بخلاف الحرائق التي شهدتها مدن الشمال في الجزائر خلال الأيام الأخيرة، اجتاحت مدن الجنوب الجزائري فيضانات كبيرة خصوصا المدنالصحراوية القريبة من شمال مالي والنيجر. وأدت أمطار طوفانية تساقطت في منطقة برج باجي مختار، عند الحدود الجنوبية للجزائر إلى الخوف والتوجس في أوساط المواطنين في المنطقة، بسبب تدفق السيول في الوادي الجاف في المنطقة، الذي يمتد إلى داخل الأراضي في دولة مالي.
وذكرت وسائل إعلام جزائرية محلية اليوم الأحد، أن الأمطار الطوفانية أدت إلى توقف حركة السير في وسط المدينة مع تدفق السيول، كما تسببت في انهيار عشرات المباني من الطوب الهش، وتشريد أكثـــــر من 200 أسرة أصبحت دون مأوى.
كما أدت أمطار شديدة في ولايتي تمنراست وأدرار إلى الإضرار بالعشرات من البيوت الهشة، خصوصا في مناطق برج باجي مختار، وتيمياوين، وعين قزام، وتمنراست.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني الجزائري في ولايات أدرار، وإليزي، وتمنراست، عن حالة استنفار بعد هطول أمطار بكميات كبيرة في المناطق الحدودية بأقصى الجنوب، في حين أعلنت عن سيول جارفة اجتاحت سبعة وديان كبرى في ولاية تمنراست.
وشكل مكتب أزمة في ولايتي تمنراست وأدرار لمتابعة مجريات الأحداث، وإغاثة المتضررين بعد انهيار عدد من المساكن، في حين سُجّل فقدان ثلاثة أشخاص لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما.
وتحولت الطرقات إلى برك من المياه وغمرت المياه عددا من المناطق السكنية، علاوة على انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بالولايات الجنوبية المتضررة من تهاطل الأمطار، فضلا عن قطع شبكات التزود بالمياه الصالحة للشرب بعد تضرر قنواتها والانسداد شبه الكلي لمجاري المياه، بسبب تراكم أكوام من الأتربة والحجارة.
وحددت السلطات الجزائرية في الجنوب فرقا لإغاثة سكان المدن المتضررة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، وقد عمدت إلى توزيع مواد غذائية وأغطية على العائلات المنكوبة.
ومن جانب آخر، ذكر التلفزيون الجزائري الرسمي أن الأمطار التي تساقطت في الجنوب الجزائري وتزامنت مع سقوط الأمطار والفيضانات في مناطق شمال مالي والنيجر وأقصى جنوب الجزائر، أدت إلى قطع عدد من الطرق الرئيسة والفرعية، من بينها الطريق الدولي الرابط بين الجزائر ومالي مرورا ببلدة الخليل الحدودية.