هديه أمدو كان يوجه رسالة عميقة للمشاركين في الحوار الوطني الشامل | 28 نوفمبر

هديه أمدو كان يوجه رسالة عميقة للمشاركين في الحوار الوطني الشامل

أربعاء, 12/10/2016 - 12:39

 رسالــــــــــــــــــــــة

إلى قادة الأحزاب السياسية والفاعلين الاقتصاديين والنساء والشباب ثم الفاعلين في المجتمع المدني الموريتاني الأطراف في الحوار الوطني الشامل

هديه آمادو كَنْ

 

أعزائي الإخوة والأخوات والمتحاورين

إن الانضمام إلى القيم واحترام المبادئ الكبرى بمعاني التصرفات النبيلة في “الالأخلاقية دولة-الوطن” المنارة هل لها معنى في موريتانيا ؟

أطلب منكم جميعا أن تتفكروا في موقفنا المشترك لأننا مدانون، ضد المد والجزر، للعيش معا. وعليه يجب علينا أن نستوعب من هذا الموقف الطرف الأحسن لأنه في جميع الأحوال فإن من واجب البيظان والعرب والسود في موريتانيا أن يجعلوا الصواب والعدالة القضائية في المكان والزمان ينتصر على الإحساس الشخصي أو المؤيد وأن يعلنوا أمام أعين من ينظرون إلينا من الخارج، أو بعبارة أخرى الأجانب، التصرفات النموذجية والتي تتماشى مع الحكمة والمنطق.

إن موريتانيي موريتانيا العميقة، وأعني بذلك أولئك الموجودين بالعالم القروي لم تكن لديهم قط مشاكل بينهم. وقبل وجود الدولة الموريتانية ومنذ وجود هذه الدولة-الأمةَ فإن موريتانيا التي حارب من أجلها أجدادنا وآباؤنا لحصولها على استقلالها ناضلوا وضحوا ليس بالنادر مما يتمتع به الكائن البشري من الأغلى، الحرية والحياة، في هذا العالم الدنيئ والعابر والمتبلد لأنه بلا غد. وكونوا روحا مرسخا على الأجيال التالية وكانت قلوبهم منتفخة بالأمل. وبالنسبة  لموريتانيا هذه والتي هي وطننا الأم التي بنوها ليس لدينا الحق في تدميرها بل من واجبنا تقوية هذا البناء لأنه كسب تجب المحافظة عليه.

وفعلا ليس لدينا الحق كذلك في تخييب أمل موتانا الذين هم في “قبورهم” لأنهم سيشعرون بأنهم مخانون من طرف ورثتهم الحقيقيين والذين هم نحن. وبعناصر تقديرية هذه يجب علينا إنشاء، بدون مجاملة ولا مخادعة خاطئة، المسؤوليات لا سيما تلك التي تتحتم على كل واحد منا. وبالنظر إلى الأحداث المتعددة التي تقع في كل مكان  وإلى التغيرات التي تقع في القارات  والعديد من البلدان فعلينا أن نحمد الله لأن بلدنا، بنعم الله التي لا تحصى والوسائل الأمنية المتخذة من طرف السلطة الحاكمة، خارج هذه  الأحداث (أو على الأقل إلى اليوم) !!

يقول الحديث “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. لنكن حريصين ولنتبن التصرفات الأكثر مسؤولية لنجعل من موريتانيا ملاذا للسلام حيث العيش الجميل كما تركها لنا أجدادنا وآباؤنا. وفي عهد حكمهم عرفوا تجنيبنا القبلية والجهوية و”الانزلاقات التي لا مفر منها والسياسة الاقصائية والإبعاد التي تسود منذ 10 يوليو 1978 والتي بدون شفافية وذكاء تكاد تقود، هنا وهناك، بصفة فاجعة إلى مواجهة حاسمة وإلى عواقب غير متوقعة. وعلى ساستنا أن يعرفوا بأنه في عالم التكامل والتغيرات هذا فإن المجتمعات التي تعيش فيها تحتاج إلى سلام.

