أعربت أنقرة مجددا عن سخطها من مواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، وذلك في تهديد ضمني جاء على لسان إلنور تشيفيك، مستشار الرئيس التركي. ونقلت صحيفة Foreign Policy عن تشيفيك تصريحات أدلى بها في مقابلة مع إحدى الإذاعات، وقال فيها إن الجيش التركي، في حال استمرار التعاون بين القوات الخاصة الأمريكية والأكراد، لن يأخذ مستقبلا في الاعتبار "وجود عربات مصفحة أمريكية هناك.. ويمكن أن يحدث من خلال المصادفة البحتة، أن تصيبهم (الأمريكان) بضعة صواريخ" تركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التهديد المقَنع الذي جاء في اليوم الذي بحث فيه الرئيسان التركي والروسي إنشاء مناطق آمنة في سوريا، يدل على مدى خطورة التدخل الأمريكي في الحرب الاهلية السورية.
كما ذكرت Foreign Poilicy أن هذا التهديد من شأنه أن يفضي إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي شهدت توترا ملحوظا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في صيف العام الماضي.
وعلى مدار أسابيع لا يزال وجود القوات الخاصة الأمريكية ظاهرا في المناطق الكردية شمال سوريا، بما في ذلك في مدينة منبج، المهددة من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة. كما تم رصد مرور العسكريين الأمريكان، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عبر مدينة القامشلي، قرب موقع تعرض للغارات التركية الأخيرة التي خلفت 18 قتيلا في صفوف الوحدات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
يذكر أن الأكراد يشكلون معظم مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" التي تخوض معارك شرسة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شمال سورية. وليس صدفة أن يعتبرهم القادة العسكريون الأمريكيون القوة الوحيدة القادرة على هزيمة "داعش" على الأرض في سوريا.
من جانبها لا تخفي تركيا عدم رضاها، بل وغضبها، من العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة و"وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبر أنقرة مقاتليها "إرهابيين" متصلين بـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا.
المصدر: Foreign Policy