فى المثلث الحدودى بين موريتانيا ومالى والجزائر، الشهير بـ»تورا بورا الصحراء»، أمضيت ليالى معبأة بخطر الموت ورائحة الحشيش، الذى تحملها قوافل التهريب مع الكوكايين الوارد من أمريكا اللاتينية، ورصد خطوط سير الإرهابيين القادمين من سوريا والعراق،
حيث يتخذ المهربون والإرهابيون من قرية «الخليل» أقصى شمال مالى محطة ترانزيت للعبور إلى حدود الجزائر الجنوبية ثم الحدود الشرقية إلى ليبيا، أو يمضون على حافة حدود النيجر الشمالية عبر مسارب الصحراء ثم هضبة تبستى فى تشاد ليصلوا إلى مصر عبر بحر الرمال العظيم. دفعنى إلى ولوج المغامرة مع سائقى التهريب كم المعلومات التى تناثرت أمامى حول تزايد عمليات التهريب وكثرة قوافلها خلال العامين الأخيرين، وتنافس تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وميليشيات التكفير الجديدة فى ليبيا مع العصابات القبلية فى دول غرب إفريقيا وتعاظم إيراداتها المالية لتسهم فى صناعة الإرهاب وتأجيج الحرب الأهلية فى ليبيا ودول جنوب الصحراء الكبرى وغرب إفريقيا، بعد نضوب جزئى للدعم القطرى لجماعات التكفير، وتراجع دخلها من حصيلة الفديات التى كانت تحصلها للإفراج عن الرهائن الغربيين، وهو ما أدى إلى شح المال فى أيدى قيادات أكثر من 12 ميليشيا متطرفة كانت تدعمها الخزانة الليبية والقطرية، ويحصل العنصر فيها على راتب شهرى يتراوح بين 1000 و3 آلاف دولار، مما ألجأها إلى الانغماس فى نشاط التهريب.
مندوب الأهرام مع سائقى التهريب فى رحلته إلى الخليل
قبل أن يلفظ الشاب المالى «حمَّا ولد حميدان» النفس الأخير تشبث بكتف الشيخ أكلود مستعطفا «شيلنى إلى تمبكتو».. أراد الشيخ كما قال إيقاف نزيف الدم الذى غطى كل جسده بعد أن اخترقته عدة رصاصات عند مشاركته فى مواجهات مسلحة بين الطوارق والعرب هنا فى «الخليل»، القرية المالية الصغيرة التى لا يفصلها عن «برج باجى المختار» آخر نقطة فى الجزائر سوى 17كم.. أشار لى الشيخ «أكلود» إلى الأرض فى أحد الشوارع وقال: «هنا قتل الصبى وقبلها قتل بله أج الشريف شقيق بلال أج الشريف، زعيم حركة تحرير أزواد وعشرات غيرهما فى مواجهات عنيفة أشهرها الهجوم على كتيبة ترواقورا فى «الهنداك»، ورغم أن هذه المواجهات اتخذت الصبغة السياسية بين جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التى تضم مع أنصار الدين فلول «التوحيد والجهاد» وكتيبة «الملثمين» للسيطرة على الأرض، فسببها الحقيقى المخدرات.
فى قرية «الخليل» لم أشهد مقتل حمَّا، ذلك الصبى الذى أغرته جماعة «أنصار الدين» بفكر التكفير ليحمل سلاحا يكاد يماثل طوله. لكنى رأيته فى أول زيارة لى إلى «تمبكتو» عام 2012 كان طفلا على حدود الصبا يحفظ القرآن فى فصل دراسى أقامه «أبو تراب» أمير الحسبة وأمامه بندقية يتدرب عليها بعد الدرس، يومها تمنيت لو تركوه يحفظ من القرآن ما تعيه ذاكرته ويلهو كأقرانه فى شوارع المدينة.
أول يناير 2013 قصفت الطائرات الفرنسية معاقل الجماعة وطاردتهم فهربوا من «تمبكتو» وهرب معهم، حَّما إلى كيدال ليغريه «أبو البراء» التونسى لحماسه وجرأته بالمشاركة فى حماية قوافل المخدرات التى ترتزق منها الجماعات الإرهابية فى الصحراء الكبرى بالاشتراك مع عصابات التهريب من عرب وطوارق، وتتخذ من «الخليل» محطة للتجمع والانطلاق.