إن السود الموريتانيين والبيظان والعرب الموريتانيين هنا والذين يوجدون في مكان آخر من العالم لا يجب عليهم أن يتظر بغضهم إلى بعض كأعداء ولكن كإخوة لهم نفس الجينات ولدوا عن طريق الزواج والذين يجمعهم التاريخ والجغرافيا والإسلام وأن يناقشوا المسائل المشتركة والتي يتقاسمونها فيما بينهم وأن يحترم كل واحد منهم الآخر، ولا يمكن لهم فعل ذلك إلا إذا تم التواصل بينهم وأن يتجاوزا الطموحات وكذا الأنانية الشخصية والتي لا غد لها.

ولكن للأسف فإنه منذ ثلاثة عقود فإن “جسمنا الاجتماعي” ، ولنفهم من هنا، مجتمعنا الوطني، تأثر، بعمق، في موقع حساس… الكل، السود والبيظان كمواطنين يتعززون بكونهم أبناء موريتانيا هذه، وطننا الأم التي جعلتنا نولد، مستجوبون وكل واحد منهم يجب أن يسأل نفسه بدون أن يخاف من انتقاد نفسه، بدء بأولئك الذين ليس لهم فقط الشرف والامتياز والمسؤولية الجسيمة بأن يكونوا أول وأهم ساهر وحارس شخصي معترف به : حماة الجمهورية وحكامنا.

كيف تسير مؤسساتنا، أين هم مثقفونا وأي دور لعبوه لتعزيز التفاهم بين الموريتانيين ؟

إن نحن صدقنا أقوال الموريتانيين في الصالونات والمكاتب والشركات وفي المساجد وفي سيارات الأجرة والمدارس وفي المستشفيات فإن الارتباط الوطني بالقيم والأخلاق  المؤسساتية توجد اليوم منظمة في علم الأمراض الاجتماعية والتي على الرغم من أنها أكثر اعتدالا إلا أنه “عفا عليها الزمن”.  

وكذلك من الشائع دائما السماع بالقول بأنه في خطابات هؤلاء وأولئك وفي التلميحات (أو ما هو غير معلن)، كما هو متفق عليه باسم ” مكافحة القصير” والإحساس بالانتماء لأمة لا معنى له اليوم في البلد. أو بعبارة  أخرى لا يصبح وجيها ولا ممكن التبريركما كان عليه من المحتمل في السابق، بالنسبة لهذا وذاك، لحصوله اليوم على شعور المواطنة، الحقيقية والأكثر وضوحا، وانتمائه لمجموعة بشرية والتي تشكل الأمة وتقدم هويتها لنفس المجتمع-الأمة والتي تفهم  كشكل مجتمع بشري جدير باسمه من بين الأمم الأخرى في العالم وأن يتحرك بالتالي معتمدا عليها.

إن هذا التأكيد مزدوج “انشغال واستجواب” ويدعو إلى يهتم به مؤسساتنا وساستنا ومثقفونا ويغيروا جذريا أساليبهم “الخاطئة” بأخذهم الأشياء العامة بعدم الجدية والانتهاء من المفاهيم التي تجري في الشارع والتي تلوث جميع لغاتنا المنطوقة والتي تتلخص في الحسانية “هاذ عاد” و “هاذ ماو فارانض” و “هاذ ماو صاف” و إنسان يخرص نتيجتو راسو ول قبيلتو”!!

إن تصرفات كهذه لا تتوافق مع مبادئ تنمية بلادنا وساهمت، بجزء كبير، في تأخير تنمية بلادنا التي لديها ثروات طبيعية والتي لو تم استغلالها بصفة جيدة ومسيرة بصفة أحسن لرفعت شعاره إلى مستوى غير الذي هو عليه الآن والمتميز بفوارق اقتصادية بين المدن وأحيائها المطوقة والعالم الحضري  والعالم القروي.

