نفى رئيس الوزراء، عبد المالك سلال، وجود أي خلافات بين الجزائر والمغرب الشقيق، بخصوص ملف الصحراء الغربية وجدل فتح الحدود الجزائرية المغربية قائلا “المغرب بلد جار وشقيق، بيننا نقاط خلاف عالقة تتباين بشأنها وجهات النظر” مشترطا وذلك في حوار مطول خص به جريدة”الشرق الاوسط” بمناسبة زيارته المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية في غضون الأيام القادمة، حيث أبدى استعداد الجزائر لتسوية جميع الخلافات بطريقة جدية وسليمة، أساسها “الحوار المباشر” “كي يتمكن البلدان من التفرغ إلى المهمة الأسمى ألا وهي بناء اتحاد المغرب العربي كما تتطلع له شعوبنا”.
وفي تبريره للتساؤل الذي لطالما كان محل جدال حول فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، أجاب الوزير الأول للبلاد، عبد المالك سلال، بان هذا الإجراء جاء “ردا على القرار الأحادي لسلطات المملكة المغربية بفرض تأشيرات دخول الرعايا الجزائريين، والمعروف أن العلاقات الدولية محكومة بمبدأي اللباقة وحسن الجوار” مؤكدا بذلك على المبادئ التي ترتكز عليها السياسة الخارجية الجزائرية منذ عهد العربي بن مهيدي.
أما فيما يخص ملف الصحراء الغربية، هذا الملف الذي لا يزال محال نزاع كثير من الأطراف الدولية قال سلال لذات الجريدة أن “قضية الصحراء المغربية ملف بين يدي منظمة الأمم المتحدة وهي الىن محل مسار سياسي تفاوضي بين المملكة المغربية والجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية على أساس مبدأ حق تقرير المصير. مؤكدا في ذات الصدد دعم الجزائر المتواصل للقضية الصحراوية بالرغم من كل شيء وأنها “تلتزم به وتتمنى نهاية سريعة للمفاوضات وحلا نهائيا وعادلا لهذا النزاع”.
الجزائر معافاة من مرض التطرف والإرهاب وخالية من جذور الطائفية !
وعن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، بأن “الجزائر لا تريد حربا طائفية” حول ظاهرة المد الشيعي في البلاد خصوصا بعد رصد مصالح الأمن لعدد من الأنشطة غير المرخصة لجماعات محسوبة على المذهب الشيعي، أكد رئيس الوزراء، عبد المالك سلال في هذا الشأن، أن طبيعة الفرد الجزائري لا تعرف لهذه المصطلحات من عنوان مضيفا أن “الجزائريين منذ قرون قد تسالموا على مرجعية دينية تتميز بالوسطية والإعتدال والتمسك بالقيم الدينية الراسخة والمتجذرة لدى أبناء شعبنا”، مضيفا أن لا جدوى من إقحام تلك الخطابات التحريضية التي تهدد السلم الأهلي وتخل ب”رصانة الفعل الديني”.
ولم يقف الوزير الأول عند هذا الحد، بل ذهب حد تجربة الجزائر الرائدة في محاربتها لعملية التطرف والإرهاب، هذه الظاهرتين التي أصبحت تعاني منهما جل المنطقة العربية، معرجا على دور المصالحة الوطنية التي أتى بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مؤكدا أنها من “رسخت في وعينا الجماعي أسس العيش المشترك وقبول الآخر ورفض العنف لفظيا كان أو جسديا”.
داعش تمتهن الرذيلة وحدودنا لا خوف عليها !
طمأن الوزير الأول للبلاد، فيما يخص التهديدات التي تهدد حدود الجزائر خاصة وأنها تقع على خط التماس مع بلدان تعيش حروبا واضطرابات ونقصد مالي وليبيا بأن “بواسل الجيش الشعبي الوطني وباقي الاسلاك الأمنية الأخرى على جاهزية كاملة” وبأنهم “اثبتوا قدرتهم وكفاءتهم العالية على سحق أي تهديد لأمن الوطن أو محاولة لانتهاك سيادة ترابه، واصفا المنظمة الإرهابية المعروفة ب”داعش” بأن “أهدافهم دنيوية رذيلة تريد إخضاع الناس بالتخويف والعنف لنهب ثرواتهم وتعطيل الأمة عن السعي إلى تحقيق أملها في الوحدة والرقي”.
لا وجود لسجين رأي والمعارضة متسرعة في حكمها على التشريعيات المقبلة
وفي الشأن السياسي الذي يشهد تململات خاصة الفترة الأخيرة، خاصة بعد العرس السياسي المنتظر والذي يتمثل في الاستحقاقات التشريعية لسنة 2017 المرتقبة وعن لسان حال الأحزاب السياسية المعارضة القاضي بالطعن في نزاهة الإنتخابات، استغرب سلال موقفها قائلا “أن الذي أعرفه أن الأحزاب السياسية قد ترفض نتائج انتخابات ماضية، أما أن تشكك في اقتراع لم يجر بعد فهذا جديد”، حيث أثنى مطولا على قرار رئاسة الجمهورية في هذه المناسبة بإطلاق اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات التي استحدثها الدستور، وأن هذه اللجنة قد أتت من استشارة الطبقة السياسية، أين تطرق أيضا خلال حديثه مع “الشرق الأوسط” على أحد الأسس التي تضمنها التعديل الدستوري الأخير بأنه يكفل حرية الرأي والتعبير مؤكدا على أن الجزائر”لا يوجد فيها سجين رأي واحد، وأن”الحبس قرار قضائي لا تملكه العدالة” في إشارة منه على حادثة الصحفي “تاملات” الذي يقبع الآن بمستشفى باب الواد بالعاصمة.