أيها الصحافيون.. هل ندمتم على اختيار هذه المهنة؟! | 28 نوفمبر

 

فيديو

أيها الصحافيون.. هل ندمتم على اختيار هذه المهنة؟!

أحد, 23/10/2016 - 09:13
الصحافة في الجزائر.. أصبحت مهنة قاتلة.. تستوجب الندم على اختيارها!

نشرت الصحافية بمجمع الشروق دليلة بلخير تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، تعترف فيها بندمها على اختيار مهنة الصحافة. وقالت الصحافية التي عملت مدة طويلة في جريدة الشروق قبل أن تنتقل إلى قناة الشروق الإخبارية كرئيسة تحرير في قسم الأخبار، أن مهنة الصحافة باعدت بينها وبين أهلها.

لأول مرة وبعد عشر سنوات.. اندم لاني اخترت الصحافة مهنة.. اليوم فقط ادركت انني قصرت كثيرا في حق أهلي..

وقالت بلخير في تغريدتها “الصحافة.. مهنة نسيت فيها ان لي اهلًا وعائلة.. وان لنفسي علي حق.. مهنة انستني ملامح وجه امي وابتسامة والدي ولمة اخوتي.. اشتاق لان أعود الى يوم كان همي الوحيد ان اجتمع مع عائلتي.. فاليوم لا لقاء..”.

وأضافت “لأول مرة وبعد عشر سنوات.. اندم لاني اخترت الصحافة مهنة.. اليوم فقط ادركت انني قصرت كثيرا في حق اهلي.. قصرت حينما جعلت من عملي اولوية حتى على حياتي الشخصية
#الحياة قصيرة #الصحافة تزيد من تقليص أيامها”.

وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها الصحافيون الجزائريون عن تذمرهم من واقع هذه المهنة في بلادهم، وهي مهنة في غالب الأحيان لا توفر العيش الكريم لمنتسبيها، بل بالعكس تماما يشتكي كثيرا من أبناء الصحافة في الجزائر من واقع جعلهم يدفعون الثمن غاليا بسبب ممارستهم لهذه المهنة.

الكثيرون لم يعودوا يترددون في إطلاق وصف “مهنة الموت” على الصحافة في الجزائر بعد أن كانت فقط مهنة للمتاعب.

فحوادث الموت الكثيرة والأمراض المنتشرة في القطاع الصحافي، خصوصا بسبب عملية الضغط الهستيري المنتشر بقوة في قاعات التحرير والقاعات التقنية لمختلف وسائل الإعلام الجزائرية، جعل من الصحافة مهنة خطيرة بامتياز.

وفي الأيام الأخيرة، يعيش القطاع على وقع أزمة مالية غير مسبوقة، أدت بأرباب العمل إلى الإسراع في تسريع العمال أو إغلاق مؤسساتهم، مما خلق حالة قلق غير مسبوقة أيضا وسط العاملين في هذا القطاع.

“أرباب العمل في الصحافة يرفضون أن تشاركهم في الأرباح عندما يكونوا في بحبوحة مالية، وعندما يمسهم القحط يرغمونك على ان تكون شريكا رئيسا في الأزمة”!!!

ولن تجد صعوبة كبيرة هذه الأيام لتلمس حالة الغليان والقلق والخوف المنتشرة بين أهل الصحافة، في ظل الشائعات المتزايدة بغلق تلك المؤسسة أو تسريح العمال.

وقد زار فريق زاد دي زاد مؤخرا أحد الصحافيين الجزائريين المعروفين في بيته، ومن بين العبارات التي جاءت في الحديث معه بعد تجربة قاربت 30 سنة في هذه المهنة، قوله لزاد دي زاد “الخطأ الأكبر كان عندما اخترنا هذه المهنة التي تنسى فضل أبنائها”.

كما علق أحد الصحافيين العاملين بجريدة ناطقة باللغة الفرنسية، التقته زاد دي زاد، ورفض أن نذكر إسمه، على قيام جريدته بتسريح بعض الصحافيين والتهديد بفصلآخرين، وأيضا ممارسة الضغوط على صحافيين آخرين لدفعهم لتقديم استقالاتهم، بقوله “عندما كانت الجريدة تربح الملايير وتحقق أرقاما خيالية من المداخيل لأكثر من 25 سنة لم يتشاركوا معنا في هذه الفوائد.. وعندما أصابتهم الأزمة ـوهي أزمة مصطنعةـ يردون أن نكون شراء لهم في هذه الأزمة، مبأ الشراكة يعني أن نشترك في الأرباح وفي الخسائر، لا أن نتحمل فقط وزر أزمة إن وجدت”.

وهذا الحال المعبر عنه هو ظاهرة عامة في حقيقة الحال، حيث يلجأ أرباب العمل في الصحافة عادة إلى التضحية بالعمال، الذي لا يملك أغلبهم عقود عمل واضحة تحميهم في مثل هذه الحالات..

صحف جزائرية