في منظار الملاحظة ل “المجال – الوقت” الموريتاني يبدو أن الأمة هي “بناء تصوري” من خلاله لا يتحرك الفرد إلا بالمصلحة الشخصية أكثر منها جماعية، لا يحدد هويته إلا بالجواب على منبهات الحكومات  المترابطة على صورة حكوماتها أو أسرها القبلية وليس بالأخذ بعين الاعتبار لفاعل “الدولة الأم” في لعب التفاعلات الجماعية.

ومع ذلك ولحسن الحظ ولو أن الشعور بالانتماء للأمة لأسباب متنوعة ومتعددة أخذ يتناقص منذ بعض السنين أمام أشياء أخرى لتحديد الهوية فإن هذا الشعور يواصل مع ذلك في الاستمرار.

ولهذا السبب فإن الساسة والمثقفين والفاعلين الأطراف في الحوار، لتواضعنا، كان عليهم أن يجمعوا مختلف المواضيع والتي وصلت ثلاثين بندا مسجلا في الأجندة التي ستتم مناقشتها خلال عشرة أيام في سؤالين محوريين كبيرين واللذين من خلالهما يجب الحصول على أجوبة خاصة بهما في مساعيهم الحوارية والتي هي :

◄أي مشروع للمجتمع الموريتاني ناتج عن التعقيدات العميقة للتاريخ الموريتاني وجلسات آلاڮ عام 1958 ؟

ا ن موريتانيا المركبة من المسلمين بنسبة 100٪  كانت تريد عبر الأخذ بعين الاعتبار التراث الذي تركه لنا أجدادنا وآباؤنا، مع الأجيال الحالية، الحصول على دولة-أمة جديرة بإسمها واضعين في الذهن بأن “الذي يشكل أمة، ليس التكلم بلغة واحدة أو الانتماء لمجموعة إتنوغرافية مشتركة، ولكن العمل جميعا على أشياء كبيرة في الماضي والرغبة في فعل ذلك في المستقبل”. إنها الذاكرة التي بدونها نخاطر بخسارتنا!!

لنتوقف لحظة لنتساءل عن بعض المؤسسات مثلا حول الأنظمة القضائية والتربوية والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي ومؤسسة الوساطة الوطنية ومنظمة مجتمعنا المدني الوطني والتصرفات في المرور في انواكشوط والمدن الأخرى في البلاد ورموز الفوضى الكبير في ارتجالاتنا المستمرة وأية سياسة حضرية وأنظمة النقل على طول محاور طرق البلاد وما هي “الإبادات” الحقيقية إلخ… واللائحة طويلة ! لنبحث عن جذر آلامنا، وبعبارة أخرى نقاط ضعفنا ولنحارب الطلاقات الثلاثة التي تفرقنا والتي هي البولارية والبيظان البيض والبيظان السود والسراكولي (السونيكي) والولوف والحداد والفنان… لنتقدم ولنترك الأنانية والفردانية التي تعيقنا وتؤخرنا لصالح لغز التضامن والتنوع الثقافي الذي يشكل ثروتنا.

بالاستماع إلى ما يقال في كل مكان فإن المستخدمين يشتكون من مؤسساتنا وساستها وكذا مثقفيها لدرجة أن المواطنين، منذ شهر يوليو 1978، بدأوا يفضلون عدالة الشارع غير المترددة والسريعة مع كل التجاوزات والتزلجات التي تنطوي عليها وتشمل النظام القضائي. إن العديد من المواطنين غالبا ما يستحضرون الحقائق المزعجة للقلق يقولون وهم على قناعة بأن الأحكام القضائية هي حزبية ويدفع لها  أو بالأحرى تشترى  : إن واجب القضاة هو إقامة العدل و مهمتهم هي  تأجيله و قلة تعرف واجباتها والقيام بعملهم.

