ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية الخميس 19 يناير/كانون الثاني أن طاقما أمريكيا تفقد مؤخرا الموقع المخصص لإقامة مبنى السفارة في القدس الشرقية.
يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "إن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس قد يسفر عن نتائج من شأنها تفجير الوضع في المنطقة".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعد أثناء حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس.
من جهته، قال شون سفيسر الناطق بلسان ترامب: "إن الإدارة الجديدة ستصدر قريبا بيانا حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس أو بقائها في موقعها الحالي".
موقف موسكو
وأثارت تصريحات السفير الإسرائيلي في موسكو، هاري كورين حول احتمال نقل السفارة الروسية في إسرائيل إلى القدس، استغرابا في وزارة الخارجية الروسية.
ومن اللافت أن تصريحات السفير الإسرائيلي الجديد للصحفيين جاءت مباشرة بعد لقاء جمعه مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إذ ركزت المشاورات على الملفين الفلسطيني-الإسرائيلي والسوري.
وقال السفير المذكور، الخميس 19 يناير/كانون الثاني: "إذا قررت الإدارة الأمريكية الجديدة نقل السافرة إلى القدس، فسنكون مسرورين.. والمشكلة هنا ليست في أن جزءا من القدس يجب أن يكون عاصمة للدولة الفلسطينية، بل في موقف أولئك الذين يرفضون قطعيا حق إسرائيل في القدس". وأضاف أن "الجميع يدركون أن القدس هي العاصمة الفعلية والسياسية لإسرائيل".
واستطرد قائلا: "أعتقد أنه تتوفر لروسيا كافة المقومات لاتخاذ القرار الشجاع حول هذا الموضوع".
أما بوغدانوف، عندما سُئل عن تصريحات السفير الإسرائيلي، فقال للصحفيين: "يبدو أنه كان يمزح".
وكان الوفد الفلسطيني المشارك في مشاورات موسكو، عبر عن أمله في أن تساهم القيادة الروسية في ثني الإدارة الأمريكية الجديدة عن نيتها لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
الموقف الفرنسي
من جهتها، أكدت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها، جان مارك إيرولت، أن خطط الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس قد تعرقل جهود السلام.
وقال إيرولت، في مقابلة مع القناة الثالثة للتلفزيون الفرنسي، الأحد الماضي، أجريت على هامش مؤتمر باريس للسلام، إن "هذه الخطوة استفزازية"، مشددا على أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية ستسفر عن عواقب خطيرة على الأرض.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي: "لا يمكن للمرء أن يتبنى هذا الموقف الأحادي الواضح، ويجب تهيئة الظروف للسلام".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي سيتولى منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني، تعهد باتباع سياسات أكثر موالاة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، حيث أقيمت قبل 68 عاما، إلى القدس، مما يدعم بشكل ملموس مساعي السلطات الإسرائيلية لتحويل المدينة إلى عاصمة لإسرائيل، على الرغم من الاعتراضات الدولية.
موقف الحكومة الإسرائيلية
من جهته، أكد وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الاثنين الماضي، أن الفلسطينيين لا يملكون أي وسيلة لمنع دونالد ترامب من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال الوزير، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويأتي من حزبه (الليكود) أيضا: "ما الذي يمكنهم القيام به؟"، مضيفا: "لن يكون هناك أي عواقب".
وقلل هنغبي من شأن تحذيرات من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة نتيجة لذلك، وقال: "هذا ليس تهديدا، إنهم يؤذون أنفسهم".
وأضاف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، قائلا: "لا أعتقد أن من مصلحة أبو مازن (محمود عباس)، ولا أعتقد أن الفلسطينيين يرغبون في انتفاضة أخرى".
عباس: القدس خط أحمر
وحذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مرارا، من نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس.
وقال عباس، في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية: "سمعنا الكثير من التصريحات المتعلقة بنقل السفارة الأمريكية التي نأمل أن لا تكون صحيحة، وأن لا تطبق، وإذا طبقت فإن العملية السلمية في الشرق الأوسط، وحتى السلام في العالم سيكون في مأزق لن يخرج منه".
وأضاف: "نقول لمن صرح، وهو الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ندعوك لزيارة فلسطين وخاصة بيت لحم العام القادم، وأن لا يكون هذا التصريح موجودا في أجنداتكم".
وتابع قائلا "لأن أي تصريح أو موقف يعطل أو يغير وضع مدينة القدس هو خط أحمر لن نقبل به".
المصدر: وكالات