قال جمال كعوان وزير الاعلام الجزائري عن توقف 26 جريدة و34 أسبوعية عن الصدور مند بداية الأزمة المالية في الجزائر عام 2014 ، مشيرا الى وجود حوالي 140 عنوانا في الساحة الإعلامية، مشيرا الى أَن الصحافة الكلاسيكية مهددة بانتشار الصحافة الالكترونية وانتشار المعلومة بشكل سريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف كعوان في تصريح للإذاعة الجزائرية أن الصحافة الكلاسيكية، خاصة المكتوبة منها تأثرت بشكل مباشر بالأزمة المالية التي تعصف بالبلاد منذ قرابة ثلاث سنوات، الامر الذي تسبب في اختفاء عشرات العناوين الصحافية التي لم تستطع المقاومة، مشيرا الى أن انتشار الصحافة الالكترونية وكذا التطور الذي عرفته مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ناقلة للمعلومة بسرعة، كلها عوامل أثرت على الصحافة المكتوبة، التي أضحت غير قادرة على تقديم الإضافة، وهو ما سيؤدي، حسب الوزير، الى اختفاء عدد آخر من العناوين الصحفية التي لن يكون بامكانها المقاومة والاستمرار.
وتعاني الكثير من الصحف الجزائرية من ضائقة مالية بسبب تناقص الإعلانات خلال الثلاث سنوات الاخيرة، سواء تعلق الامر بالإعلانات الحكومية التي توزعها السلطة في شكل دعم للعناوين الموالية لها بطريقة أو بأخرى، وهي السياسة التي خلقت عشرات الصحف التي لا تطبع سوى مئات النسخ يوميا، والتي غالبا لا تخرج من المطبعة، وتباع على أساس أنها مرتجعات، فيما أصبح أصحابها من الاثرياء، وقد قررت السلطة في الفترة الاخيرة تقليص الإعلانات الحكومية بسبب الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد جراء انهيار أسعار النفط، وقطعها نهائيا عن بعض الصحف «المارقة»، الأمر الذي أدخل الكثير من الصحف في دوامة.
كما تزامن ذلك بتراجع الإعلانات الخاصة، فسوق السيارات الذي كان يمثل نسبة معتبرة في حصة الإعلانات انهار بسبب وقف الحكومة استيراد السيارات، الامر الذي جعل الطلب عليها يتجاوز أضعاف أضعاف ما هو متوفر، الامر الذي جعل شركات السيارات تعزف عن دفع مقابل إعلانات لسلعة غير متوفرة، وحتى شركات المحمول قلصت بشكل كبير إعلاناتها في وسائل الاعلام، وما زاد الطين بلة، هو ظهور عشرات القنوات الخاصة التي أصبحت تمنح مساحات إعلانية بأسعار زهيدة مقارنة بالصحف، الأمر الذي جعل القلة الموجودة من المعلنين تفضل القنوات التلفزيونية لاعتقادها أنها الأكثر رواجا ولأسعارها.
ويحضر مجموعة من الصحافيين لوقفة احتجاجية على تدهور أوضاع عملهم، خاصة وأن المئات منهم إما فقدوا مناصب عملهم، أو لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر، دون أن يظهر أي حل في الأفق، خاصة وأن السلطة لم تعد ترى أنها بحاجة الى وجود هذا العدد الكبير من الصحف، خاصة وأن الكثير منها عاش لسنوات طويلة عالة على الدولة، التي عملت في سنوات التسعينيات على تمييع الساحة الإعلامية وخلق العشرات من الصحف، والاستفادة منها، لكن الزمن تغير، والصحافة المكتوبة لم يعد لها التأثير نفسه، والسلطة لم يعد يهمها أن تجد لها قاعدة إعلامية واسعة.