لم يجاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحقيقة عندما قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي سيردجو ماتاريلا “ان الوضع في سورية بات يذكرنا بما حدث في العراق عندما بدأت الولايات المتحدة غزوها لبغداد بعد كلمة لها في مجلس الامن الدولي”.
من تابع خطابات القادة العرب في قمة عمان التي بدأت اعمالها في البحر الميت صباح اليوم يخرج بإنطباع أساسي وهو ان معظمها موجه الى إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وتتمحور حول خطته الجديدة بتأسيس تحالف عربي سني لمواجهة ايران التي يعتبرها، وحلفاؤه العرب، الخطر التي يهدد المنطقة.
تفاجأ الإعلامي "عبد الباري عطوان" أثناء حضوره في اذاعة " الديوان اف ام" بتذكر القائمين على القناة لعيد ميلاده حيث قدموا له الورود والمرطبات. وقد تأثر الإعلامي " عبد الباري عطوان" شديد التأثر بالترحاب الذي لقيه في تونس الى حدود " البكاء".
وقال الكاتب والصحفي الفلسطيني عطوان انه لن ينسى ابدا حجم الترحاب الذي يلقاه في تونس مضيفا " نسيت يوم ميلادي لكن التونسيين تذكروه.
بينما تتسم السياسة التركية في التعاطي مع الازمتين السورية والعراقية بالتخبط، تبدو حظوظ ايران، خصمها الاقليمي، اوفر حظا بالنجاح، فمن المفارقة ان ايران تتواجد في الحلفين “الفائزين” ضمنيا حتى الآن في معركتي حلب والموصل، فحلفاؤها الروس هم الذين يخوضون المعركة الاولى ويلقون بكل ثقلهم الجوي والعسكري فيها، وبما يمهد لقوات الجيش السوري بالتقدم في اتجاه الاحياء الشرقية المحاصرة، اما حلفاؤها العراقيون فقد اعلنوا حرب تحرير الموصل واخراج قوات “الدولة الاسلامية
اعلن السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بدء عملية استعادت مدينة الموصل العسكرية من ايدي قوات “الدولة الإسلامية” التي سيطرت عليها قبل عامين، وتشير ضخامة اعداد القوات العراقية والكردية المشاركة فيها الى مدى الجدية التي يوليها التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة لتحقيق “انتصار” لادارة الرئيس باراك أوباما يختتم به دورتي حكمه، ويسهل فوز مرشحة حزبه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة السيدة هيلاري كلينتون.
اذا صحت الانباء التي تقول بأن الحكومة السورية قررت اغلاق جميع مقراتها الرسمية في مدينة الحسكة التي باتت تخضع لسيطرة قوات “الاسايش” الكردية، لرفع العلم الكردي فوقها، ونهب محتوياتها، ومنع الموظفين من دخولها، وهي تبدو صحيحة، فإن هذا يعني ان الاشقاء الاكراد يقدمون على خطيئة كبرى، وينسفون تحالفا صمد خمس سنوات، ووضعوا انفسهم في مواجهة انتحارية مع العرب والاتراك معا.
لم يكن من قبيل الصدفة ان تتزامن عملية الهجوم الارهابي الانتحاري الذي استهدف مطار اتاتورك في اسطنبول مع التطبيع التركي الرسمي المزدوج للعلاقات مع كل من روسيا ودولة الاحتلال الاسرائيلي، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا، ان يكون المهاجمون الثلاثة من المنتمين الى دول القوقاز، ويحملون جوازات سفر روسية.