من يسمع كلام عزيز وأنصاره عن احترام الدستور، وكون الشعب مصدر السلطة يظن أنهم يتكلمون عن كائن فضائي جاء أمس لأول مرة تطأ قدماه هذه الأرض، لكن لا بأس بالتذكير ببعض أبرز محطات الرجل في قتل المؤسسات واحتقار القوانين والدستور:
هناك قصة شعبية لسيدة أغلبها أتشوف زوجها غائر اعليها. . فحكت الأمر لصديقتها فقالت الصديقة الأمر هين. .. خذي أنعايل زوجي الشيخ و أطرحيهم أحذاك و حين يأتي سيغضب. . ... و حين جاء الزوج و رأي احذية غريبة سأل ذو أنعايل من؟ قالت زوجته ذوك أنعايل الشيخ كان هون و أنساهم. .. رد أنتاشي أعليه بيهم فربما سيخرج ... عادت فحكت الأمر لصديقتها .. قالت الصديقة خذي سروال الشيخ و أطرحيه أحذاك.... عاد الزوج فراي سروالا فسالها ذا سروال من؟
كان على رئيس الجمهورية أن يزور وبشكل مفاجئ لا يسبقه تنظيف ولا صحافة ولا شبيحة المؤسسات التالية
ـ المركزية لشراء الأدوية وهي فضيحة حكومية بكل المقاييس تعجز عن توفير الأدوية الأساسية وتكتفى باستيراد أنواع بسيطة من المضادات الحيوية وسوائل التغذية الوريدية بينما تبقى بقية الأدوية نهبا لسماسرة السوق السوداء الباحثين عن الربح بأية طريقة حتى أنهم أغرقوا البلد بأدوية ومختبرات ومصانع وهمية تزور الدواء وتبيعه بسعر يتيح لهم الربح 1000 فى المائة
زائر أروقة "المستشفى الوطني" لا يجمع الأجر والعبرة وينشر المواساة فقط... وإنما يكتشف حالات وأشياء تنفطر لها الأكباد وتزهق الأنفس حسرة...
لا أعني قصة "اخصارت" جهاز الفحص بالرنين أو جهاز اسكانير... من حين لآخر، وكيف يرغم ذلك عشرات المرضى إلى التوجه إلى عيادات ومختبرات تجارية خاصة لا تتكلم بغير الأرقام التي تقتل باليأس قبل المرض...!
ولكن أعني شيئا قريبا من ذلك أو يلتقي معه هنالك:
سيختتم الرئيس محمد ولد عبد العزيز مأموريته الثانية والأخيرة قبل الطلاق الرجعي دستوريا للحكم؛ باستفتاء آخر حول مواد دستورية سماها البيان الوزاري بالتحسين والتعديل.
الشعب الموريتاني سيستفتى حول مسألتين إذن حسب الوزاري؛ إذ سيفصل العلم عن بقية المواد المتعلقة بإلغاء مجلس الشيوخ وإنشاء المجالس الجهوية؛ وكذا إلغاء محكمة العدل السامية.
هل السياسة والدين اسمان لمسمى واحد، أم هما حقيقتان مختلفتان : "ملكوت الله"،...و"مملكة الانسان"........؟..هل كل من يحسن الحديث في "الدين" يحسن الحديث في "السياسية"..؟... أم أن لــ "السياسة" منطقها ولغتها، وأهلها، كما لـ "الدين" " منطقه ولغته، وأهلها..؟...
إن أبهة الاستقبال الكبير الذي حظى به الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مطار عمان وتسليمه مفتاح القمة العربية للعاهل الأردنى ، والتغطية الإعلامية العربية والدولية لهذا الحدث مكسب لموريتانيا ، فالمتابع "هنالك" ليس له علم بالتعديلات الدستورية ولا بتصويت الثلاثة والثلاثين شيخا ، ولا بالمادة 38، وربما لم يسمع قط بالمنتدى ولا بحزب النو.
- التكتل: شرع انقلابا عسكريا ودعا إلى انقلاب آخر
- تواصل: دعا إلى ترجيل نظام منتخب.. خدع زملاءه في المعارضة وشق صفهم بالترشح للنيابيات الماضية... شارك في حكومة مطبعة مع الكيان الصهيوني
- حزب اللقاء الديمقراطي: مملوك من طرف العقيد اعل ولد محمد فال جلاد ولد الطايع لعشرين عاما
- حزب حاتم: مملوك لمتمرد أزهق أرواح الأبرياء في انقلاب دموي
- حزب اتحاد قوى التقدم: طالب الجيش فترة إصابة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بانقلاب عسكري
قديما دار نقاش فلسفي حول الحقيقة واختلف الفلاسفة هل الحقيقة ثابتة أم لكل شخص حقيقته،والغالب أن الحقيقة واحدة فجمال الثلاثينية حقيقة ثابتة أما غباء العشرينية فحقيقة مطلقة؛ و اغلب الكوارث التي تتعرض لها بلادنا هو بتعدد فهم السلالة للحقيقة فلكل سلالي حقيقته،لا ثوابت هنا ولا مرجع يحكمها!؛انظر مثلا إلى الخلاف حول تفسير الدستور انه تجلي لهذه الحقيقة المؤسفة، فللمعارضة حقيقتها ويمثلها القانوني ولد االياهي الذي يرى أن المادة 99 هي التي يجب أن تستخدم في هذ
السياسي يتغير مع تغير الواقع الذي يواجهه لكن أن يظل الواقع كما هو و يتغير السياسي فهذا يخالف المنطق و يثير الشكوك .فهو أما كان يكذب علينا بخطاباته النارية أو أن حالة يأس مزمن تمكنت منه و هنا لا تتوقعوا منه إلا التنكر لكل تاريخه " الكئيب " فداخله بركان سخط يغلي على الشعب النائم فهو سبب كل الكوارث و كل الويلات و من السذاجة التضحية بما لا ينتهي من الفرص الشخصية من أجل هذا الشعب الخانع ، الغائب ، الضائع .....