اتهم المركز الموريتاني للدفاع عن اللغة العربية شركة "موريتل للإتصالات" بإهانة اللغة العربية، وأوضح المركز في بيان صادر عنه أن موريتل دأبت منذ فترة غير قصيرة على تلويث الحقل اللغوي بانتهاجها جملة من الأساليب "التفاعلية" مع زبنائها و مشتركيها، مستخدمة في ذلك الحرف العربي، حرف لغة القرآن الخالدة استخداما هشا ركيكا ينم عن استخفاف بين وجهل سافر بأساليب استخدام هذه اللغة الغنية نحوا وإملاء وتركيبا، وحث المركز الشركة على الإسراع في تصحيح ماوصفه بالجرح العميق الذي تسببت فيه، كما دعت الجهات الوصية على دعم هذا التوجه، وجاء في نص البيان:
بيان
المركز الموريتاني للدفاع عن اللغة العربية
شركة موريتل تهين اللغة العربية
تتهدد اللغة العربية في بلادنا مخاطر جمة لعل من أبرزها ما يسود البيئة اللغوية المنطوقة و المكتوبة من تلوث شنيع تغذيه بعض المؤسسات و الأفراد عن جهل عميق بجماليات هذه اللغة و نظامها و قواعدها تارة، و عن قصد و سبق إصرار ينمان عن عداء دفين لهذه اللغة و أهلها تارات أخر.
و قد دأبت شركة "موريتل" منذ فترة غير قصيرة على تلويث الحقل اللغوي بانتهاجها جملة من الأساليب "التفاعلية" مع زبنائها و مشتركيها، مستخدمة في ذلك الحرف العربي، حرف لغة القرآن الخالدة استخداما هشا ركيكا ينم عن استخفاف بين، و جهل سافر بأساليب استخدام هذه اللغة الجميلة الغنية نحوا و إملاء و تركيبا، و هو الأمر الذي يفضي في النهاية إلى غرس هذه الأخطاء في أذهان الناس بتعودهم عليها و تكرارها أمام أنظارهم ، حتى تكتسب بالتقادم صبغة الصحة و السلامة، و يصبح التعود على رؤيتها على هذا النحو عادة متجذرة يصعب التنصل منها - بسهولة- مستقبلا، و هذا مما يكرس ظاهرة تفشي اللحن و الرطانة و سريان اللهجات العامية و المصطلحات الأجنبية في عروق لغتنا الجميلة الناصعة المتجددة، و إن استمرار شركة "موريتل" في هذا النهج الحائد عن الطريق القويم يفهم منه التصميم و الإصرار على الاعتداء الصارخ على مكانة اللغة العربية وقداستها المصونة و مكانتها المحفوظة.
و لقد سبق للمركز الموريتاني للدفاع عن اللغة العربية منذ نشأته أن تنبه لهذا الخطر الداهم، و كان ذلك مناسبة لتوجيه رسائل خاصة إلى مختلف شركات الاتصال و من ضمنها "موريتل" مطالبا فيها القائمين على تسيير هذه المؤسسات باحترام اللغة العربية احتراما تاما لا يتجزأ، انطلاقا من منزلتها الرفيعة بين لغات العالم، تلك المنزلة المنبثقة من اختيار المولى عز وجل لها لتكون اللغة الحاتمة الخاتمة المهيمنة على سائر اللغات، فاختارها الله لتكون الوعاء الحضاري الذي يستوعب رسالة الإسلام الخالدة ، و الأمثلة و الشواهد المؤكدة لسمو المرتبة الرفيعة للغة العربية- التي يبدو أن شركة "موريتل"تجهلها أو تتجاهلها – أكثر من أن تحصى، و على الباحث عنها أن يطلبها في محكم التنزيل و فتاوي الفقهاء و مأثور العلماء على مر التاريخ منذ فجر الإسلام إلى اليوم.
إن تمادي شركة "موريتل" في احتقار لغة القرآن، و لي أعناق كلمها و كلماتها على شكل لوحات إشهارية و رسائل نصية مكتوبة بأسلوب ركيك و لغة مكسرة ممزقة الأشلاء مقطعة الأوصال، لهو أمر منكر و مردود، و هو عمل استفزازي يثير الدهشة و الاستغراب! علاوة على كونه يشكل إخلالا واضحا بالقانون الذي يعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية حسب نص المادة السادسة من الدستور.
وإن مركزنا - إذ يدين و يستنكر هذه الاعتداءات- فإن أعضاءه و منتسبيه و أنصاره لن يقفوا متفرجين على هذا المشهد الفظيع المدان شكلا و مضمونا، فلا مجال بعد اليوم للكسب و التكسب عن طريق التواصل مع الزبون بألفاظ أجنبية أو عبارات عامية في ثوب حروف عربية! فلغتنا التي وسعت كتاب الله، ووسعت الجبر و الهندسة، ووسعت الطب، ووسعت كل العلوم و المعارف، و أخذ عنها الغرب علومه التي يتباهى بها اليوم، لا تضيق عن استيعاب مفردات دعائية و كلمات إشهارية بسيطة يرام من ورائها التربح على حساب المواطن، ثم طعنه في أعز مقدساته، وتدنيس و تلويث لغته و هويته و حضارته.
فعلى أصحاب هذه المؤسسات، و على طاقم إدارة "موريتل" أن يعلموا جيدا أنه إذا كان القانون يسمح لهم ببيع خدمات الاتصال و الدعاية لها بشتى الوسائل، فإن ديننا الحنيف يشرع لنا الدفاع عن لغتنا/لغة القرآن.
و إننا في هذا البيان لنلفت نظر القائمين على مؤسسة "موريتل"، إلى حتمية احترام اللغة العربية كتابة و نحوا و تركيبا؛ و إن لم يلتفتوا إلى ذلك فقد باءوا بإثم عظيم.
كما نهيب بالسلطات الوصية عليها أن تعمل في أسرع وقت ممكن على لجمها و ثنيها عن تصرفاتها المشينة ضد اللغة العربية.
و يحتفظ المركز الموريتاني للدفاع عن اللغة العربية بكامل حقوقه في اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات و تحركات معتمدا فيها على الله أولا و أخيرا، و مستبصرا بما يمتلكه من فتاوي دينية و قانونية تخوله التصرف ضد كل من تسول له نفسه المساس بلغة القرآن. و"لقد أعذر من أنذر"، و "ما كل مرة تسلم الجرة"
و الله من وراء القصد.
نواكشوط، بتاريخ:
08 شوال 1438هـ، الموافق لـ: 02 تموز- يوليو 2017
عن المركز
اللجنة الإعلامية و القانونية