قال العاهل المغربي محمد السادس في خطاب، ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتوليه الحكم، إن "الأمور عندما لا تسير كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه".
وتابع قائلا: "وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟"
ووجه محمد السادس في خطابه انتقادا لاذعا للمؤسسات الإدارية والنخبة السياسية في البلاد، قائلا إن "بعض السياسيين انحرفوا بالسياسة، كما أن المواطن لم يعد يثق بهم"، وخاطب المسؤولين بقوله "إما أن تقوموا بمسؤولياتكم أو تنسحبوا".
وقالت وكالة الأنباء الرسمية في المغرب إن "الملك أصدر عفوا عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 1178 شخصا".
وشمل العفو " مجموعة من المعتقلين في الحسيمة "، فيما أكدت وزارة العدل المغربية إنه لم يشمل من قالت إنهم "ارتكبوا جرائم أو أفعال جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة".
يذكر أن الاحتجاجات في مدينة الحسيمة بمنطقة الريف المغربية استمرت رغم إعلان الملك فتح تحقيق في تعثر المشاريع التي كان قد أطلقها في المدينة قبل 20 شهرا.
ورغم مرور تسعة شهور على اندلاعها توالت الاحتجاجات هناك دون أن يتبين في الأفق ما يشير إلى تهدئتها أو تراجعها.
وأعرب بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي الشهر الماضي عن استياء الملك وانزعاجه وقلقه من عدم تنفيذ تلك المشاريع في الآجال المحددة لها. كما قرر عدم الترخيص للوزراء المعنيين بالاستفادة من العطلة السنوية حتى يتسنى لهم الانكباب على متابعة سير أعمال تلك المشاريع المذكورة.
غير أن قرارات الملك لم تحل دون استمرار الاحتجاجات. ففي عيد الفطر الماضي نزل متظاهرون الى شوارع الحسيمة ليجدوا في مواجهتهم قوات أمن مسلحة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع. ووقعت اشتباكات خلفت جرحى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن التي حاصرتهم.
كما انطلقت احتجاجات أخرى في 20 يوليو / تموز الحالي شهدت جرح العديد ممن شاركوا فيها.
وفي خطابه الذي ألقاه اليوم، قال العاهل المغربي محمد السادس إن "القوات العمومية وجدت نفسها وجها لوجه مع الساكنة ،فتحملت مسؤوليتها بكل شجاعة وصبر، وضبط للنفس، والتزام بالقانون في الحفاظ على الأمن والاستقرار"
يذكر أن العديد من جمعيات حقوق الانسان انتقدت التدخل العنيف لقوات الأمن في الحراك الريفي.