أجرى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال؛ لاحتواء أزمة تصريحات أطلقها حاكم الشارقة، قبل أيام حول تاريخ الجزائر وخلفت غضباً في البلاد.
وكان حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، صرح الأحد 19 مارس/آذار 2017، بأن الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول (1890-1970) قرر منح الاستقلال للجزائر، في 1962؛ لإرضاء الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (1918-1970)، وسادت موجة غضب بالجزائر خلال الأيام الماضية، على أثرها.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام"، مساء الأربعاء، أن الشيخ منصور أجرى اتصالاً هاتفياً مع سلال "أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين؛ الإمارات والجمهورية الجزائرية".
وأضافت: "كما نوه بدور الجزائر الرائد على الصعيدين العربي والدولي"، مستذكراً "النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري الشقيق والتي توجت بنيل الاستقلال التام من نير الاستعمار، بعد نضال طويل مشهود قدَّم خلاله مليوني ونصف المليون شهيد".
اقرأ أيضاً:
"محمد بن راشد يطلق "مئوية الإمارات 2071"
وتابع: "كان لهذا الإنجاز الكبير الدور الجوهري في إنهاء الاستعمار في عدة دول.". ونوه بـ"القيادات التاريخية التي قادت نضال الشعب الجزائري حتى تحرير البلاد".
كما نقلت الوكالة الإماراتية الرسمية عن حاكم الشارقة اعتذاره عما خلفته تصريحاته بالقول: "إذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافاً بحقهم، فأنا أعتذر عن ذلك، ولهم كل الود والاحترام".
وأوضح: "أنا لست جاهلاً في التاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيداً، وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب (مكان الإدلاء بتصريحاته الأولى) كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيراً، وربما فُهم حديثي بشكل خاطئ؛ بسبب الاختصار المخلّ".
كما وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي بأنها أحد أهم فصول التحرر الوطني، مؤكداً أنه "لا يجوز التشكيك في حب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها".
وعبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، أكد قرقاش، الأربعاء، أن "الثورة الجزائرية (على الاستعمار الفرنسي) أحد أهم فصول التحرر الوطني، وهي علامة فارقة في تفكيك عصر الاستعمار الأوروبي".
وأضاف الوزير الإماراتي: "التضحية الأسطورية للشعب مكّنته من الحرية والاستقلال".
وجدير بالذكر أن فرنسا استعمرت الجزائر بين عامي 1830 و1962، وخرجت منها تحت وطأة ثورة شعبية مسلحة بين عامي 1954 و1962، وخلّفت، حسب مؤرخين، قرابة المليون ونصف المليون ضحية، إلى جانب مئات الآلاف من المهجَّرين والمفقودين.