إن المواطنين يتساءلون ما إذا كان المجلس الاقتصادي والاجتماعي ووسيط الجمهورية ونظام التعليم الوطني لعبوا فعلا وحقا أدوارهم كما ينبغي والذين حسب الدستور، يمكن لهم، أن يتحركوا، على سبيل المثال، على التوالي وخصوصا :

المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يستشار حول كل المشاكل ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والتقني، وكذلك أيضا لديه القدرة على أخذ زمام المبادرة لتقديم المشورة و/أو توصيات بشأن الإصلاحات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي في روح الحفاظ على المصلحة العامة.

إن المؤسسة الأخلاقية “تدعى وسيط الجمهورية” كمؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة، مهمتها، من بين الخدمات الأخرى التي يجب تقديمها : (i) حماية الحقوق (ii) المساهمة في تعزيز سيادة القانون (iii) نشر مبادئ العدل والإنصاف (iV) المضي قدما في نشر القيم الأخلاقية والشفافية في إدارة الخدمات العامة وفي إطار العلاقات بين الإدارة والمستخدمين.

يشكل مثقفو ونخب هذا البلد استثمارا ثقيلا يحتاج بالمقابل إلى أن يدار بشكل صحيح من أجل تبرير الوسائل المستخدمة لتدريبهم. إن التضحيات الجسام التي بذلت من قبل الأسر والتحمل لتحقيق النجاح والتكاليف التي تتكبدها الأمة الموريتانية لتدريب الأطر يفترض أننا نتوقع من هؤلاء خدمات محددة. ولكن السؤال الذي يحق لنا أن نسأل، هو ما إذا كانت الدولة خلقت لهم الظروف المناسبة والعدالة العادلة من حيث “الرجل المناسب في المكان المناسب ” بناء على معايير الكفاءة والنزاهة الأخلاقية والشهادات والخبرات المهنية المؤكدة بحيث تلبي التطلعات المشروعة للشركة ؟ وهنا تكمن المشكلة !! وهذه واحد ة من الأسئلة والأسباب التي تطرق لها هؤلاء وأولئك لتبرير هجرة الأدمغة !!

وهكذا فإن الكثير من الأطر المكونين بتكاليف باهظة وبتضحيات في الخارج فإن بعضا منهم رجع إلى البلد وتوزع الآخرون في بلدان أخرى ليس بالضرورة للبحث عن مرافق أو وسائل الراحة المادية. ولكن بمجرد أنهم وجدوا النظام الموجود غير مقبول، أو بعبارة أخرى “إغباء” و “غير معتبر” : الثقل بجميع أنواعه والمناهج ضد الأداء التي نتشبث بها والكسل والتراخي ومختلف الأمراض الأخرى منعت أكثر من واحد من البقاء أو العودة للبلاد لإعطاء أفضل ما لديهم.

والوضع المثالي هو أن عليهم أن يقاوموا ويبقوا في مكانهم في البلاد للمساعدة في تطوير البلاد وتغيير الوضع وهذا هو المطلوب، ونحن نتفق مع ذلك تماما، حب الوطن. إذا نحن لا نقاتل، في الواقع، لتوطيد وتعزيز بناء دولتنا-الأمة، موريتانيا، فلا أحد آخر يقوم بذلك بالنسبة لنا.

ولكن هنا فإن المنظور لتحليلي ليس هو هذا !!!

لمن الخطأ في الفوضى في النظام التعليمي في بعض بل وحتى جميع الإدارات لدينا. المثقفون أنفسهم أولا، وبعضهم أبعد ما يكون أحياء الضمير وعلى بينة من مهمتهم ودعوتهم محددة وسلمية في بناء الأمة.

هؤلاء يستحقون، وربما أيضا إسم المثقفين، ولكن بالتأكيد ليس النخبة. في الواقع، دون المثل النبيلة، إنهم على استعداد للتصرف بشكل مختلف ولتقديم تنازلات هم أنفسهم، في كل لقطة، لكل شيء، ومن أجل لا شيء. وللأسف في كثير من الأحيان في كل معنى الكلمة، منخفضة جدا، إذا لم يكونوا زاحفين.

