تواصلت المعارك بين مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والقوات السعودية على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، الجمعة، وزعمت الجماعة إصابة شركة نفط سعودية بصاروخين باليستيين، جنوبي البلاد.
وأفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، أن الصاروخين من طراز" زلزال 3"، وأنهما استهدفا موقع شركة "أرامكو"، كما نشرت لقطات لأعمدة دخان تتصاعد من الموقع.
ولفتت أنه إلى جانب الصاروخين، فإن الحوثيين أطلقوا صواريخ كاتيوشا وقذائف على مواقع عسكرية سعودية، موضحة أن "القوة الصاروخية التابعة للحوثيين، أطلقت صلية من الصواريخ والقذائف المدفعية استهدفت مركز السودة العسكري، جنوبي البلاد في منطقة (الخوبة) بجازان، و موقع (رقابة الزوّر)، و(رقابة نهوقة) بنجران".
ولم يتسن التحقق من تلك المزاعم وهوية المكان من مصادر مستقلة.
في المقابل نفت "أرامكو" السعودية، ما نقلته قناة المسيرة، مؤكدة أن جميع منشآتها "تعمل بشكل عادي"، بحسب بيان صحفي صادر عنها، نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وأوضحت الشركة أنه ليس لها منشآت نفطية جنوبي السعودية، قرب الحدود اليمنية، عدا مستودع لتوزيع منتجات نفطية في جازان.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السعودية، الجمعة، السيطرة على حريق اندلع بمولد كهربائي في، نجران، إثر سقوط قذيفة من الأراضي اليمنية، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية (واس).
وقال الدفاع المدني السعودي، إنه باشر سقوط مقذوف عسكري من اليمن على محول كهربائي، وتم إخماد الحريق دون تعرض أحد لأذى، بحسب ذات المصدر.
وأظهرت لقطات نشرها الحساب الرسمي لإمارة نجران، اندلاع حرائق هائلة في مكان سقوط المقذوف وتصاعد أعمدة دخان سوداء.
ولم تحدد السلطات السعودية، هوية الجهة التي أطلقت المقذوفات، لكن الشريط الحدودي يشهد معارك متصاعدة بين الحوثيين والجيش السعودي منذ أسابيع، بعد انهيار هدنة قادها زعماء قبليون في آذار/ مارس الماضي، وأثمرت عن تهدئة وتبادل للأسرى ونزع لمئات الألغام.
وتعرضت مديريات "باقم" و"شدا"و "الملاحيظ" التابعة لمحافظة صعدة، شمالي اليمن، لسلسلة غارات من التحالف العربي بقيادة السعودية، استهدفت على ما يبدو منصات إطلاق الصواريخ، وفقا لمصادر قبلية.
واعترض الدفاع الجوي السعودي، في وقت متأخر من مساء أمس، صاروخا باليستيا، تم إطلاقه من الأراضي اليمنية على"نجران"، وفقا لقناة العربية السعودية.
ولايُعرف نوعية المقذوفات التي يطلقها الحوثيين على نجران، خصوصا مع نشر السلطات السعودية أنظمة دفاع جوي" باتريوت" في المنطقة فضلا عن جازان، لكن الحرائق التي تحدثها ترجح أنها من نوعية الصواريخ المطورة محليا على أيدي خبراء إيرانيين، حسب اتهامات الحكومة اليمنية.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، عن قلقه لتواجد صواريخ إيرانية بأيدي الحوثيين على الحدود السعودية، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة جدة، في ختام اجتماع دولي ضم نظرائه الخليجيين، وبريطانيا.
واتهم الوزير الأمريكي، إيران بـ"إرسال صواريخ وأسلحة أخرى متطورة إلى اليمن (لم يحددها)".
وقال كيري "التهديد الذي يشكله إرسال الصواريخ وغيرها من الأسلحة المتطورة إلى اليمن من قبل إيران، يمتد أبعد من اليمن بكثير، وهو ليس فقط تهديد للمملكة العربية السعودية والمنطقة فقط، بل وأيضا للولايات المتحدة ولا يمكن أن يستمر".
ونفت إيران، الجمعة، الاتّهامات الأمريكية، واصفة إياها بأنها "عارية عن الصحة".
وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف"من المؤكد أن جون كيري يعلم أفضل من الآخرين أن الرياض أفشلت خلال الـ18 شهرا الماضية، جميع الجهود الجادة المبذولة لوقف إطلاق النار في اليمن".
وأضاف "هذا النوع من التعليقات يجعل الإدارة الأمريكية شريكاً، حتّى في عمليّات قتل أطفال وجرائم حرب، يرتكبها النظام السعودي بحقّ الأبرياء في اليمن".
وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق، علي عبد الله صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ الربع الأخير لعام 2014.
ومنذ ذلك التاريخ كثف "التحالف العربي"، بقيادة السعودية، غاراته على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحوثيين وصالح.
وتقود السعودية تحالفا عربيا ضد مسلحي الحوثي، وقوات صالح، منذ 26 آذار/ مارس 2015، تقول الرياض إنه "جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده".