ولد عبد العزيز: 41 مليار اوقية للبرنامج الاستعجالي (نص الخطاب) | 28 نوفمبر

 

فيديو

ولد عبد العزيز: 41 مليار اوقية للبرنامج الاستعجالي (نص الخطاب)

ثلاثاء, 28/11/2017 - 10:38
ولد عبد العزيز: 41 مليار اوقية للبرنامج الاستعجالي  (نص الخطاب)

 أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على ان الاصلاحات الدستورية الاخيرة اعادت الاعتبار لحقبة مجيدة من تاريخنا بتخليد بطولات رجال المقاومة وشهداء قواتنا المسلحة وقوات امننا وترجمت استعداد الموريتانيين الدائم للتضحية في سبيل وحدة وحرية وازدهار الوطن.

ودعا في خطاب له بمناسبة الذكرى ال 57 لعيد الاستقلال الوطني من مدينة كيهيدي الى المحافظة على ما تحقق من مكتسبات والعمل على توطيدها وتطويرها لصالح الاجيال الموريتانية، حاضرا ومستقبلا والوقوف في وجه كل ما من شأنه المساس بوحدتنا وامن بلادنا ونبذ الفئوية والجهوية وكل اصناف النعرات الضيقة.

وفيما يلي نص الخطاب:

"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

ايها المواطنون ايتها المواطنات

تخلد بلانا الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني.

وبهذه المناسبة العظيمة اتوجه اليكم جميعا، مواطني الاعزاء بأحر التهاني داعيا المولى عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان، ويمدنا دائما بالقوة والثبات لنستمر في مسيرة البناء والنماء التي اطلقناها معكم وبكم سبيلا الى تحقيق المزيد من الرخاء والازدهار لشعبنا العزيز.

ان الاحتفال باليوم الوطني مناسبة لتأكيد تشبثنا بقيم الإسلام السمحة وعملنا الدؤوب على تعزيز وحدتنا الوطنية وتعلقنا بالمعاني السامية للشرف والإخاء والعدل واستعدادنا الدائم للتضحية في سبيل وطننا وامتنا المجيدة وهي مناسبة كذلك للترحم على شهدائنا البررة من ابطال مقاومتنا الوطنية ومن قواتنا المسلحة وقوات امننا الذين رووا بدمائهم الزكية اديم ارضنا الطاهرة وكل ابناء موريتانيا الذين سخروا حياتهم وبذلوا ارواحهم خدمة لرفعة الوطن وعزته.

وحرصا منا على ان يشعر كل الموريتانيين بالأهمية القصوى لحدث الاستقلال الوطني قررنا منذ ثلاث سنوات تنظيم الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذا الحدث العظيم في احدى عواصم ولاياتنا الداخلية.

ايها المواطنون ايتها المواطنات،

يكتسي التخليد الرسمي لعيد الاستقلال هذه السنة طابعا مميزا حيث تم اختيار مدينة كيهيدي العريقة عاصمة ولاية كوركول لايواء الاحتفالات.

كما انها ستشكل اول مناسبة يرفع فيها خفاقا علم البلاد بعد التحسينات التي اقرها الموريتانيون على العلم القديم في استفتاء الخامس من اغسطس 2017 وسيعزف فيها لأول مرة النشيد الوطني الجديد الذي تم اعتماده مؤخرا.

لقد مثل يوم الخامس من اغسطس2017 منعطفا بارزا في تاريخ البلاد المعاصر. فقد تنادى فيه الموريتانيون للتصويت في استفتاء حر وشفاف على اصلاحات دستورية ثمرة لحوار وطني شامل شارك فيه طيف سياسي واسع مثل الاغلبية واحزابا وازنة من المعارضة الديموقراطية والنقابات وهيئات المجتمع المدني والشخصيات المرجعية.

لقد كانت تلك الاصلاحات الدستورية ضرورية لترسيخ الديموقراطية وتطوير مؤسساتنا الدستورية. فسيمكن استحداث المجالس الجهوية من توسيع دائرة المشاركة الشعبية في تسيير ومتابعة العملية التنموية على المستوى الجهوي كما ان برلمانا من غرفة واحدة من شأنه تبسيط اجراءات اعتماد النصوص التشريعية خدمة للتنمية بالاضافة الى ترشيد النفقات العمومية.