الاستحقاق، إن لم يكونوا قد تعلموا ما معناه، فإنهم نسوه منذ وقت، لأنهم يريدون تطويرا أحسن للشهرة والثرة وأحسن المواد بدون عمل وبدون جهد ولا شيء  يوحي لهم  الاشمئزاز والعار! وبعد ذلك يمكن أن يذهبوا إلى السجود عند الأقدام والغفران، وأن يرموا بأنفسهم في أحضان رجال يرتدون الزي العسكري ل “مغامرة غامضة”.

إن تحليلي هو أن النخب يمكن أن توظف في فئة المثقفين، ولكن ليس بالضرورة أو على الإطلاق ! لدينا نخب في قرانا وفي مخيماتنا وفي الريف وفي مناطقنا الريفية الذين لم يذهبوا قط إلى المدرسة، ولكنهم على استعداد للتضحية من أجل سيادة العدالة والحرية والتضامن والتلاحم بين الرجال : النخبة هي الحكمة هو الاستبصار، في كلمة واحدة هو عصير للمجتمع؛ وهي فيها لإعطائها نكهة، ولكن ليس المرارة.

النخبة هي الرجل، بما فيها المرأة ، والتي لا تتحدد وظيفتها في قيادة معاصريه إلى تعثر، ولا مواصلة إغراقها في الحقارة، ولكن لمساعدتهم على النهوض معنويا، في جهد لا يعرف الكلل على التفوق. وهذا ما كان الرجال العظماء الذين كانت أفكارهم الكريمة والتي يحملها قلب كريم تواصل تغذية العالم حتى من دون رأي الجمهور.

هذا هو واحد من محركات المجتمع السرية عادة ، ولكن يسمح لها بالتقدم والتحرك إلى الأمام  والخدمة إيجابيا بجعل الخدمات المنقذة لحياة المجتمع. وهذه النخب الكثيرة في موريتانيا العميقة هي التي يحتاجها البلاد لتضمن تنميته في التضامن في العقول والقلوب.

بعض، وهم المثقفون من المدرسة الغربية، الذين ساروا على غرار تخصيص ما يسمى بمطالبة الأمة التي تدعي لا بل ادعت في تقليد الهيئة الاستعمارية الأوروبية، والتي تجعلها الأمة واجها للتنظيم الذي يجب أن يستمر على مر التاريخ متمسكا بثقافته الخاصة، في حين أن آخرين، يتمتعون برؤية مقيدة ومطلقة، ويرون هم  في الوقت نفسه أن الأمة تميز الشعوب باللغات ، والأذواق والشخصيات (الطبائع).

ولكن لدينا الموريتانيون الآخرون، علاوة على ذلك البلد يتألف من المسلمين بنسبة 100٪ ، ويجب أن يكون لدينا تصورنا الخاص بنا والذي لا يفصل بيننا نحن السود الموريتانيون والبيظان (البيظان العرب) الموريتانيون. لدينا الحق في التخلص من واجبنا الكاردينالي لدينا واجب تعزيز انفصالنا على مذبح المصالح الذاتية أو انعدام الجنسية. علينا أن نتمسك بذلك في موريتانيا، الدولة القومية التي بناها أجدادنا وآباؤنا وأن يكون لدينا نفس الفهم أن موريتانيا موجودة، وهذا هو من وكل يوم لأذواقنا، أكثر من أمس وأكثر من ذلك في المستقبل. إن فهمنا للبلاد يجب أن يتزاوج بالقيم والحقائق الإسلامية، أقل غنائية وبعيدا عن كونه مصدرا مباشرا أو غير مباشر من الصراعات والقوميات والتلاعب المدمرة التي يقودها الغرب. هذا الغرب الذي  في خسارة بشكل متزايد لعلامات اهتدائه منذ ثلاثة قرون الأخيرة التي تسبق قرننا.

