سامي كليب : بن سلمان ولي الحرب ضد ايران ..ماذا عن إسرائيل؟ | 28 نوفمبر

 

فيديو

سامي كليب : بن سلمان ولي الحرب ضد ايران ..ماذا عن إسرائيل؟

أربعاء, 21/06/2017 - 19:09
 سامي كليب يكتب: بن سلمان ولي الحرب ضد ايران ..ماذا عن إسرائيل؟

حين قامت إسرائيل بآخر اجتياحاتها لعاصمة عربية، بيروت، في العالم ١٩٨٢ لم يكن الأمير محمد بن سلمان قد ولد بعد وما أن تخطى العاشرة من العمر حتى كان العرب يتهافتون على مدريد لعقد مؤتمر الصلح مع إسرائيل ثم الدخول في اتفاقيات أوسلو. وما أن أصبح في العشرين من العمر، حتى كان العرب في قمة بيروت يقدمون لشارون ذروة التطبيع فرد عليهم بأن مبادرتهم (السعودية الأصل) لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه. أما حرب إسرائيل على غزة، فهي كانت من منظور الكثير من الأنظمة العربية "مفيدة" للقضاء على حركة حماس وكسر شوكة الاخوان المسلمين، تماما كما كان مفيدا بالنسبة لهم أن يكسر الجيش الاسرائيلي حزب الله في حرب ٢٠٠٦ التي انتهت بهزيمة إسرائيلية فصّلها تقرير فينوغراد الإسرائيلي. 
لم يعرف إذاً الأمير محمد بن سلمان الذي تم تعيينه، بأمر ملكي هذه الليلة، وليا للعهد بعد اعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه، ما عرفه الجيل العربي والسعودي الذي سبقه من مشاهد الهمجية الإسرائيلية في الحروب المتتالية، وانما عرف أكثر قلقا خليجيا دائما من " التمدد" الايراني في المحيط العربي من العراق حتى لبنان.

في سعيه ليصبح ملكا، رأى الأمير محمد بن سلمان، أن إمكانية ضرب النفوذ الايراني يُمكن أن تبدأ في اليمن، طالما أن الحرب السورية تشابكت وتعقدت مع الانخراط الروسي الكبير فيها بعد ايران وحزب الله. 
 يروي مسؤول اممي سابق كان قد شارك في المفاوضات اليمنية السعودية، ان الامم المتحدة فوجئت بشن السعودية الحرب على الحوثيين وعلى الرئيس السابق علي عبد صالح بعدما كانت المشاورات الدولية تُبشّر باحتمال التوصل الى تسوية خصوصا ان الحوثيين كانوا قد ارسلوا وفدا الى الرياض للمشاركة في تشييع الملك عبدالله. ويُفسّر المسؤول الأممي الأمر بأن " ولي ولي العهد الأمير محمد كان يريد تلك الحرب ويعتقد بأنه قادر على حسمها بشهرين وتطويق الدور الايراني، وكان يرى أن هذا طريقه الأفضل صوب العرش"

لكن الحرب ضد إيران مُكلفة وبحاجة الى حلفاء وشركاء حقيقين يقاتلون الى جانب السعودية. سرعان ما تبين أن مصر الدولة العربية الكبرى غير راغبة في التورط بوحول اليمن وهي التي خبرت مثل هذا التورط وفشلت في أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وتبين كذلك أن باكستان غير متحمسة وتذرعت بتصويت برلمانها ضد المشاركة العسكرية. وأما تركيا فهي اكثر ميلا الى قطر والأخوان المسلمين وأكثر مناهضة لتوسُّع الدور الوهابي في المنطقة. فكان أن تحمّلت الامارات، وهي الدولة الهادئة والحديثة والحضارية، العبء الأكبر مع السعودية في تلك الحرب.

أما الطرفان الأكثر حماسة لمواجهة ايران فهما أميركا دونالد ترامب وإسرائيل. كانت السعودية تودّع بكثير من الأسى والغبن عهد باراك أوباما الذي اختتمه الرئيس الأسمر بشن حملة ضد الرياض في مجلة اتلانتيك وبقرارات في الكونغرس الأميركي ( جاستا) لملاحقة السعودية على دورها ( المفترض ) في الاعتداءات الإرهابية على برجي التجارة في نيويورك في العالم ٢٠٠١. وما أن جاء رجل الأعمال دونالد ترامب الى البيت الأبيض حتى انفرجت الأسارير السعودية، فالرجل جشع للمال والصفقات وكاره لإيران ومعه إدارة معروفة بعدائها للنظام الإسلامي الايراني.