ولأن «الخليل» مركز ترانزيت السلاح والمخدرات والقتلة فى الصحراء، ففيها تنتشر عناصر من التنظيمات الإرهابية وكتائب «القاعدة» فى بلاد المغرب الإسلامى، وينتشر الزى الأفغانى القندهارى، والأزياء السورية والكردية، ومزكشات الماليين والسنغاليين، وحطام سيارات محترقة ورصاصات فارغة وأجزاء من معدات عسكرية وأسلحة معطوبة، وفيها تنتشر عمليات بيع السلاح والذخائر باليورو والدينار الجزائرى، فرغم أنها قرية صغيرة إلا أن الأموال فيها كثيرة جدا، وعبرها بدأ تهريب البضائع بين بلدان «الساحل والصحراء» بداية من السجائر والمعلبات والأغذية المهربة من مخيمات لاجئى «البوليساريو» فى «تندوف» لتجار ومهربين صغار بعد اشتعال أزمة الصحراء الغربية.
خلال رحلتنا أراد السائق العجوز و»لدعماتو» أن نغادر «الخليل» سريعا، لأن العيون باتت تراقبنا، وقال: «إن عرفوك صحفيا ستُقتل». لم يهتم برغبتى فى البقاء وانطلق بسرعة البرق، وأنا أفكر فى «حما»، الذى ذكرنى خبر موته بـ»وليد العامرى»، ذلك الصبى المصرى فى مثل عمره، والذى كان يشارك والده فى رحلات جلب المخدرات والسلاح من ليبيا وأنقذته رغبته فى «قضاء حاجته» من الموت عندما قصفت طائرات سلاح الجو المصرى قافلة من اثنى عشر سيارة كان فى واحدة منها، ودفعه الفزع من رؤيتها تتفحم بمن فيها للركض بعيداً ليعثر عليه بعد أيام «رجب عمران»، أحد مهربى الصحراء المصرية، بعد أن قتله الظمأ، وقد عرفه من خرزة فى حبل حول رقبته.
رافقنا عند عودتنا من الخليل، «حمادو موسى» أحد «الأمهار» من وكلاء بلمختار، طالبنا بتجاوز «بير» 240 كم شمال تمبكتو مع تجنب مرابع قبائل الأنصار، لرفضهم سلوكيات الإرهاب والتهريب، وبعد أن مضينا أخبرنى فى ثقة العارف أن كل المخدرات (حشيش وكوكايين) الذى يصل إلى ليبيا ومصر يمر من الخليل وما حولها لكونها أقرب نقطة إلى حدود الجزائر الجنوبية الشرقية الملاصقة لحدود الجبل الغربى فى ليبيا واهم محطاته ككله الليبية 140 كم من الحدود، وأضاف لى ضاحكا أن باستطاعته حملى معها إلى الغردقة خلال أربعة أيام، معتبرا أن عصابات التهريب القبلية والتكفيرية أقوى من جيوش دول الغرب الإفريقى. وهو ما أكده وزير دفاع مالى السابق سوميلو بوبيى مايجا، بقوله: إن الإرهابيين والمهربين يستمدون قوتهم وسيطرتهم على الصحراء الكبرى من ضعف الدول، وهو ما استغلته أيضا عصابات التهريب وجماعات الإرهاب التى ارتبطت بمثيلاتها من «كارتيلات» المخدرات فى أمريكا الجنوبية وغرب إفريقيا، ما جعلها دول مرور، وقاعدة رئيسية لتخزين المخدرات وتهريبها بسهولة مع توفير الحماية لها، خصوصا مع انتشار الفساد والرشوة، وتمثل ليبيا وموريتانيا ومالى نقاط تخزين رئيسية ومراكز مرور لهذه العصابات.
وفى موريتانيا ظلت منطقة «الكريكرات» أو ما بات يُعرف بـ «ممر قندهار» 15 كم من حدود موريتانيا لسنوات أهم طرق التهريب بينها وبين البوليساريو، بلا مراقبة حتى قامت بتشديد المراقبة الجمركية والأمنية فيها.
