تسود حملة تعاطف مع شاب مغربي حاول السطو على بنك، فرغم أنّ الشاب كان يحمل سكينا كبيرا ولم يستسلم إلّا بعد تدخل قوات الأمن، إلّا أن الكثير من المغاربة تعاطفوا معه ووجّهوا عدة رسائل للمطالبة بالتخفيف من عقوبته..
وكان قد انتشر في الأيام الأخيرة فيديو لتدخل أمني لأجل اعتقال شاب كان يحاول السطو على بنك في مدينة طنجة، لينتهي باستسلام الشاب بعد حديثه مع الشرطة التي اقتحمت البنك بعد أن تمّ إغلاق باب البنك عليه من قبل العاملين… لكنّ هذا الشاب حظي بحملة تعاطف واسعة من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن اتضح إصابة والده بمرض السرطان، وكانت محاولته للسرقة بهدف الحصول على تكاليف لمعالجته… كما ظهر والده في فيديو لموقع “اليوم 24” حيث تحدّث الوالد الذي بدا في قمة الانهاك الجسدي بصعوبة وبأنفاس متقطعة عن إصابته بالمرض القاتل ولزوم التنقل والعلاج.
الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ناشدوا الجهات المختصة بالتنازل عن الدعوى والعفو عن هذا الشاب الذي ليس لديه أي سوابق عدليّة. فالدافع وراء هذا الفعل هو مساعدة أبيه بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت..
كنّا نرجو أن يقوم هذا الشاب بتصوير فيديو يعرض مأساة والده ويطلب المساعدة، وربما من الأهل والأقارب، لكن هذا الحل الذي خطر بباله وكما يبدو أنّه أوقعه في ورطة أخرى… ويبقى التعاطف معه ومعالجة والده من المطالب الشرعيّة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
******
من المحبّذ أن يكون هناك العديد من الأفكار الظريفة والمتجدّدة للبرامج التلفزيونيّة التي تُخرج المشاهد من روتين السياسة والعنف والجديّة المفرطة؛ لكن بعض مُعدّي البرامج يسرحون بعيدًا بخيالهم من خلال أفكار غير مألوفة في مجتمعاتنا. وهذا ما عرّض إدارة فضائيّة “الرشيد” العراقيّة إلى الانتقادات اللاذعة والمطالبة بوقف برنامجها “طباب الخير” الذي قام بعرض حلقة مسابقات وتوزيع جوائز على المشاركين، ومن شروطها أن يقوم أحد الأزواج بالرقص مع شابة عروس من طاقم البرنامج على مرأى من زوجته.
غالبية الزوجات لم يتحمّلن هذا المشهد التمثيلي، فيما وافقت بعضهن على ذلك في سبيل العودة للمنزل بجائزة فخمة… الأمر الذي أثار العديد من الأصداء والردود التي تمحورت غالبيتها بالرفض … ومن بين الرافضين كنت جمعيات ونقابات كالنقابة الوطنيّة للصحفيين العراقيين التي طالبت بإيقاف بثّ البرنامج الذي اعتبروه مستفزا ويقلل من مكانة المرأة.
مقدّم البرنامج الإعلامي عمر محمد في حوار مع برنامج “بي.بي.سي.ترندينغ” عقب على الردود الغاضبة بالقول إنّه يتقبّل وجهة نظر الجمهور، معتبرًا أنّ فكرة الحلقة هي مساحة لتُعبّر المرأة عن غيرتها على زوجها.. أمّا جمهور النساء الغاضب فقد عبّرن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهن من البرنامج لما يحمله من إساءة ضمنيّة لكرامة المرأة العراقيّة وتسطيح لمنظومة العقل العراقي.. وهناك من قلن إنّه رغم بشاعة الفكرة البعيدة عن الإنسانيّة يرتقع صوت الوعي ورفض المجتمع للبرامج المُعدّة لإهانة المرأة.. فيما قالت بعضهن ” هذه حقيقتهم المُرّة أكو أزواج يقارنون زوجاتهم بفنانات ويقللون من قيمتهن أمام الكل”.
لا شكّ أنّ كل قناة تبحث عن أفكار جديدة وإبداعات جذابة، لكن يبدو أنّ البرنامج قد أخفق هذه المرّة، ويبدو أنّ” قلة الشغل بتعلم التطريز″ وتقود للسطحيّات أحيانًا.. هذه في حال كون هذا البرنامج “شو” وكله تمثيل متفق عليه مسبقًا مع المشاركين لجذب الجمهور.
******
ننتظر “الهزة الأرضيّة” التي سيقوم بها الإعلامي توفيق عكاشة في حال قيامه بالفعل في تأليف كتاب جديد عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي…حيث أشار عكاشة خلال برنامج “مصر اليوم” خلال برنامج “مصر اليوم”، المذاع عبر فضائية “الحياة”، إلى أنّه اختار للكتاب عنوان “عَرفنا هؤلاء” كاسم مبدئي، موضحًا أنّ الكتاب سيكون مقسمًا إلى ثلاثة أقسام، أحدها عن محمد علي باشا، والثاني عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والثالث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي… ويعلل سبب اختياره لهذه الشخصيات هو وجه الشبه بينهم، موضحًا أنّ ثلاثتهم تولوا حكم مصر في ظروف مشابهة، ولكنّ الظروف التي تولى فيها الرئيس السيسي كانت الأصعب.
عكاشة قام بتعداد صفات مشتركة جمعت الزعماء الثلاثة وهي درجة الذكاء والعقل واستخدامها في سرعة بناء الدولة، وخطورتهم لدى أعدائهم… ثم انتقل للحديث عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث شعرنا أّنّه “يظلمه” ويقوم من خلال تبطين كلامه بإجراء مقارنة بين السيسي وعبد الناصر فيقول إنّ الفترة والظروف التي حكم بها عبد الناصر مختلفة ومغايرة عن فترة السيسي..
نعتقد أنّه في حال قيام عكاشة بالفعل في تأليف هذا الكتاب، فّإنّه سيكون مليئًا بالمغالطات والانحياز… وليس له هدف سوى تلميع الرئيس…
*كاتبة فلسطينية