الأستاذ العادل ذو الضمير المهني لا يفرق بين طلابه ولا ينظر إليهم كأنهم شرائح اجتماعية وعلى الأساس هذا يقيم عملهم. لا، ما هكذا ترد الإبل وما هكذا تتم العملية التربوية! الطلبة سواسية في فرص كسب العلم والنجاح والتفوق وحتى في "فرص" الفشل والسقوط. فمن الخطيئة والغبن وعدم الانصاف إن أراد المدرس او الإدارة المدرسية فرض المحاصصة، ننقص من هنا ونزد من هنا، لكي تجد كل شريحة حصتها المفبركة من النجاح ومن الفشل.
ومع ان الظروف البيداغوجية والدراسية هي نفسها، فلا مناص من التراتب: جيد، متوسط وضعيف، ليس نتيجة لقرار مدرسي ولكن لأسباب موضوعية خارجة عن إرادة المدرسة تتعلق بالطالب نفسه: جديته، ذكائه، عمله...
اما على صعيد الدولة المطلوب في كل الحالات هي العدالة الاجتماعية: منح كل مواطن حقه بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية والثقافية والدينية. وهذا يتم بسن قوانين عادلة وفرض احترامها وتأمين نفس الفرص امام الجميع وتحقيق هذا الشرط.
اما تعرية عمر لإلباس زيد او محاولة ان يكون الاثنان في نفس الدرجة من المعرفة وذكاء واليسر والرفعة فهي فكر طوباوية لا تخدم الا الغيرة والتنافر وعدم الانسجام الاجتماعي. وبكلمة واحدة العدالة الشرائحية هي الداء وليست الدواء.
تنبيه: تاريخيا وراهنا، البيظان هو الأقوى والاغنى والاعلم. هل تريدون حطهم في ثلاجة حتى يتسنى للجميع الالتحاق بهم؟ وإذا تم ذلك، كيف ستتم المحافظة في المستقبل على التوازن؟
----------
من صفحة الأستاذ اعل بكار اصنيب على الفيس بوك