لماذا يغيّر النشيد والعلم الوطننيين؟ | 28 نوفمبر

 

فيديو

لماذا يغيّر النشيد والعلم الوطننيين؟

سبت, 08/10/2016 - 14:27

من يلقي نظرة على الإقتراح الجديد لشكل العلم يفهم أنه يحمل رسالة جليّة، وليست محاولة تغييره والنشيد الوطني عبثية لمن يقف وراءها، الخطوط الحمراء ليست أبدا لدماء المقاومة ، كما أنها لم تأت لصرف الأنظارعن التعديلات الدستورية فالأمر أعمق من ذلك، بل هو مخطط كامل منظّم وملغوم لتغيير الهوية الوطنية والدينية ثم لزعزعة الأمن والإستقرار، بدأ منذ سنين عديدة وأخذ بعدين متزامنين، جانب عمل على إنشاء المجلس الإسلامي الأعلى، إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة ووعد ببناء المسجد الكبير ليترسّخ شعار "رئيس العمل الإسلامي" وليغطّي الجانب الآخر الذى هو إطلاق العنان فى نفس الفترة للمنظّمات التنصيرية وظهور موجة من الإلحاد على مواقع التواصل الإجتماعي والمسّ من الرّموز الدينية، ودخول التشيُّع علنا للبلاد إذ أصبح لهم مسجدا معلوما وحُسينية بجانبه لزرع الطّائفية مع فساد التعليم كإجراء مساعد وفعّال ، وفى نفس السياق زرعت بذور الفتنة بين مكوّنات الشعب ورُسّخ فى ذهن البعض عدم قدسية بعض المراجع الدّينية من كتب ومشايخ وأنهم سبب ظلم مكوّنات من المجتمع وتجبّر أخرى، كما انتشرت المخدّرات وحُميت دور الدّعارة وشرب الخمور؛ وبعد أن وضعت أسُّسَ مسخ الهوية الحضارية والدينية بدأ العمل على إزالة الغطاء تدريجيا، فكانت محاربة المحاظر والتضييق عليهم، وإن لاقى ردود فعل قوّية جعلته يتراجع، ثمّ التضييق على قناة المحظرة كما عانى الأئمة من تأخر الرّواتب والإستهزاء بهم وهاهي وثيقة الدستور المقترحة من الحزب الحاكم تتضمّن إلغاء المجلس الإسلامي الأعلى! 
من يقف وراء كلّ ذلك؟ أكيد ليس النظام وإن كان مسؤولا عن تنفيذه مقابل التغاضي عن تسييره وربما تثبيته فى الحكم حتى نهاية الأجندة! ليس له تلك الحنكة ولا لشخوصه ذاك المستوى من التنظير الإبستمولوجي وربما لا يفهمون المرامي البعيدة بل يقف دورهم عند العمالة بمقايضة!
هذا البلد هو رقعة من هذا العالم المحكوم بمنظومة واحدة ولسنا بمنأى عن التغييرات الجذرية التى تجري وخاصة فى عالمنا العربي!
فالجمهورية الثالثة التى أُفْصِحَ عن إنشائها ومقتراحتها الدستورية التى أعلن عنها الحزب الحاكم ستلغي مجلس الشيوخ وتجرّد مجلس النّواب من جميع صلاحياته كما ستسبدل المجلس الدستوري بمحكمة دستورية ل8سنوات وب 10أعضاء يعيّن الرّئيس نصفهم ويكون رئيسها من النصف الذى عيّن الرّئيس، وتنتخب الجمعية الوطنية التى أصبحت تابعة للجهاز التنفيذي نصفهاالآخر؛ تقييد التصويت الذي ظل حقا شخصيا للنائب وجعله وفق توجيهات الأحزاب!
وإعطاء الرئيس صلاحيات ملكية حيث منحه التشريع بأوامر لها قوة القانون في حال حل الجمعية الوطنية، كما تعطيه الحق في الاعتراض على تعديلات الجمعية الوطنية لمشاريع القوانين و يمكنه إقرار الميزانية بأمر قانوني إذا تأخّرت الجمعية الوطنية فى إقرارها ؛ جعل عزله ديمقراطيا من سابع المستحيلات! وتحصينه من المساءلة حتى بعد خروجه عن الرئاسة ب 3أشهر ولا يمكن ملاحقته أو متابعته على أدائه بل أكثر من ذلك أعطى حصانة للوزير الأوّل وأعضاء الحكومة! هذا ما كشف النظام النقاب عنه أمام العالم وسفراء العالم الذى يدّعي الدّيمقراطية كلّ يختبئ فى جحره ويسترق النظر بعين واحدة! أتدرون لماذا؟ لأنّ هذا النظام سيكفيهم مهمّة التدخل المباشر بتنفيذ أوامرهم وأجنداتهم كما أنّهه يسخّر لهم خيرات البلد! ومن إملاآتهم المُقايَضَةِ بترسيخ حكم الفرد فى هذا المشهد بالذّات، تغييرالعلم و النشيد اللذان يعبّران عن الهوية الثقافية،الدينية والوطنية ولكسرارتباط الشعب بأيِّ رمز! كما فرضوا عليه المجالس الجهوية كي تكون لبنة تأسيسية للتقسيم ! وتلك هي المساحة المشتركة بين النظام والفئويين والتى دفعتهم للحوار معه لعلّهم يربحون مكاسب أخرى فى ذات لإطار! والقارئ لمقترح العلم يلاحظ تقليص المساحة الخضراءالتى تضم الهلال والنجمة والتى لها رمزية سيادية و قدسية بشريطي نار أو دم فى إشارة تقسيمية واضحة إلى ثلاتة أجزاء تنبئ بشرمستطير ولم يعترض افلام على القسمة ولكنه أراد توضيحها بخط أسود يرمز لنصيبهم وآخر أبيض للمكوّن العربي !!! تلكم هي القراءة فى تسلسل الأحداث منذ 8 سنين وهذا هو واقعكم الذى نسيتم ارتباطه بالماضي القريب! فإن شئتم صدّقوا أو لا تصدّقوا!

من صفحة الأستاذة حديجة بنت سيدينا على الفيسبوك