كثرت الألقاب فأصيبت مدلولاتها بالضمور في عهد التضخم المادي؛ فألقاب مليونية رنانة من قبيل "مليون شاعر" أو "مليون شهيد" أو "مليون طيب" أو حتى "مليون نخلة" لم تعد تسقي ماء؛ خصوصا وأن الشعر لم يعد يستثير الشعور، والشهيد صار "إرهابيا" والطيب اختلط بالخبيث، وصودرت القيمة المعنوية للنخلة فلم يبق لها إلا بعض تلك المادية! فنحن في عصر الشكليات الفارغة والإبحار إلى مثلث برمودا على متن سفينة "العم سام" ومن يدور في فلكه المنكود.