اتهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الولايات المتحدة بتبني العمل الصهيوني، وتعهد باتخاذ إجراءات سياسية ضد إعلانها حول القدس والتوجه للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ووقع عباس، مساء اليوم الاثنين، في اجتماع موسع للقيادة الفلسطينية في رام الله، على 22 اتفاقية ومعاهدة دولية من شأنها أن تعزز من الشخصية الاعتبارية لدولة فلسطين على المستوى العالمي.
وقالت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، في هذا السياق، إنه "ستجعل هذه الاتفاقيات الهامة جدا، من دولة فلسطين شريكا رئيسيا في مناقشة ومعالجة القضايا الأساسية التي تواجه العالم أجمع، حيث تم انتقاء الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لتعطي العديد من المجالات ذات العلاقة المباشرة لدولة فلسطين مع العالم، وفي تحملها المسؤوليات المرتبطة بدورها العالمي".
وقال عباس، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع، حسب ما نقلته وكالة "وفا" الرسمية: "إن الولايات المتحدة الأمريكية طلعت علينا بموقف عرفتموه جميعا، وهو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، ومثل هذا الموقف وإن كان لا يحمل أي قيمة شرعية أو قانونية، إلا أن كونه جاء من أمريكا لا بد أن يواجه بإجراءات بدأنا نتخذها، وكان اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والقمة الإسلامية التي عقدت في اسطنبول".
وأضاف عباس: "أعبر عن الاعتزاز والفخر لأبناء شعبنا وخاصة المقدسيين الذين وقفوا موقفا مشرفا من هذا القرار، وكل شعوب الأرض نهضت ووقفت وقفة رجل واحد للتعبير عن غضبها من القرار، وهذا يدل على أنه قرار غير شرعي كون جميع شعوب الأرض تخرج في مظاهرات احتجاجية أمام السفارات الأمريكية".
وأكد الرئيس الفلسطيني أن "هذا القرار لا قيمة له، ومجلس الأمن الذي اجتمع قبل فترة والدول الـ14 رفضته وانتقدته انتقادا شديدا"، مضيفا: "أمام هذا الموقف لا بد لنا من اتخاذ اجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية، وقلنا ونقول إن الولايات المتحدة اختارت أن لا تكون وسيطا بالعملية السياسية، ونحن نرفض ان تكون وسيطا سياسيا وهي مع اسرائيل وتدعمها وتساندها".
وأضاف عباس: "ذكرت في خطابي أن الولايات المتحدة شريك حقيقي وأساسي في وعد بلفور، وهي لم تكن عضوا في مجلس الأمن، وكانت تناقش كل حرف فيه حتى أصبحت بريطانيا منتدبه على فلسطين، وكنا مخدوعين ومغشوشين عندما طالبنا في يوم من الأيام عن جهل في 1920 أن تكون الولايات المتحدة منتدبة على ارضنا لاعتقادنا انها بلد حر ونزيه بدل بريطانيا، لكن تبين انها تتبنى العمل الصهيوني منذ ان نشأت حتى يومنا".
وتابع مشددا: "لا نقبل أن تكون الولايات المتحدة وسيطا أو شريكا في عملية السلام".
وقال عباس، في تطرقه إلى الخطوات، التي سيتخذها للتصدي لقرار الولايات المتحدة حول القدس: "سنذهب للجمعية العامة لاستصدار مجموعة قرارات، كما سنذهب مرة أخرى ومرات للحصول على العضوية الكاملة، فنحن دولة وسلطة ولدينا حدود ومن حقنا اعتراف العالم بنا في الوقت الذي ليس لإسرائيل حدود والقانون الدولي يحرم الاعتراف بها، لكنهم خدعوا الجمعية العامة بأنهم سيطبقون القرارات 181 و194 والى يومنا هذا لم يطبقوا هذه القرارات".
وأردف عباس: "إننا لنا حق بالانتماء للمنظمات الدولية، وسننشر التوقيع اليوم لانضمامنا الى 22 منظمة، وغدا ستنشر بالصحف، وسنرسل الطلبات الى هذه المنظمات، وكل يوم اثنين سننضم الى 22 و 30 و... منظمة دولية سننتمي لها، فهناك 522 منظمة من حقنا الانتماء لها".
واختتم بالقول: "ندرس أمورنا بشكل جدي وسنشكل لجنة من القيادة لدراسة كل المشاريع التي قدمناها ويمكن ان نقدمها للأمم المتحدة ليعتمدها المجلس المركزي عند انعقاده لتدخل في باب التطبيق. إننا سنستمر ونحن أصحاب حق ظُلمنا، وقمة الظلم إعلان أمريكا أن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، فنحن نريد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين مدينة مفتوحه للأديان السماوية الثلاث يصلوا فيها ويمارسوا طقوسهم ويغادرون وأهل القدس مسلمون ومسيحيون يبقون فيها".
المصدر: وفا + معا