 الغرب يبحث عن نفسه وما زال يريد الاستمرار في وجود قبضته على مستقبلنا وهو ما يجب علينا تجنبه وتوقعه وإلا فإننا سوف نكون متواطئين معهم لتدميرنا، حيث أن الأحداث التي تتكشف يوميا أمام أعيننا من خلال وسائل الإعلام في سوريا وفي ليبيا والعراق واليمن والسودان ومصر وفلسطين الخ … هذه هي الأحداث التي يجب أن توجه اتجاهنا وتنبه صوابنا لمنع الفوضى لدينا لأن لدينا بلدا جميلا لا يمكن أن يتحمل عواقب الاضطرابات التي تحدث كل يوم في تلك البلدان التي يتم الحديث عنها طويلا : العديد من القتلى والعديد من المنازل والمستشفيات ومن الكتب والمعابر والمدارس دمرت وأكثر من ذلك الآلاف من اللاجئين يتجولون دون رقابة.

السلام والوحدة الوطنية لا يقدران بثمن ويجب أن نضع موريتانيا فوق أنانيتنا.

يوجد سلام (على الأقل حتى الآن)، وكذلك الوحدة الوطنية كما أننا نتقاسم ما لدينا من القواسم المشتركة، الإسلام، الذي يدعونا لوضع بلدنا فوق الأنانية الشخصية والتي يدينها الأخلاق والإسلام. رغم ما قد يعتقده البعض، ونحن مضطرون بأن نلاحظ بأن السياسة، كما يتم إتباعها في البلاد، هي “بوتقة من الطموحات الشخصية والعواطف العمياء،” عندما يجب، وفقا للمنطق، أن يكون ذلك من الالتزام المعبر عنه بوضوح صاف في خدمة الوطن.

علينا أن نقرر اليوم أكثر من أمس وأكثر من ذلك في المستقبل، لإنقاذ الوطن الأم، الذي كان من شأنه أن يقرب رهينة كانت للأجداد والآباء، وبمساعدة من الشخصيات السياسية الكبيرة لإفريقيا السوداء والبيضاء من عام 1950 إلى عام 1960. ونحن بحاجة إلى إسكات الطموحات الشخصية لدينا والدفاع عن أنفسنا ضد الشهوات الشريرة وإلى عدم الاستماع للنظر وإعطاء الأولوية لخير البلاد، الذي هو لنا جميعا، ولكل ما يتطلبه الصالح لنا جميعا.

والحوار الوطني الشامل الذي يجمعنا ما كان لينجح لولا أن معظم المشاركين والمواطنين الذين هم نحن، قد قرروا تجاهل الأنانية الفردية والجماعية والمجتمعية، لتهتم فقط بالصالح العام لموريتانيا موحدة ومزدهرة، إن كل الموريتانيين، المواطنين من جميع الأطراف ومن جميع الفئات الثقافية والاجتماعية من الخارج والداخل، بيضا وسودا، سيشعرون بأنهم سيفهمون هذه الحقيقة : وسيواجهون موحدين المحن ويتغلبون عليها أو سينقسمون في مواجهة الخطر الذي يهددهم بسبب “تضليلاتهم”، ومن ثم تدمير كل شيء. إن التاريخ غني بالعبر ولنكن حكماء يقظين ومسؤولين جيدا بمؤاثرتنا للخيار الأول، المواجهة بصفة متحدة للمحن مثل سواد وبياض عيننا الذي يضيئ لنا الطريق أليس كذلك ؟

في بلد بالمؤسسات العامة العادية من حيث القدرات والمهارات والأداءات والكفاءات المطلوبة، يجب أن تسود العدالة لأنها تتيح تصميم مجتمع متحضر وسلمي. بدون عدالة قضائية حقيقية أي قوانين مناسبة مع التدابير المصاحبة التي تعتبر مفيدة لتطبيقها الصارم وبدون تحيز، فسوف يكون هناك قانون الغاب. “عندما تكون العدالة خاطئة فإن المجتمع ككل يكون سيئا للغاية.” وبالتالي تتولد الاحتياجات الاجتماعية من العدالة وعلى هذا النحو، يجب أن يكون هذا القضاء دليلا على الإنصاف والإنسانية تجاه الضحايا للمساعدة في إصلاح ما أصابهم.