لم تشهد العلاقات بين البوليساريو وموريتانيا توترا محموما منذ «حرب الصحراء» إلا بسبب تضررها من ضلوع صحراويين منهم عسكريون سابقون فى جبهة البوليساريو - حسب مصادر وتحقيقات بنواكشوط- أدخلوا كميات كبيرة من المخدرات وأفشلوا جهود المكافحة، ما استدعى تدخل الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، بنفسه لمتابعة اعتقال شبكة تهريب دولية تضم موريتانيين وصحراويين وماليين وسنغاليين بحوزتهم 2.5 طن كوكايين جرى تحميلها على أربع سيارات تحمل أرقامًا خاصة بـ»البوليساريو» وتم ضبطها فى منطقة «أهل بلال» 210 كم شمال نواكشوط، كانت فى طريقها إلى مصر عبر مالى والنيجر وليبيا.
وبعد أن أصبحت المخدرات ظاهرة فى موريتانيا نظمت منسقية المعارضة مظاهرة تحت شعار «لا لتحويل موريتانيا إلى دولة مخدرات»، سبقها اعتقال تاجر مخدرات فنزويلى يرتبط بعلاقات واسعة فى المجتمع الموريتانى، وصلت إلى سيدى محمد، نجل الرئيس الموريتانى الأسبق ولد هيداله (سبق أن سُجن فى قضايا مخدرات وأفرج عنه بعد تخفيف العقوبة) تحت حماية ودعم بعض عناصر من الأمن ورجال أعمال نافذين بالتعاون مع كتائب تنظيم «القاعدة» منهم الضابط سيد أحمد ولد الطايع، الذى عمل لفترة ممثلا لموريتانيا فى «الإنتربول» - أُدين وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات فى القضية رقم 967/7 التى حققها قاضى التحقيق بالديوان الرابع الدكتور محمد ولد شيخ سيديا (900 كيلوجرام كوكايين).
وعرفت بلدان جنوب الصحراء الكبرى تجارة المخدرات على نطاق واسع وبشكل علنى مع نزوح كتائب التكفير والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية جنوبا بعد عام 2003 كقاعدة خلفية لـ»جبهة الإنقاذ الجزائرية»، وزادت بعد قوتها إعلانها الولاء لتنظيم القاعدة فى أفغانستان وتسميها بـ»قاعدة بلاد المغرب الإسلامى»، وكان مختار بلمختار الملقب بـ»بلعور» أول من شارك من الإرهابيين فى التهريب بداية من السجائر حتى بات يعرف فى الصحراء بـ»مستر مارلبورو» وتطور عمله بالاتفاق مع زعماء التهريب ورعاية أجهزة استخبارات دولية وإقليمية لتهريب المخدرات اعتمادا على فتوى بن لادن بـ»جواز بيع السم للكافرين» حتى أصبحت المخدرات منذ 2011 تمول صناعة الإرهاب والحرب الأهلية والجريمة المنظمة فى ليبيا وموريتانيا وسيراليون وغينيا كوناكرى وليبيريا وساحل العاج ومالى والنيجر وتشاد ودارفور، خصوصا أن هذه الدول إما فاشلة مثل ليبيا أو تشتهر بانعدام الأمن وهشاشة جيوش بلدان جنوب الصحراء، وشهدت أراضى موريتانيا هبوط طائرات نقل مختلفة الأحجام والأنواع لتفريغ شحناتها من الكوكايين، مثل الطائرة رقم 9835 N، التى حطت فى مطار «نواذيبو» وأنزلت 650 كجم من الكوكايين، وأقلعت دون أن يستوقفها أحد فى المطار!، لكنها هبطت اضطراريا بعد 100كم، وصادرها الجيش الموريتانى وأعاد طلاءها ويستخدمها الرئيس الموريتانى حاليا فى تنقلاته الداخلية، كما هبطت طائرة صغيرة قادمة من كولومبيا بالكوكايين فى «تازيازت» شمال البلاد، وفى الشرق أيضا اتخذت العصابات مناطق نائية بالقرب من الحدود المالية كمطارات لإقلاع وهبوط الطائرات.