وقد اعادت الاصلاحات الدستورية الاخيرة من خلال التحسين الذي اقرته على العلم الوطني القديم الاعتبار لحقبة مجيدة من تاريخنا بتخليد بطولات رجال المقاومة وشهداء قواتنا المسلحة وقوات امننا مترجمة استعداد الموريتانيين الدائم للتضحية في سبيل وحدة وحرية وازدهار الوطن.

واغتنم هذه الفرصة لأهنئ شعبنا على مشاركته الواسعة وتصويته بنسبة عالية لإنجاح واقرار هذه الاصلاحات الدستورية.

ايها المواطنون ايتها المواطنات،

يعتبر الامن شرطا أساسيا لتحقيق التنمية، ومن هذا المنطلق وضعنا مقاربة امنية ترتكز في المقام الاول على إعادة هيكلة قواتنا المسلحة وقوات امننا وتأهيلها وتكوينها التكوين المناسب وامدادها بالمعدات والتجهيزات الضرورية وتحسين الظروف المادية والمعنوية لأفرادها.

وقد نجحت هذه المقاربة باعتراف الجميع رغم الظرفية الإقليمية الحرجة في بسط الامن والامان على كامل التراب الوطني واصبح جيشنا الوطني جيشا مهنيا محترفا بكل المقاييس يتمتع بالجاهزية المطلوبة لرفع التحديات الامنية التي قد يواجهها البلد ويضطلع بكفاءة عالية بمهام حفظ السلام الاممية المسندة اليه.

وبهذه المناسبة فإنني باسمكم جميعا اتوجه بالتحية الى جميع القوات المسلحة وقوات امننا ضباطا وضباط صف وجنودا تثمينا للتضحيات الجسام التي يبذلونها في سبيل عزة وامن واستقرار الوطن .

ايها المواطنون ايتها المواطنات،

ان قناعتنا الراسخة في ان أي نهضة تنموية ناجحة يجب ان تعتمد بالاضافة الى الامن والاستقرار على بنية تحتية مواتية في المجالات الاساسية كالطاقة والنقل والاتصالات كما تتطلب اقامة منظومة خدمية نوعية في مجالات المياه والصحة والتعليم ، مقومات بذلت السلطات العمومية جهودا موفقة خلال السنوات الاخيرة لتجسيدها، فتضاعف انتاج الكهرباء مع التركيزعلى المصادر النظيفة ليتجاوز احتياجات البلاد ويوفر فرصة لتصدير الفائض الى دول الجوار .

كما تم تشييد شبكة طرقية عصرية تربط دول مدننا واخرى داخل عواصم الولايات وانشئت مطارات بالمواصفات الدولية وتمت توسعة موانئ نواكشوط ونواذيبو والعمل جار لبناء موانئ استراتيجية على شاطئ الاطلسي .وعرفت البلاد توسعا استثنائيا لشبكات المياه شملت جل مناطق الوطن. كما عرفت المنظومة الصحية طفرة كبيرة حيث تم تشييد العديد من المستشفيات العامة والمتخصصة و المراكز والنقاط الصحية واستحدثت مدارس الصحة في الولايات الداخلية بالإضافة الى الاكتتاب المتتالي للطواقم الطبية المؤهلة وتزويد المؤسسات الطبية بالتجهيزات الضرورية الحديثة .

وشهد التعليم تحسنا كبيرا خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية والجودة حيث تضاعفت المنشئات التربوية العصرية وتم تعميم التجربة الناجحة لمؤسسات الامتياز لتشمل الولايات الداخلية .

