وبعد أن هدأ الغبار نٱمل بإسم كافة الشعب الموريتاني الغيور على وطنه المهتم بمصالحه العليا، أن يوازن النّظام فى علاقته بين الأشقّاء والجيران وأن يبتعد عن خطر التأرجح والتّخندق الإقليمي ومايترتّب عليه من صراع لسنا معنيين به، وحتّى الخروج من وحل التخندق يمينا أو يسارا يعرّض البلد لردّات فعل نحن فى غنى عنها،مثلا نجد من بين الأطراف من يستعمل قدراته المخابراتية لزرع التّفرقة بين الطّرفين ليفوز بالمناصرة على حساب الطّرف الآخر، أونجد من يبتزّ النظام بخلق مشاكل له إن هو رجع عن التّخندق معه، وما البيان الذى عجّت به المواقع يوم أمس إلّا فى ذات النّطاق والموقّع بإسم "ذاكرة تيرس زمّور"! أنا متأكّدة أنّ هذه المجموعة لا توجد على أرض الواقع بعد بل هي ورقة للعب فقط، لأنه وِفْق السّياق التّاريخي وقبل تقسيم الحدور كانت هذه أرض البيظان ومنطلقهم وتمتدّ شمالا إلى أجزاء من الجزائر والمغرب، بعدها جاء الإحتلال الإسباني إلى تلك المنطقة الشمالية والفرنسي إلى شرقها وجنوبها وبعد ترسيم الحدود اقْتُطعَ ذلك الجزء وأصبح خارج الحوز التّرابية الموريتانية؛ إذً موريتانيا هي الأصل وما عداها من أرض البظان فى حوزاته التّرابية فرعا، وإن صدّقنا مصدرذلك البيان أرأيتم فرعا يطالب بأصلِ؟ ما سمّيَ "بذاكرة تيرس زمّور" ليست إلّا فكرة لم تبارح بعدُ ذاكرة صاحبها أو أصحابها وما زال يخامره (أو هم) التّفكير فى كيفية تجسيدها! فيجب علينا جميعا أن نحذر ونعي الأخطار المحدقة بالبلد ونحسب الخطوات جيّدا قبل خطوّها يمينا أو شمالا و نبتعد عن العواطف فموريتانيا أوّلا وأخيرا وفوق كلّ اعتبار!
--------------
من صفحة الأستاذة خديجة بنت سيدنا على الفيس بوك