أمّة من المنافقين 3...!!! | 28 نوفمبر

 

فيديو

أمّة من المنافقين 3...!!!

ثلاثاء, 25/07/2017 - 22:57
أحمد محمد الحافظ

يُقال إن العظيم الأوربي "نابليون" سُئل إحدى المرات عن أكثر الناس_ الذين لقيهم في حياته_ حقارةً؟ فأجاب_ دون تردد_ العملاء؛ أي أولئك الذين يبيعون أوطانهم للغزاة..! ويُوثّق التاريخ رأي "القائد" بحكاية؛ مفادها أن واحداً من الضباط النمساويين سَهَّلَ للجيش الفرنسي احتلال النمسا؛ فلمّا جاء لأخذ الثمن؛ قال_ في الذي قال_ إنه طالما تمنى الحظوة بمصافحة القائد "النبيل" إلا أن "نابليون" أدار عنه وجهه ورماهُ بـــ"كيس" يحوي بعض المال؛ معقِّباً: أن العظماء لا يُصافحون الخونة..!!

في التاريخ قادةٌ أرغموني_ دائما_ على الإعجاب بهم، والتّأسِّي بهديهم؛ وإن كنتُ لا أخجل من الاعتراف بأنني تأثرت أكثر بالقادة "الصّوتيين" إن جاز ذلك التعبير! أي؛ تلك الظواهر الصوتية التي كانت تحرص على الكلام أكثر من حرصها على الفعل..!

تاريخ أمتي_ بالمناسبة_ مُتْخَمٌ بمثل أولئك القادة.. أعجبني معمر القذافي، ورجب طيب أردوغان، وإيجو تشافيز.. وأشباههم؛ والحقيقة؛ أنني أرهقتني_ في البداية_ مجاراتهم في الثرثرة.. بل لعلّ تلك المجاراة اضطرتني إلى الخروج الدائم والساذج عن النص..!

لا تستغربوا حين تأتيكم نصوصي مبعثرةً؛ يعوزها الانسياق والترتيب.. فتدوين أيامٍ مثل أيامي؛ يجرُّ إلى الكثير من المطبات والمنحنيات.. والجمل الاعتراضية..!

غالباً؛ يتقارب قرّاء التاريخ حول الظواهر الكبرى؛ لذلك لم أختلف عن عمومهم في شأن "القائد" المهيب "نابليون" إلا أنني اختلفتُ معه "هو" في حكمته السابقة؛ فأحقر الخلق_ في نظري_ وأتفههم أولئك المبتذلون المتودِّدون المنافقون من أجل أشياء إما أنها "حقوقهم" أو "حقوق" غيرهم.. مُضَحّين في سبيل نهجهم "الدّنيء" بكلّ ما أُوتوا من دينٍ وأخلاقٍ ومروأةٍ وأنفةٍ؛ ليتخلّصوا من كل "ميزةٍ" إنسانيةٍ.. إنهم "أرذل" الكائنات..!!!

ولأنني تَشَبَّثْتُ بسير الكبار_ ما وسعني ذلك_ فقد حرصتُ_ أنا أيضا_ على ترجمة رأيي الآنف (والمختلف مع رأي نابليون) دوماً في سلوكي؛ فكنتُ أتنكّبُ النظر في وجوه "المنافقين" ولو تعلّق الأمر بوزيري الأول... كَرِهْتُ أن يراني الله أرفع بصري في عيني "منافق" تافه وحقير..!

عاهدتكم_ في بداية هذا العمل_ على أن أكون صريحاً جريئا (لا أخاف ولا أستحي) وانسجاماً مع ذلك العهد؛ أُوردُ هنا حكاية ظلّتْ طيّ الكتمان؛ حتى لحظة تسطير هذه الجمل.. لقد ظلّت تنتبذ مكاناً قصيا من ذاكرة كل من أخذ علما بها.

ماتَ أحد وزرائي.. دُفِنَ بعيداً؛ لدى مضارب قومه النّائين.. أشفقتُ على صغاره، وعلى ما تركه لهم من "إرثٍ" مخجل؛ غير أنني مقتنعٌ أنه لا ذنب لهم؛ لذلك؛ تَجَشَّمْتُ عناء السفر إليهم لتعزيتهم (الإنسان مهما كان؛ يعتريه الخير أحياناً؛ بل لعلنا لو نجونا من رفيق السوء، وبطانة السوء لكانت سفننا جرت في مياه أخرى) كأني بغالبيتكم تستهزئ بحكمتي..!

ما علينا.. ذهب معي فريقٌ صغير؛ من أقرب المقربين.. بعد تأدية واجب العزاء؛ طلبتُ منهم أن يدلُّوني على قبر الفقيد (وقد تغنى الكثير بهذه الحادثة، مستدلين من خلالها على شيم وفائي وإخلاصي لحاشيتي) وقفتُ وحيداً على مرقده "البائس" وجلستُ مستدبرا القبلة.. فَتَحْتُ أزرار "سربالي" وأنا أشعر برغبة عارمة في "التبول" أكرمكم الله، أنهيتُ حاجتي ثم وقفتُ.. نزعتُ نظّارتي.. بصقْتُ على رأسه واستعذتُ بالله من الشيطان الرجيم وقرأت : ".. هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا..?!" 
من إرشيف الصفحة

-----------------------

من صفحة الأستاذ أحمد محمد الحافظ على الفيس بوك