تخلى حزب العدالة والتنمية عن حزب الاستقلال في تشكيل الحكومة، وبدأ مفاوضات مع حزب التجمع الوطني للأحرار. ويعيش المغاربة في حيرة من أمرهم، ويتساءلون: كيف أصبح حزب احتل المركز الرابع ، الأحرار، يتحكم في الحياة السياسية الحزبية بما فيها تشكيل الحكومة، هل لقرب أمينه العام عزيز أخنوش من الملك أو لسبب غامض آخر.
وعرف المغرب الانتخابات التشريعية يوم 7 أكتوبر الماضي، ورفض الأمين العام للحزب الفائز عبد الإله ابن كيران تشكيل الحكومة إلا إذا شارك حزب الأحرار في الحكومة المقبلة. واحتل الأحرار المركز الرابع بعد كل من الأصالة والمعاصرة في المركز الثاني وحزب الإستقلال في الموقع الثالث.
ومرت ثلاثة أشهر، ولم ينجح حزب ابن كيران في تأسيس الحكومة المغربية، ومرد هذا الى تشبته بزعيم الأحرار عزيز أخنوش من جهة، وإصرار الأخير على تهميش حزب الاستقلال وعدم إشراكه في أي حكومة مقبلة.
ويبدو أن ابن كيران رضخ في آخر المطاف الى مطالب حزب الأحرار بعدما أصدر بيانا ليلة أمس يحيي فيه موقف حزب الاستقلال بعدم ضرورة مشاركته في الحكومة ولكنه سيشارك في الأغلبية البرلمانية من خلال توفير النصاب القانوني للحكومة في البرلمان.
ووجد حزب العدالة والتنمية في تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حول موريتانيا بأنها كانت تابعة للمغرب وما ترتب عنها من أزمة فرصة للتدخل من حزب الاستقلال في الحكومة رغم أنه كان يؤكد على الوفاء بالعهد مع هذا الحزب في تشكيل الحكومة.
ويعيش المغاربة في حيرة من أمرهم حول تشكيل الحكومة، ويحاولون الحصول على الجواب: لماذا يتسبت ابن كيران بحزب الأحرار وتخلى عن أحزاب الحركة الوطنية التاريخية مثل حزب الاستقلال؟ ثم لماذا يتشبث بحزب الأحرار رغم أنه احتل المركز الرابع بينما الاستقلال احتل المركز الثالث؟
وتعددت التفسيرات، ولكن الرأي العام يصب في قرب عزيز أخنوش الأمين العام لحزب الأحرار يعتبر صديق الملك وقد يكون أحسن محاور له بدل المرور بمستشارين آخرين للملك مثل فؤاد علي الهمة الذي اصطدم معه رئيس الحكومة في السنوات الماضية.
ويتعرض حزب العدالة والتنمية لتشبثه بحزب الأحرار والتخلي عن حزب الاستقلال لانتقاذات بعض المغاربة، ونشر مدير جريدة بديل شيرط فيديو يوبخ ابن كيران ويقول له أنه “قتل السياسة في البلاد” بعد تخليه عن حزب الاستقلال.