الحروب والنزاعات بين أمم الجوار، ووحدت قوافل حجه ومضارب خيامه بين كل  قادم يبحث عن سلم مغقود أو أمن موجود.
و أجنحة الأغلبية غارقة من الشحم الى العظم، في خلافات يتنابز أصحابها بالألقاب،ويحمل كل واحد منهم الفشل للآخر،  لما وصل اليه مشهد الأغلبية، من انقسامات بين المنتخبين نوابا وشيوخا،وبين رجال الأعمال اتحاديات وبنوكا، وأعضاء الفريق الحكومي وزراء اناثا وذكورا، وبين كبار الساسة وزراء أولين ووزراء مالية وقادة حزب وكتل نيابية ،ووصل الموج حتى رؤساء وأعضاء هيئات  دستورية، ووزراء سيادة ونوابهم، وأصبح شكل الخلافات يطيح  فجأة بالخصوم ويسمهم بنعوت الفساد، ويضربهم بأخطاء النحو و بالنعال ،ويمرغ هيبتهم بالسب والتجريح وبالتنكيل بالحزام، ويقتل المهرجين فيها بالسكاكين، ويستهزئ بمنتخبيها بالسخرية وبالضحك على الذقون ويهمش رؤساء المجموعات ويقاعدون بأتفه الاسباب؟
لم يترك أهل المأمورية الثالثة التي يتصارعون حولها كسبا ويتحاربون حول أسلابها  ، وتجار صناعة  الصراعات   واختلاق النزاعات  الجهوية في الحكومة والحزب، شكلا من الضربات واللكمات الا جربوه، فالمال  الذى كان قبلهم ميسور الحال تحول الى لعبة شطرنج يحتكره ملوكها، والسياسة التي كانت تدار بفرق تحولت الى فريق هواة، والمعارضة التى حاورتها الأغلبة الآفلة وصارعتها، تحولت الى تسجيلات صوتية  سخيفة مشبعة بسباب وشتم، ورجال الأعمال الذين كانوا شركاء فى التأييد وفي الخلاف، تحول فريق منهم الى سياسة التصفيق الأعمى، والثاني الى سياسة  المنافى وبيع الأسرار،وتم تدمير ما بناه النظام تسع سنوات من  منظمات طلابية نشطة، ونقابات أساتذة مستقلة عن الاديولوجيا والتطرف، وأفشلت النقابات العمالية المهنية  في مجالات الحمالين، والمعلمين، والصيادين، والصحافة، والمجتمع المدني، وحل محل الجميع نوع من الباسيج أو العسس، وأفراد  كالضفادع يسبحون مع جميع من يسعهم كرمه، أجراء، بلا تاريخ، وبلا أجندة، وبلا تجارب،لا يوحد بينهم  سوى التملق او احتساء موائد السهرات.
أما موريتانيا الأعماق، وانجازات البلد والرئيس محمد ولد عبد العزيز، وتثمين ما حققه المتاضلون خلفه،وتصور ٱفاق المستقبل المشرق ، فقد استعيض عنهم كليا بتحميل الرئيس نتائج غلق كل ملفات  النزاعات التي تعمدوا  اختلاقها ، لاطالة أمدهم، أو لكسب ربح من مدة وتكلفة الصراع بين ديكتهم.
واذا كان البلد يحبو اليوم حبوا ، بسبب ما فقد من كفاءات وطاقات أهدرت بسبب خلافات الطرفين المتهالكين، فان الاستحقاقات الانتخابية المقررة في أكتوبر القادم في مجال البرلمان والعمد والمجالس الجهوية،والآجال الضاغطة لاختيار ممثلى اللجنة المستقلة للانتخابات، والمجلس الدستوري، والمجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئى ومجلس الفتوى والمظالم والتحكيم؛ تتطلب  بناء مشترك يؤمن بقاء واستمرار النظام ،بشكل يمنع من وصول طرف معارض لتوجهاته وخياراته.
لا نعرف شيئا عن مصير ومستقبل ولد محمد الاغظف الوزير الاول السابق، ولاعن ولد الرايس المفاوض  بدكار ووزير الاقتصاد السابق، ولاعن محمد محمود ولد ألمين  رئيس الحزب السابق ووزير الدفاع ، ولاعن وزراء الخارجية السابقين ،نسوة وركبانا الذين أزيحوا بوشايات كيدية، وسار المتصارعون على جثثهم.
