احتج آلاف المتظاهرين لليوم الثالث على التوالي في طهران ومدن إيرانية أخرى على الغلاء وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية، فيما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى خلال تفريق المظاهرات.
ونظمت أكبر مظاهرة في العاصمة طهران اليوم السبت في ساحة الثورة وسط البلاد، وقدرت وكالة "فارس" الموالية للحكومة عدد المحتجين بما بين 300 و400 شخص.
وهتف المتظاهرون بشعارات معارضة، ونشر نشطاء في وسائل الإعلام صورا تظهر فض عناصر الأمن لجموع المتظاهرين في المكان، وأكدت الوكالة تفريق "المشاركين في التجمع غير القانوني"، ورمى بعضهم أفراد الأمن بالحجارة.
إلى ذلك، احتشد عشرات الطلاب المتظاهرين أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران وهتفوا: "إصلاحيون ومحافظون انتهى كل شيء"، بينما قررت الحكومة إغلاق محطات مترو الأنفاق في وسط المدينة لدواع أمنية وللحيلولة دون تدفق مزيد من المحتجين إلى محيط الجامعة.
وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن آلاف الطلاب الآخرين المؤيدين للحكومة استنفروا للسيطرة على المكان، وتدخلت شرطة مكافحة الشغب المنتشرة بكثافة في المنطقة لمنع الطلاب المحتجين من الخروج إلى الشارع.
ونقلت وكالة "ايلنا" المؤيدة للإصلاحات عن مسؤول في وزارة العلوم قوله إن الطلاب المعارضين تمكنوا من مغادرة الجامعة في حافلات، واعتقل ثلاثة منهم وأطلق سراح اثنين منهم.
وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن ما بين 300 و400 طالب لا يزالون في محيط الجامعة متسببين بإغلاق الطرق في المنطقة، ما أدى إلى ازدحام مروري.
وتواصلت المظاهرات بعد حلول الظلام فقد رفض المحتجون العودة إلى منازلهم ويناشدون أفراد الشرطة بحمايتهم من تصرفات الحكومة.
في غضون ذلك، تتواصل تظاهرات حاشدة في مدن أخرى، بما في ذلك ساوة وزنجان حيث ألقى عشرات المحتجين الغاضبين الحجارة على أفراد الأمن.
وفي وقت سابق من اليوم، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر مظاهرة احتجاجية نظمت في مدينة شهر كرد غربي إيران، وهتف المتظاهرون: "الموت للديكتاتور".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية إيرانية أن السلطات قطعت الإنترنت لمدة ساعة واحدة في طهران وبعض المدن الأخرى.
وقال ناشطون في تقارير لم تؤكد بعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن تفريق المظاهرات أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المحتجين.
وتحدث بعد رواد موقع "تويتر" عن مقتل متظاهرين اثنين في مدينة درود غرب إيران برصاص قوات الأمن، فيما قال آخرون إن 4 محتجين قتلوا على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني في مدينة خرام آباد الغربية.
من جانبه، طالب وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي المواطنين بالامتناع عن المشاركة في التجمعات المخالفة للقانون.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن التلفزيون الرسمي الإيراني تطرق اليوم لأول مرة إلى موضوع الاحتجاجات المعارضة في البلاد، وأقر بضرورة الإصغاء إلى مطالب الشعب المشروعة، منددا في الوقت نفسه بمحاولات من وسائل إعلام و"مجموعات معادية للثورة" استغلال المسألة.
المصدر: وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي