معركة الموصل.. وفاتورة هروب داعش من العراق | 28 نوفمبر

 

فيديو

معركة الموصل.. وفاتورة هروب داعش من العراق

أربعاء, 19/10/2016 - 18:44
القوات العراقية المشاركة في عملية تحرير الموصل

بعد 28 شهر من سقوط الموصل بيد داعش، وبعد أن أحاط أكثر من مئة ألف مقاتل من جوانبها كافة، باستثناء المحور الغربي، أعلن العبادي انطلاق معركة الموصل.

وفيما أعلن العبادي انطلاق معركة الموصل، وأحاطت قواته مع قوات البيشمركة بالموصل من جهاتها الثلاث الشرقية والشمالية والجنوبيةـ فإن القوات المهاجمة تركت معبراً للتنظيم للانسحاب من المدينة من جهة الغرب، حيث مناطق سنجار وتلعفر.

وقد توقع مراقبون خروج قياديي التنظيم، وفي مقدمتهم زعيمهم أبو بكر البغدادي، من الموصل، قبل بدء المعارك، باتجاه مناطق في غرب العراق أو شرق سوريا، لقيادة المعارك من هناك.. ومعنى ذلك أن معركة الموصل تشكل تحديات جمة.. وسيكون لها ارتدادات سلبية على شرق سوريا وغرب العراق.

وفيما وصلت ريف الحسكة الجنوبي أكثر من ثلاثمئة عائلة موصلية فارّة من المعارك، لفت متابعون محايدون إلى أن خطة الهجوم على الموصل ليست ناضجة بما فيه الكفاية، لأنها لم تتزامن مع هجوم مماثل على مدينة الرقة، وهي من أهم معاقل التنظيم في سوريا. كما أن الولايات المتحدة ربما أرادتها للضغط على روسيا في حلب أيضاً، وفقاً لهم.

وقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن روسيا "تراقب عن كثب، مجريات المعارك في الموصل". مؤكداً أنه سيتم "اتخاذ إجراءات عسكرية في حال انتقال داعش من الموصل إلى سوريا".

كما اتهمت سوريا التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بالتخطيط للسماح لمتشددي "داعش" بعبور الحدود السورية من مدينة الموصل العراقية، مع التشديد على أن الجيش السوري سوف يتصدى لهذه المحاولة بكل السبل المتاحة.

ومن هنا يبدو أن معركة الموصل وحلب وجهان لمعركة محلية وإقليمية ودولية واحدة، وربما ستفتحان معا عصرا جديدا في العلاقات الدولية مازالت معالمه غير واضحة.

وبعد تأكيدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن المعركة ستشهد كراً وفراً، أشارت مصادر مطلعة إلى أن المعركة ستكون صعبة وأن داعش لجأ الى إنشاء شبكة أنفاق تكفي لحركة الدراجات النارية بهدف المناورة أثناء تقدم القطعات العسكرية، إضافة إلى استخدامه المدنيين دروعاً بشرية.

وبالرغم من ذلك، فإن المصادر المطلعة أوضحت أن داعش أخلى جميع مقارّه الواقعة في الجانب الأيسر وأن أرتالاً عديدة من داخل الموصل خرجت نحو سوريا.. وهذه المعلومة أكدها أيضاً العقيد السابق في الجيش العراقي، فاضل اللهيبي: "لأن داعش يعاني ضغوطاً كبيرة، داخلية وخارجية، فقد دعا ذلك التنظيم إلى تأمين طريق انسحاب قياداته وعناصره المهمة إلى داخل الأراضي السورية، مع بدء الاقتحام في حال كسر خطوط الدفاع".

وسواء حسمت معركة الموصل بوقت قصير أو طالت، فان تداعيات كبرى ستمتد إلى مناطق يسيطر عليها مسلحو التنظيم شرق سوريا وغرب العراق، خاصة، وأنه لن يجد أمامه إلا الانسحاب إلى معاقله هذه، ليتحصن بها استعداداً لمعارك مقبلة.

ووفق مصادر مختلفة، يسيطر داعش على نحو 150 كيلومترا من الشريط الحدودي السوري العراقي، وهو يمتد من منطقة أبو حامضة، شرق الهول حتى الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور.

وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في وقت سابق من هذا العام: بأن "هناك مشكلات ستحصل على الحدود الفاصلة بين البلدين، ويستدعي ذلك جهود الأمم المتحدة"، مطالبا قوات التحالف الدولي بجهد أكبر لوضع حد لمسألة انفلات الحدود بين العراق وسوريا، وانتقال الإرهابيين.

ويقول ضابط عراقي في قوات حرس الحدود "إن نحو 20 في المئة من الحدود اختفت وسويت تماما، وأن أغلب تلك الأجزاء من الحدود في محوري الفرات عبر القائم العراقية والجزيرة غرب الموصل"، لافتاً إلى أن "القوات الكردية هي الأخرى غير معنية بإعادة معالم الحدود كما كانت، خاصة بمحيط مثلث فيش خابور الرابط بين العراق وسوريا وتركيا".

من جهته، يقول عضو مجلس محافظة الأنبار، غرب العراق، محمد العلواني، إنه "لا يمكن أن يكون هناك تحرير كامل للأرضي العراقية من قبضة داعش قبل استعادة الحدود مع سوريا"، مبينا أن "الحدود صارت بمثابة ثقب أسود فشل الجيش الأمريكي في ضبطها طيلة سنوات احتلاله البلاد".

ترك الجبهة الغربية من الموصل مفتوحة، ربما يعني أن القوات العراقية التي تعمل برعاية أمريكية واستشارة إيرانية، اعتادت على ترك مخرج لداعش في كل معارك المدن السابقة، وهي تحاول دفع التنظيم إلى الخروج من الموصل مثلما حصل بعد معركة الفلوجة.. وهروب "داعش" باتجاه الرقة ودير الزور يجعلهم بمحاذاة الحدود الأردنية، وهذا يعني أن معركة الموصل قد تدفع داعش إلى معركة مقبلة ومؤجلة.