لعلي من أكثر المعارضين دعوة لإنصاف السلطة الجديدة وحكومتها وإعطائهما الوقت الكافي قبل الحكم عليهما بل لعلي من الذين يتفهمون إدارتها لملف العلاقة مع إرث الرئيس السابق وما يعبر عنه الكثيرون بالعشرية الماضية وكثيرا ما يصفونها بأوصاف لا تشرفها ، لكن النقاش الدائر اليوم حول قطاع الصحة وموضوع الأدوية بالذات يفرض منهجية مختلفة لأن الأمر يتعلق بصحة الناس وحياة الناس وهنا لابد من الاعتراف بوضعية القطاع المؤلمة والمحتاجة لإصلاح جدي الشمول فيه والجرأة ووضوح خطة الإصلاح والصرامة أهم من قرارات جزئية يشك البعض في تحضيرها على النحو المناسب.
كثيرة هي المؤشرات التي تشير إلى جدية الوزير وخبرته في المجال ولكن طمأنة الناس في أمر تتعاطاه يوميا وآثاره السلبية بادية للعيان أمر مقلق وفيه شبه مما كان.
إن المعلومات والمقارنات التي كتبها الصحفي المميز الهيبه ولد الشيخ سيداتي تستلزم توضيحا رسميا يصحهها - إن كانت خاطئة ولا تبدو كذلك - أو يبين الإجراءات التي اتخذت في شأنها - إن كانت اتخذت -
قطاع الصحة أيها القوم لا يتحمل وسبق أن أوضحت أن الصحة الاستعراضية طغت فيه على الصحة القاعدية وذاك أمر بالغ الخطورة ، وإصلاحه يحتاج إرادة قوية لا تهزها اللوبيات وكتل المصالح وخطة متكاملة تعطي الأولوية للنتيجة ولو على حساب الصورة ومتابعة مستمرة لا تكل ولا تتردد وفريقا فاهما يجمع بين الكفاءة والاستقامة - وهو موجود - لا تعوق طريقه بالتدخلات والعراقيل.
--------------
من صفحة الأستاذ محمد جميل منصور على الفيس بوك