تضرب السرطانات بكل انواعها تحت حزام منظومتنا الصحية وفوقها الارقام مروعة ولاسبيل لتوثيقها فوزارة الصحة لاتعطى اية احصاءات اومعطيات دقيقة بشان الوفيات بالسرطان لدى المرضى الموريتانيين داخل البلاد وخارجها
اكثر انواع السرطانات واشدها فتكا فى البلاد هي تلك المرتبطة بالدم والعنق والرحم والثدي والكبد والحنجرة وترتفع نسبة الوفيات بها بين الاطفال والشيوخ والنساء
مسببات السرطانات معضلة حقيقية لم يفلح العلم فى حل الكثير من اسرارها وشفراتها الغامضة بيد انه يمكن القول ان تغير الانماط المعيشية وتفشى المعلبات المصحوبة بمواد حافظة غامضة التركيب والادوية المزورة واستخدام قنانى واوان غامضة المحتوى الاصلي لحفظ الماء اوالغذاء والتداوى الذاتي العشوائي وكثرة عوادم المصانع والسيارات والمحادد والمناجر وانتشار الروائح والادخنة الغامضة المصادر والاقبال على وجبات سريعة غير معروفة المركبات الاصلية كلها عوامل مساعدة وموفرة لبيئة حاضنة لكل انواع السرطانات
عام 1998 ظهرت اول وحدة طبية وطنية لعلاج مرضى السرطان فى قسم الامراض الباطنية بمركز الاستطباب الوطني اشرفت عليها كوكبة من الأطباء الرائعين أذكر منهم الدكتور أحمدو ولد أحمدو أخصائي أمراض الدم والدكتور سيدى محمد ولد عبد العزيز يومها كان طبيبا عاما وهو من خيرة أطباء البلاد كفاءة وخبرة وهو اليوم أخصائي أمراض نساء وتوليد لبروفسور المصطفى ولد محمدو اخصائي امراض الجهاز الهضمي وهو الان مدير مركز السرطانات وكان لى الشرف بالخدمة فى تلك الوحدة مع كوكبة من الممرضين كنا نقوم بعمليات "الشيميوتيرابى" فى غرفة خاصة أذكر من الممرضين احمد جبريل صار آمى الحامد وباحفصة وسي مريم والعميد سعدبوه
كان الفراشون والعامة يسمون الغرفة "بيت الخرجان" ويطلقون على الدكتور أحمدو "طبيب الخرجان"
كانت نواة أولى للاهتمام بمرضى السرطانات وكان الاقبال عليها مخيفا فاق كل التوقعات
ان ظهور مركز الاونكولوجيا بتجهيزاته المتطورة وطاقمه الرائع شكل بارقة امل لمرضى السرطانات وتكفل بهم لكنه مع الاسف لم يفرمل الارتفاع الجنوني لمؤشر الوفيات أذكر أنه خلال شهرين ماضيين توفي حوالى 6 أطفال كانوا يتعالجون فى المركز
الارقام المسكوت عنها مروعة لا بل مرعبة جدا والجهد الحكومي حتى الان عاجز عن مقاومة ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطانات والوفيات الناجمة عنها
هناك تقاعس دنيئ من هيئات المجتمع المدني إذلاتقوم بأي دور يذكر لمحاربة هذا المرض المخيف
توجد مابين 3 الى 6 جمعيات اومنظمات غيرحكومية تزعم العناية بمرضى السرطانات لكنها بائسة ماديا ومعنويا لاتحظى باي دعم حكومي او شعبي حتى ان بعضها مجرد ترخيص فى حقيبة لدى شخص هنا اوهناك
ان التحسيس حول خطورة السرطانات وضرورة التكفل بالمرضى من الكشف الاول وحتى العلاج الكيميائي اوبالاشعة مسؤولية الجميع ويجب ان لايترك لحكومة عاجزة ومنظمات وهمية غالبا على الاعلاميين والمدونين والائمة والدعاة ونشطاء المجتمع المدني التحرك بسرعة لدعم جهود التحسيس حول خطورة السرطانات وضرورة الاسراع بالكشف عنها وعلاجها
ان علاج السرطان لا يراد منه الشفاء التام للمريض الا بنسبة لا تتجاوز 1 بالمائة ولكن يراد منه منح المريض اكبر فترة ممكنة للحياة بمنع السرطان من تدمير حياته وجسمه بسرعة عبر محاصرة الخلايا المصابة وفصلها ومنعها من التمدد داخل الجسم واحاطة المصاب بجو نفسي حميمي حتى لايسلك طريق النهاية وحيدا فى درب موحش مشجر بالاحباط والانكسار والهزيمة
ان خلاصة مايقام به لعلاج مرضى السرطانات هي
لست وحيدا لن نتركك تموت وحيدا نحن معك حتى النهاية وعبر كل مراحل طرقك الطويلة الأليمة الموحشة ولن نتخلى عنك
--------------
من صفحة الأستاذ حبيب الله ولد احمد على الفيس بوك