اقفل الأمير محمد بن سلمان الباب على الانتقادات الاميركية، بطرحه " رؤية السعودية ٢٠٣٠" التي حملت رسائل واضحة لناحية تطويق الفكر الوهابي من خلال تعزيز دور المرأة وإصلاح المناهج التعليمية وتشجيع الفنون والمسرح، تماما كما تضمن إجراءات لمرحلة ما بعد النفط خصوصا أن أميركا ستتوقف عن استيراده من الخليج وستصبح أكبر الدول المنتجة والمتحكمة بالسوق النفطي بعد تطوير استخراج النفط الصخري عندها. 
 ثم ذهب الأمير محمد الى واشنطن حيث تم استقباله كرئيس دولة من قبل ترامب، وتم الاتفاق على الصفقة المالية الكبرى التي وصلت الى حدود ٦٠٠ مليار دولار، وبينها جزء مخصص للاستثمارات الأميركية في الرياض ونقل صناعات الى السعودية.

ترافق ذلك مع مؤشرات كثيرة على انفتاح سعودي وخليجي على إسرائيل. زيارات بين أكاديميين. لقاءات بين سياسيين على هامش قمم. مقالات يكتبها مسؤولون ( مثلا الأمير تركي) في صحف إسرائيلية. تسريبات عن رحلات طيران. تصريحات أكثر من أن تُحصى خصوصا من قبل نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين عن علاقات تتعزز مع الخليج، ثم كلام واضح من ترامب من قلب السعودية وإسرائيل عن مستقبل تلك العلاقات. ولا شك أن الضغط الأميركي سيزيد لفتح علاقات علنية إسرائيلية سعودية

استكمل بذلك الأمير محمد بن سلمان تعزيز دوره وتهميش أهم منافسيه الأمير محمد بن نايف. تماما كما ساهم في تهميش الجار الصغير والمزعج قطر التي كانت تلعب ضد وصوله الى السلطة (رغم ان تصريحات الناطقة باسم الخارجية الاميركية توحي باحتمال إعادة استيعاب قطر خصوصا اذا ما دفعت المال لترامب ) 
وها هو الأمير سلمان يقول ان لا تسوية مطلقا مع ايران. ويستخدم عبارات لم يذكرها أي مسؤول سعودي قبله في حديثه الى قناة الإخبارية السعودية. قال: لا يُلدغ المرء من جحر مرتين ، لقد لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ. ونعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني. الوصول لقمة المسلمين هدف رئيسي لإيران، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية." وقال أيضا : " كيف أتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيدولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي الذي ينتظرونه.. هذا كيف أقنعه؟ وما مصالحي معه؟ وكيف أتفاهم معه؟"

الآن أصبحت قيادة العرش السعودي بيد الأمير محمد. فالملك٫ وفق أطباء فرنسيين مطّلعين على ملفه، لن يكون قادرا على التركيز كثيرا ابتداء من آخر هذا الصيف، والأمير محمد بن نايف أبعد، وصار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزارء ( الملك هو رئيس المجلس) ووزيرا للدفاع مع مبايعة معلنة من قبل الكثير من القيادات السعودية .

أي ان الأمير محمد بن سلمان يستطيع ابتداء من الآن اتخاذ أي قرار يريده ضد إيران وصولا الى الحرب، او لفتح صفحة المصالحة التاريخية معها بعد أن قطع المسافة كلها صوب العرش......

هو أكثر ميلا للحرب على الأقل حتى الآن. عمره الصغير يساهم في ذلك. ولا شك أن إسرائيل ستخترع الكثير من الأعذار وتنصب الكثير من الفخاخ لإشعال الفتيل، لكن ثمة ٣ أمور لا بد من الانتباه لها:

أولا، هل ان ولاية العهد استقرت فعلا خصوصا أنها جاءت بأمر ملكي وليس من قبل هيئة البيعة ولا نعرف تماما مدى القبول الفعلي للأمير محمد بن نايف والامراء الآخرين بذلك.

ثانيا: هل ان الاعتماد السعودي على دعم ترامب منطقي، خصوصا أن الرئيس الأميركي مهدد داخل بلاده بمنعه من مواصلة الحكم بسبب الملفات القضائية المفتوحة على مصراعيها في وجهه.

ثالثا: هل يستطيع أحد في هذا العالم المجنون اليوم، أن يعرف كيف ستكون نتيجة أي حرب كوارثية على كامل المنطقة بما فيها السعودية نفسها؟

يستطيع الأمير محمد بن سلمان، بعد ان صار عمليا الملك الفعلي ، أن يصبح وليا للسلام في المنطقة فيريح السعودية وترتاح شعوب المنطقة المدمرة ، تماما كما يمكن أن يصبح وليا للحرب، ولا أحد غير الله يعلم الى أين ستؤدي. 
 في جميع الأحوال نتمنى أن يكون رجل السلام ويعمل لمصلحة السعودية والمنطقة . كفانا تناحرا وتفككا ودمارا تحت شعار مزيف اسمه الصراع السني الشيعي 
لنطبق اذا المثال الانكليزي القائل :
 Wait and see

ملاحظة مهمة : ارجو فقط ثم فقط تعليقات مفيدة ومحترمة ومن لديه غير ذلك فليذهب إلى صفحة الأمير محمد ويقول له ما يشاء ..نريد إغناء النقاش

*** سامي كليب