ولانعرف سبب ازاحة وزير العدل ولد داداه، وسفير الرياض ومدريد ولد بيه،والسفير والوزير
 السابق ولد الزحاف، والوزير السابق ومدير الجامعة الاسلامية ولد أعمر، والوزير السابق والسفير با فى انيويورك،
ولماذا  شغر فجأة مقعد ولد محمد خونه برئاسة الجمهورية،وكيف فقد أمناء عامون  ومستشارون بالوزارة الاولى مثل ولد ميابه وفريق البعثيين مكانتهم فى الأغلبية بسبب تزوير صفحة على الفيسبوك أو  تصريف فعل أو الوشاية بحال تذمر ، وهذا حال مدير صندوق التنمية، ومدير شركة المياه، و غلول  مديىر شركة الطرق، و تحويل مدير ميناء انواذيبو، واعفاء مدير المعهد العالى، ومدير الخزينة، والميزانية، والضرائب، والاسكان، والمدن الاثرية، وكثيرون فقدوا وظائهم بسبب عمل منسق وجاد بين  طرفي الصراع القائم الآن، يوم كان  التحالف وديا بين أصحاب هذا الجب الكبير؟
لقد سقط جدار الصمت، وتهاوت الأقنعة، فى وقت يقضى فيه الرئيس راحة استجمام، مكررين نفس السيناريو فى نفس التوقيت، وبنفس الأجتدة، وكانت النتائج يوذاك مثمرة، فقد تخلصا  بالضربة الأولى من زمرة الشيوخ بكلهم وكلكلهم وغرفتهم، وفي الثانية من ولد محمد لغظف بكل رزانته وصماته،ومن يحاوره في الحوار وبجاوره فى الأفكار، أو يلتقى معه في رفض سيناريو الأحلاف أو رفض تدمير البناء بمنطق وٱلية الاختلاف.
هذه المرة ما ان ودعوا الرئبس الى تيرس، حتى أطلقوا العنان لابواقهم الدعائية،فتحرك نوابهم ووزراء يدورون في أفلاكهم، وكتاب أجراء يتصارعون ، ويروجون بأن كلا منهم ، حسم الأمر مع الرئيس ضد خصمه.
وتوج المسار الجديد بالهجوم على وزير الخارجية واستضعاف قطاعه، والاعلان عن التخلص قريبا منه، من وزير المالية والاقتصاد،  وبعض المحسوبين عليهم بالجملة أو مجرد الظنون.
لم تكن مناورة  احد الاجنحة التكتيكيةالاخيرة ،الا محاولة متأخرة لضرب خصمه ولو فى صيغة انسحاب معلن للهزيمة النهائية في معركة الثيران.
أما طموح الفريق المنتصر برئاسة الوزير المنتصر فهو الآن أصبح معلنا و عال جدا...
يقولون في ركاب هذا الفريق. بأنهم أمسكوا بزمام المبادرة، فالرئيس قادم يوم الأربعاء، وفي أجندتهم التخلص من الحزب الحاكم، وانتاج حزب يقترحون قيادته، ومثول الوزير الاول بتولفة حكومية يختارها كلها أمام البرلمان يوم الخامس او الرابع والعشرين ، لاجازة  برنامج عمل حكومته، وسيلغي لصالحهم منصب الوزير الأمين العام لتتسع صلاحيات الوزير الأول وتتمدد سلطته على الوزراء،.
ولأن الوقت لم يعد يسمح الان بالأجندة الانتخابية، التى يجزمون بأنه  وكل ملفها مثل تسيير التعديلات الدستورية الماضية، أموالا ومجندين، الى رجل المرحلة القوي بلامنازع المهندس يحي ولد حدمين،.
ويؤكدون  أن الأمر بات محسوما أمام التمدبد للحكومة وللبرلمان الحالى لتنفيذ  أجندة المأمورية الثالثة.، لانتاج قوانبنها ولتحديد مرشحيها.
غير أن هذا  التبختر، لايرى فريق من الساسة والنواب في الحزل الحاكم أنه  سيحقق  غير  مزيد من الاحتقان، ويعلنون بأنه اذا ما تكرر ، سيكون ان تحقق كارثيا على الأغلبية الرئاسية،  فى الانتخابات  المقررة هذا العام.
والخلاصة  أنه حتى وان بقي الديكة في المشهد ولو تغيرت مواقعهم، فان مشهد الأغلبية تغير تماما من الأحسن الى الدرك الأسفل.
 

 

*** بقلم: الدكتور عابدين ولد الراجل