حدثت هذه التطورات النوعية في جو طبعه الحرص التام على استقلال القضاء وتحيين القوانين لتستجيب لمتطلبات العصر كما تمت ترقية الحريات الفردية والجماعية واشيعت ثقافة الشفافية في تسيير المال العام وتمت مكافحة الفساد بفعالية وشكلت هذه الانجازات وغيرها اطارا ملائما مكن من انتعاش الاقتصاد الوطني موفرا العديد من فرص العمل ومحسنا مناخ الاعمال في البلاد فتقدمت بستة وعشرين نقطة على مؤشر الاعمال للبنك الدولي خلال اقل من ثلاث سنوات واصبحت بلادنا وجهة للمستثمرين واصحاب المبادرات الخاصة .

ايها المواطنون ايتها المواطنات ،

نظرا للتوقعات الاقتصادية الواعدة واستقرار نسبة التضخم وفي اطار الخطة الوطنية الهادفة الى ترقية الاندماج المالي واحتواء النشاطات الاقتصادية غير مصنفة ومكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب وضعت الجهات المختصة برنامجا طموحا لتحديث وتطوير نظم وسائل الدفع وبصورة خاصة الالكترونية منها، حيث تصبح المالية الرقمية اولوية وطنية .

وسيصدر البنك المركزي الموريتاني ابتداء من فاتح يناير 2018 مجموعة جديدة من الاوراق والقطع النقدية ستكون اكثر امانا ضد المحاكاة والتزييف واقوى من خلال اعادة تحديد قيمة العملة وذلك بتغيير القاعدة من 10الى 1، مما يسمح للاوقية وقطعها النقدية الجزئية من استعادة مكانتها في المعاملات المالية وحماية القدرة الشرائية للمواطن مع خفض في كمية النقد المتداول.

ايها المواطنون ايتها المواطنات،

في اطار الاهتمام الكبير الذي ما فتئنا نوليه للفئات الاكثر هشاشة وسعيا منا الى التحسين الدائم لظروف هذه الفئات من مجتمعنا، قررنا توسيع برنامج التكافل الذي يهدف الى مساعدة الاسر الاكثر حاجة ليشمل سنة 2018 مقاطعات كوبني كنكوصة وباركيول وامبود وول ينج وسيلبابي من خلال رصد غلاف مالي يناهز 5ر1 مليار اوقية ستستفيد منه آلاف الاسر في المقاطعات الست عن طريق تسديد مبلغ مالي لكل اسرة كل ثلاثة اشهر على ان يتم تعميم هذه التجربة في السنوات القادمة .

كما تقرر في قانون المالية 2018 تخصيص مبلغ 41 مليار اوقية للبرنامج الاستعجالي أي بزيادة 10 مليارات اوقية مقارنة بالسنة الجارية حيث سيتم تعزيز برنامج امل وتوسيعه وتوفير كميات كافية من الاعلاف المدعومة بالاضافة الى تخصيص موارد هامة للاستثمارات ذات الطابع الاستعجالي .

وتأكيدا للعناية الخاصة لقطاعي الصحة والتعليم تم في اطار قانون المالية للسنة القادمة تخصيص مبلغ قدره 4 مليارات اوقية لزيادة علاوتي الخطر والمناطق الخاصة لعمال قطاع الصحة وزيادة علاوة الطبشور لمدرسي التعليم الاساسي واساتذة التعليم الثانوي والفني وزيادة علاوة اساتذة التعليم العالي كما سيتم التكفل بكل تكاليف تسجيل العمال غير الدائمين لدى صندوق التامين الصحي.

ايها المواطنون ايتها المواطنات ،

ان الانجازات الهامة التي تحققت خلال السنوات الاخيرة تهدف بالمقام الاول الى تعزيز امن واستقرار البلد وضمان الرفاه لكل الموريتانين خاصة الطبقات الأكثر هشاشة في المجتمع ويتوجب علينا جميعا المحافظة على هذه المكتسبات والعمل على توطيدها وتطويرها لصالح الاجيال الموريتانية، حاضرا ومستقبلا الشي ء الذي يتطلب من جميع مواطنينا رص الصفوف والتاكيد الدائم على الولاء للوطن والوقوف في وجه كل ما من شأنه المساس بوحدتنا وامن بلادنا كما يتطلب نبذ الفئوية والجهوية وكل اصناف النعرات الضيقة.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

صدق الله العظيم .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".