هل أعلن الرئيس القطيعة مع البعثيين في موريتانيا ؟ (تحليل) | 28 نوفمبر

 

فيديو

هل أعلن الرئيس القطيعة مع البعثيين في موريتانيا ؟ (تحليل)

سبت, 25/03/2017 - 15:08
هل أعلن الرئيس القطيعة مع البعثيين في موريتانيا ؟ (تحليل)

ليس صعبا على القادة العسكريين التخلص سريعا من كل الإلتزمات والمواثيق عندما تبدأ سفينة ما في التموج بعيدا عن الشواطئ الهادئة، يبدو ان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ليس استثناء من تلك القاعدة، في مؤتمره الأخير أشار بشكل واضح لا لبس فيه إلى تحميل بعض التيارات الفكرية والسياسية في البلد مسؤولية كل الانقلابات العسكرية، وأعلن نيته محاربة ذلك، وإن كان التعميم حصل فإن التخصيص هو الآخر كان حاضرا بقوة التاريخ والواقع، في الربط بين الجيش وتلك التنظيمات رسالة غاية في الخطورة فالتاريخ العسكري للأنظمة الموريتانية لم يرتبط في المخيلة أكثر مما هو حاصل مع التيار البعثي المتغلغل داخل المؤسسة العسكرية بل المحرك الأساسي لكل الانقلابات التى حصلت بما فيها إنقلاب 2005 .

وقائع التاريخ _ حتى لو لم يقصد ولد عبد العزيز _تؤكد مما لامراء فيه أنه يقصد البعثين الجناح المدني لانقلاب 78 وانقلاب 84 وحتى انقلاب2005 وإنقلاب 2008، و إذا ما فتشنا في تلك المحفظة سنجد أن عضوا بالتيار البعثي هو كاتب بيانات الانقلابات الثلاث!

 

إن الحديث عن التنظيمات الفكرية ذات الامتداد العسكري في هذا التوقيت بالذات ليس برئيا، لقد قرر أحد أبرز رموز العبثيين وأكثرهم دراية بما يجرى وربما ما سيتم لاحقا المفكر الكبير محمد بحظيه ولد ابريد الليل انتهاج سياسية الصمت حول الواقع السياسي بشكل مريب حيث لم يلتقي ولد ابريد الليل بالرئيس الموريتاني منذ ثلاث سنوات، إذا أستثنينا زيارة التعزية في رحيل الفقيد أحمدو.

 

ولد ابريد الليل صاحب فكرة المستقلين 2006، وصاحب الخطة الإستراتيجية التي كتبها في 2007 واعتمدها الجيش سياسيا وعسكريا والتي احتوت خطوطها العريضة على:

إصلاح الوثائق المدنية

تدعيم المواد الغذائية خطة أمل وتضامن لاحقا

استحداث مقاطعات على الإطراف

الشامي انبيكة

التوجه شمالا قريبا بعيدا نحو الجزائر

تطوير الجيش واكتتاب الجنود من الولايات الداخلية والأرياف.

 

التخلص من التيار بهذه السرعة لن يكون بالأمر الهين، لقد أقر قائد الأركان الحالي محمد احمد ولد الغزواني آن تلك الخطة الإستراتجية تعد من أهم الخطط التي اعتمدها الجيش في تاريخه.. لا أحد يتجاهل أن هناك خلافات عميقة شبت مؤخرا بين التيار والشخص الأول في الحكم، حتى لا أقول الرجلين وإن كانت نتاجا طبيعيا لجملة من الخطوات التي أقدم عليها ولد عبد العزيز فجأة حيث رسم فيها ملامح توجه جديد يعتمد مقاربات سياسية قصيرة الأمد وذات بعد اقتصادي غير مكتمل التعميم.. من أهم ملامح تلك المرحلة:

تهميش الوزراء والضباط السامون المسحوبين على التيار البعثي حتى وصلت تلك الخطة مرحلة صفر وزير في الحكومة، كما أانتهجت "كرها"فرض سياسة التقاعد المبكر للقادة العسكريين المسحوبين على التيار رغم تحذيرات الكثيرين له.

العارفون عن قرب بمحمد يحظيه ولد ابريد الليل يقولون أن الرجل لايبتعد عن الأنظمة نظرا لخلافات شخصية او لمصالح تخصه به، وان علاقته بقيت حتى مع الانظمة التي سجنته ونكلته به، لكنه يأخذ مسافة حين تكون دائرة النقاش ضيقة والآراء المخالفة لتفكير السلطة غير مرحب بها.

 الآن  هل بدأت القطيعة ؟؟

خاص- 28 نوفمبر