وآمل مخلصا أن يكون جميع الحاضرين هنا في هذا الاجتماع والحوار الذي يريد أن يكون شاملا، قد اغتنموا الفرصة ليس فقط للفرصة التي تم تخويلها لهم من جهة، ولكن خصوصا لفهم نطاق وخطورة خطابي الذي أعلق عليه  كل الجدية الواجبة والتي هي أن يضع كل واحد في نفسه دائما الاعتبار بأن الموريتانيين في شمامة وڮيديماغة وغورغول والبراكنة والترارزة، يريدون أن يشعروا بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات مع إخوانهم في تڮانت وأدار وإنشيري وتيريس زمور وداخلة انواذيبو والعكس بالعكس : المساواة بكونها واحدة وأمام العدالة التي هي واحدة. كما هو الحال في هذه المسألة، فإنه لا يمكن أن يكون مزجا أو  صورة  زائفة.

تحت خيمة وفي الأكواخ  وحول الآبار  ووديان المياه والمناطق النائية على طول النهر في أرض المراعي والانتجاع من أجل الوصول إلى المراعي والحقول الزراغية وحول واحة بساتين النخيل وعلى مقاعد الجمعية الإقليمية الوطنية وفي قاعات الفصول الدراسية و/أو قاعات المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات  ومجلس الحكومة يجب على موريتاني الشمال والجنوب من البلاد يجب أن يتجرد وينقطع من/وعن كل تعقيد، وأن يشعر على جميع المستويات بالمساواة ، في جميع مستويات التسلسل الهرمي الاجتماعي.

هذا هو السبيل الوحيد، أيها الإخوة والأخوات الموريتانيون والمسلمون، بشكل جيد، بالنسبة لنا في العيش والازدهار معا. من خلال قبولنا في التسامح والاحترام والاستماع إلى بعضنا البعض. وهذا يعني أنه يجب علينا أن ننظر إلى أنفسنا كعين حيث العنصر الأبيض، البيظان العرب، الأهم اقتصاديا، والعنصر الأسود،الأضيق مجالا، على حد سواء مترابطون لأن المرء لا يمكن الاستغناء عن أخيه الآخر ؛ وهذا الأخير يمكن من رؤية مجالات أبعد. بل هو أيضا السبيل الوحيد، وهذا يعني نوعا من السلوك المتطرف، علينا أن نظهر لعالم يراقبنا مثالا على الوحدة في التنوع والتكامل. قوتنا ثروة مشتركة للتقاسم.

وانطلاقا من هذه القناعة التي أعيشها كل يوم من أيام حياتي التي لا يمكنني التهرب منها  من دواعي سروري أن أتحدث بإيمان، وعدم قيامي بما فيه الكفاية من الوقت وفقا لما يقرره المشرف، ومن أعماق نفسي أكتب هذا الكلام خاتما ب :

فلتعش موريتانيا التي بناها شيوخنا، متحدة ومتساوية.

ليعش الموريتانيون والموريتانيات ومن جميع المكونات الاجتماعية والثقافية متحدين ومتضامنين، في تنوعهم دائما  ووراء الرئيس الذي وهبه لهم الله (سبحانه وتعالى).

فلتحيى الأم موريتانيا متصالحة واثقة في مستقبلها ومصيرها الذي نحلم به جميعا.

وفق الله (سبحانه وتعالى) ل/وبحبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلدنا وقلوبنا وخطواتنا في المسار الصحيح. آمين !!

هديا آمادو كَنْ