أكد محمد الكوري ولد العربي رئيس حزب الوطن الموريتاني، أن الشعب الإيراني يدفع الآن ضريبة الكرامة والإنسانية المهدورة على أيدي نظام المعممين الاستبداديين المتخلفين. وقال الكوري لـ «البيان»، إن ما يجري في إيران بداية ثورة لشعب عريق تحمّل العبء الكثير من عصابة تسلطت عليه، وأذاقته صنوف العذاب والاضطهاد، فحطّمت كبرياءه ونهبت ثرواته وبددتها في نزواتها، وفي تمويل شبكات العملاء والمرتزقة في الأقطار العربية على وجه خاص.
وفي سائر الشعوب الإسلامية بوجه عام. فحوّل هذا النظام القمعي القروسطي الشعب الإيراني إلى قطيع من الجياع والمرضى والعاطلين والأميين، فيما ينهب المعممون وأجهزتهم القمعية ثروات الشعب لينفقوها في إشباع نزواتهم التوسعية، وإشعال نيران الفتن والحروب الطائفية في الدول العربية وتخريب علاقات الجيرة مع هذه الشعوب.
وأشار إلى أن عوامل الشقاء والبؤس الاقتصادي والاجتماعي التي يرزح تحتها الشعب الإيراني، مع عوامل تخريب علاقات الجيرة والعلاقات الدولية لهذا الشعب مع باقي المجتمع الدولي هي ما أدى إلى تفجير الأوضاع الإيرانية.
وأعرب عن اعتقاده أن ما يجري هو بداية النهاية والتغيير الجذري في إيران، لأن الشعب الإيراني كسر حاجز الخوف وحطّم هالة القداسة المزعومة التي تفرضها أجهزة البطش الوحشي على هذا الصنم الذي يسمونه المرشد الأعلى.
جرائم
وأضاف الكوري: أما بخصوص أفعال نظام الملالي، فهي كلها جرائم ضد الإنسانية، ليس تجاه الشعب الإيراني وحده، وإنما تجاه شعوب المنطقة كلها، والوطن العربي خاصة. وحول ما يعانيه الشعب الإيراني، قال إن أفعال هذا النظام ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
حيث فرض التجويع الممنهج على الشعب الإيراني بفعل تبديد أمواله ونهب ثرواته وكل مقدرات البلد وأنفقها في حروب مذهبية عبثية وإشعال فتن طائفية وإنشاء خلايا نائمة في بعض الدول لزعزعة استقرارها وإلحاقها بالبلدان الفاشلة التي خربها نظام الملالي الفاشستي.
وأشار إلى أن الشعب الإيراني يحكمه نظام دكتاتوري هو الأكثر تخلفاً في النهج والسلوك والممارسة، حيث يخضع هذا الشعب الضارب في التاريخ لنزوات وتقويمات وحذلقات وأحلام يقظة لنظام يتلاعب بمصير شعب مليء بالكوادر العلمية على طريقة سلاطين القرون الوسطى.
وختم الكوري بالقول: ليس أمام الشعب الإيراني إلا أن يواصل ثورته لكنس هذا النظام والقضاء على مصدر شقائه، حتى لو دفع ضريبة الحرية والحياة الكريمة مرة واحدة، كما فعل بنظام الشاه في ثورته عام 1979 التي سرقها الخميني وعصاباته، مؤكداً أن المجتمع الدولي وسائر شعوب الأرض، تؤيد الشعب الإيراني أخلاقياً وإنسانياً، حيث إن إسقاط هذا النظام العفن هو وحده الذي سيجلب الأمن والاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة والعالم.