وفى مالى ثبت تورط بعض رجال الحدود وبعض قادة الأمن والجمارك، فى تمرير المخدرات، بل إن «تومانى تورى» الرئيس السابق نفسه ونظامه تجاوزا عن نشاط «القاعدة» التهريبى فى «أزواد» إرضاء لزعماء التهريب العرب لإحداث الفتن العرب والطوارق فغض الطرف عن عمليات عرب «البرابيش والأمهار» المتعاونين مع الحكومة، فى حين تشدد مع مهربى قبيلة «الايمغاد» الطارقية بهدف بث الفرقة.
وكشفت حادثة اشتباك الجيش المالى مع المهربين الطوارق عام 2012 بسبب شحنة كوكايين (850 كجم) عن علاقة تنظيم القاعدة بضباط من الجيش منهم المقدم «لمانة ولد محمد يحيى» ضمن تحالف التهريب، وبعد مصادرتها هدد مختار بلمختار-شريك فى الشحنة- بالقيام بعمليات تخريبية، إذ لم تُرَد، ما دفع الدولة إلى الرضوخ والأمر بإعادتها مقابل دفع مبلغ كبير تم توزيعه على عدد من المسئولين الكبار، ليبدأ انتعاش هذه التجارة.
ويشهد النقيب أكلوى تورى -منشق عن الجيش المالي- على حماية العقيد محمد ولد ميدو لشحنة كوكايين أخرى هبطت بها طائرة فى منطقة صحراوية شمال «جاو» لصالح عرب من البرابيش ما دفع مجموعة من طوارق «الايفوقاص» بالاتفاق مع نافذين من عرب «كنته» لترصدها والاستيلاء عليها قبل اتخاذها الطريق إلى «الخليل».
ويؤكد أن مسئولى مطارات ازواد شمال مالى كانوا يسهلون استقبال الطائرات وإخراج الشحنات، مرات عديدة من مطارى جاو وتمبكتو أثناء سيطرة كتائب تنظيم القاعدة باتفاق «مختار بلمختار» و»اياد أج غالى»، وعطية الله (أبو يحيى الليبى أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة، والذى قُتل عام 2014)، وحاليا فإن سيطرة القوات الحكومية والفرنسية وقوات «إيكواس» وقوات الأمم المتحدة فى شمال مالى منعت استخدام المطارين أو تحرك قوافل التهريب فى نطاق سيطرتها ومطاردة المهربين والقبض على بعضهم مثل أحمدو أج عيسى.
ولهذا تكدست شحنات (حشيش وكوكايين) فى «جاو» داخل مخزن لتاجر عربى يقع قرب مقام «أسكيا محمد»، أما فى «تمبكتو» فعدد من بيوت حى «كيرياتو» تضم غرفاً مغلقة على أطنان من الحشيش وكميات كبيرة من الكوكايين أعدت للنقل، ولكن المشاحنات المسلحة بين العرب والطوارق قبل شهور دفعت أهم «كارتيلات الصحراء» من البرابيش إلى تأجيل إخراجها تجنبا لثأر جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» لمن قُتلوا منها فى اشتباكات الخليل، أو مصادرتها من قبل حركة تحرير أزواد «مانيلا»، كما حدث قبل عدة أشهر عندما استولت على كمية كبيرة من الحشيش قرب كيدال كانت فى طريقها إلى الخليل لتبديل السائقين والسيارات لتعبر إلى ليبيا، ويربط بعض أبناء المنطقة خطف «القاعدة» للسائق أحمد قبل 350كم من تمبكتو أثناء عودته من الجزائر نهاية شهر يوليو الماضى بالضغط على الجبهة العربية حتى لا تعترض القافلة، حيث دأبت الجبهة خلال الفترة الماضية على رصد قوافل المخدرات ومنع مرورها، والسؤال ما حجم هذه التجارة فى الصحراء؟