يقول لي الناصحون من الأهالي ان أتوقف عن بث الأفكار السلبية وان أتمثل بالإيجابية، و هذا لعمري لهو النصح الحق.
لكن تحديد السلبي من الإيجابي يختلف من شخص لآخر حسب الظروف و المعطيات والأدوار الاجتماعية والنظرة التحليلية للواقع والشعور به وتقييمه.
أنا لا أكن كثير احترام لمنصب الوزير في موريتانيا دون شخصه؛ لأن الوزير في الأنظمة الديمقراطية شخص مهم يساعد رئيسه في تحقيق برنامجه الانتخابي؛ ويبادر بالإصلاحات ويترك بصمته على قطاعه.
وفي بلادي لاوزير يعبر عن نواياه ولا برامجه ولا بصماته؛ كل شيء فيه مرتبط بالرئيس. وأكثر الوزراء منذ الدولة الوطنية أقيلوا ولم يستقيلوا إلا قليلا؛ ومعظمهم لم يعرفه العموم إلا عند التعديل الوزاري أو تشكيل الحكومة التي تضمه.
في مجلة (لبوان) الفرنسية ذائعة الصيت مقال للكاتب الفرنسي المعروف بيار بيلو يحمل عنوانا مثيرا ،أويُراد له أن يكون كذلك ، كتب بخط أسود عريض: "الأمة العربية " لم تعُد موجودة ! على خلفية صورة تُمثل عَلَم إحدى النِّحَل يحرسه نوبتجي يتنكب بندقية عوز اسرائيلية ...
عموماً، لا استقراءً، ليس رجال الدِّين في موريتانيا معدودين في جملة الفقراء. وهم طبقة فيها العالي والسافل؛ ولكن نجومَها يتطاولون في البنيان ويلعبون بالجواهر. وكما يقول المثل الحساني (إلِّ عندُ لِكْعَب يلعَبْ). وهم منهمِكون في التحصيل والتجميع.
يعاني المشروع الإسلامي في مورتانيا من اختلال واضح في ميزان العمل الدعوي والسياسي، حيث مالت الكفة في العشرية الأخيرة لصالح العمل السياسي، وانشغل حملة المشروع معظمهم إن لم يكن جلهم بالسياسة.
مافائدة مناظرة بين سياسين علي أثير إحدي القنواة أو الإذاعات المحلية غير تكوير بعض العبارات المستهلكة ورسم مثالية وإنضباطية مفتعلة وحضور كارزمي صوري وبالنسبة لي إن وجدت فلن تكون سوي سحابة صيف نتخندق علي أساسها طبقا لما كان في السابق ولن تغير من قناعات أي شخص وسيكون الحكم فيها عاطفيا مع مراعاة التخندق الإديولوجي والسياسي وحتي المناطقي ....
وزير الخارجية الصّيني يزور موريتانيا ويلتقي بنظيره وأي نظير؟ وزير خارجية ربع سكان الأرض وأقوى قوّة اقتصادية،وأكثر الشّعوب مثابرة على العمل! الصين صديقة الشّعوب الفقيرة تلتهم خيراتهم، تنافسهم فى الأعمال الصّغيرة، حتى فى البيع على الرّصيف!
يا أنتم..
اتركوا هذا الإعلانَ يدندنُ قليلاً في طبَلاتِ آذانكم قبل أن تخلدوا للنوم بعد يوم شاق ٍّمن تناولكم إيايَ وجبةً سائغةً على مائدة كبيركم الذي علمكم التنكر لأواصر الصداقة والزمالة والجيرة والشعر:
أعدكم
ما كنت لأزاحمكم على باب حزبٍ
أو أنفاسكم على منصب
لست مهتما بجمع المال ولا أبحث عن حظوة لدى رئيسٍ أو وزير أو رجل أعمال..
فلماذا ترغبون في محاربتي؟ لماذا؟
تسجيلات مسموعة في معظمها ومرئية أحيانا؛ تنتشر على الواتساب الموريتاني منذ أيام ؛ وراءها رجال ونساء تعرف منهم وتنكر؛ يستخدمون لغة حضيضية حد الثمالة؛ ويتحدثون باسم شرائح وقبائل وينضحون بما فيهم.
لهؤلاء أقول عليكم باللحظة التي أنتم فيها ؛ فما لم تفلحو في تحصيله من آداب الخطاب والسؤال والجواب هو بالضبط ما فاتكم من الذائقة الجمعية لمجتمع يعاف النيء من القول.
يذكُرُ فوكوياما، بتبسيطاتِه المعهودة، من حينٍ لآخر أن الكنيسة قامت مقامَ القبيلة والعشيرة في الغرب؛ بينما بقيَت القبيلة والعشيرة في أجزاء واسِعة من "الشرق"، بما فيه شرقُنا المتوسِّط، ولكن ليس "الشرق الأدنى" الذي له إرث مؤسّساتي كبير. وبالنسبة لفوكوياما فإن هذا التبسيط مدخُلٌ أساس لفهم "النظام السياسي": ففي الغرب والصين بُنيَ على المؤسّسات لأن العشيرة ماتت على أنقاض الكنيسة؛ بينما في غيرهما بُنيَ على الإرث، لأن الدِّين ظلّ قبيلة.