الإنسان وفي خضم صراعه مع عقدة النقص المزمنة في ذاته، وخطاه الحثيثة في تشكيل (أنا) المتعاظمة لديه، لم يدع طريقا إلا وسلكه بغية الوصول إلى حالة مرضية من القوة والتمكين، كافية لأن يتناسى حقيقة أنه خلق ضعيفا.
وليس أوضح من تلك الصورة الأزلية ( في مسعى الإنسان للقوة والكمال والخلود ) ذلك السياسي اللاهث خلف المال، ورجل الأعمال ذاك الحالم بالسلطة، فكلاهما يجري باتجاه الآخر، وما أن يلتقي ثنائي الإمارة والتجارة حتى يحل الفساد ضيفا على الديار.