، وقد حدد آلين روبى، مدير الأبحاث فى المعهد الفرنسى لبحوث الاستخبارات CFZR، كمية الكوكايين التى تمر عبر الصحراء بـ10 أطنان، يصل أوروبا 10% منها، فهل هذه الأرقام حقيقية؟.. مهربون وتجار يشيرون إلى أن ما تتناوله الصحافة وتنشره مراكز الأبحاث المتخصصة غير دقيق، مؤكدين أن كميات الكوكايين والحشيش التى تعبر الصحراء أكثر، وبالتالى فالمتدفق على أوروبا لا يقل عن أضعاف هذا الرقم، وقد صرح مدير سابق لمكافحة المخدرات فى الجزائر بأن ما تم تهريبه عبر الصحراء إلى دول الاستهلاك تبلغ قيمته 1.6 مليار يورو، حصة الجماعات الإرهابية منها 310 ملايين يورو، وهو أيضا رقم غير دقيق، حسب ما أكده أحد صغار ضباط الحدود الجزائرية، كما شكك عدد من سائقى وأدلة قوافل التهريب بين مالى والنيجر فيما ينشر، لأن الأرقام الحقيقية تبلغ أضعاف ذلك، حيث إن عدد العاملين فى هذه التجارة من سائقين وأدلة قوافل ومساعدين ومهربين على طول خط التهريب من موريتانيا إلى مصر لا يقل عن ٧٠٠ فرد، فهل هذه الكمية مناسبة لعمل هذا العدد طوال عام كامل؟!، وقد أقسم لى أحدهم أن ما تم نقله هذا العام فقط 2017 مما اشتركوا فى قوافله أو ما عرفوا بنقله باتجاه ليبيا من الحشيش فقط حتى شهر أكتوبر الماضى بلغ أكثر من 50 قافلة، حمولة كل قافلة من 6 إلى 10 أطنان، بما يزيد على مليار يورو، وإذا كانت كلها لعصابات تهريب عادية، فيمكن تخيل ما تم تهريبه لحساب تنظيم القاعدة، وبالتأكيد جرى تهريب كميات أخرى لم نعلمها.. وحينما أبديت دهشتى من حجم ما يتحدث عنه المهربون من كميات مخدرات جرى تهريبها، ضحك أحدهم وقال لى إذا عم الحشيش فى بلدك وانتشر فهو دليل على صدق كلامنا.
أما عن الكوكايين، فيقول مصدر من «الخليل» إن كمية المهرب منه عبر الخليل إلى ليبيا تزيد على 80 طنا ثمنها فى الصحراء 800 مليون يورو، وحسب بعض تجار التجزئة فى موريتانيا ومالى وليبيا، فإن سعر كيلوجرام من الحشيش المغربى 3 آلاف دولار قبل دخوله مصر.
أما الكوكايين، فإن سعر الكيلو منه فى «الخليل» 16 ألف يورو، أما فى حى «مولينبيك» فى بروكسل، حسب مندوب لإحدى مجموعات التلقى فى أوروبا، فإن سعره يصل إلى 35 ألف يورو.
فى الخليل .. لم اقتنع بما قاله لى على أج إبراهيم من أن أحد نوعيات الحشيش المغربى تصل إلى إسرائيل ليتم التعامل معه باستخراج زيته بدرجة كثافة معينة بشكل دقيق لتستخدم فى صناعة مشتقات اليورانيوم ثم يعاد تصديره إلى دول أخري!!، إلا أن حكم محكمة جنايات نواكشوط الغربية فى أغسطس 2017 فى الملف 188-17 الذى دان ضابط البحرية الرائد أحمد ولد حسنة القاضى، رئيس فصيلة التفتيش برئاسة أركان القوات البحرية، مع آخرين جعلنى أعيد التفكير فيما قاله، لأن كمية المخدرات التى تم ضبطها فى منزله بحى «تفرغ زينة» فى العاصمة الموريتانية نواكشوط وتزن 19 طن حشيش كانت معدة للتهريب إلى إسرائيل عبر مالى والنيجر وليبيا ومصر، بما يؤكد سيطرة المهربين والتكفيريين على الصحراء الكبرى.
عنوان التحقيق الأصلى..
« الأهرام » ترصد خطوط سير قوافل التهريب بـ ٥ دول (١-٢)
الصحراء الكبرى.. بوابة عبور المخدرات والسلاح والإرهابيين إلى مصر عبر ليبيا
تحقيق ــ أيمــن السيسـى
الأهرام المصرية