شددت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أن الحصار لم ولن يمنعها من تطوير قدراتها، مؤكدة أن "استمراره لن يخدم حالة الهدوء ومن يزرع الغضب سيحصد البركان".
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام": "إن كتائب القسام، ومنذ أن وضعت الحرب أوزارها، لا تزال تعمل بكل ما آتاها الله من قوة وإرادة وإصرار، على استكمال الطريق الذي اختارها الله لها، إعدادا واستعدادا وتجهيزا وتدريبا"، مشددا على أنها "لن تكل ولن تمل من مواصلة الإعداد حتى يأذن الله لها بالنصر".
وأضاف: "نحن ندرك أن المعركة بيننا وبين عدونا سجال، ولا زالت أوراقها حاضرة وملفاتها مفتوحة على مصراعيها"، مشيرا إلى أن "ملف الأسرى في مقدمتها؛ فكتائب القسام لم ولن تتوانى في بذل كل جهد من أجل حريتهم وكرامتهم، ونعلن من جديد التزامنا تجاه قضيتهم والعمل من أجل تحريرهم".
وحذر "أبو عبيدة"، "العدو الصهيوني من مغبة الاستمرار في إجراءاته العنجهية القمعية ضد أسرانا"، لافتا أن "استقواءه على الأسرى بإجراءات عقابية عنصرية تدل على عجزه وفشله الأخلاقي والأمني والسياسي والعسكري، وليعلم أن أسراه لدينا سيلقون نفس المعاملة التي سيلقاها أسرانا في سجونه".
وأضاف: "نقف اليوم بعد عامين على معركة العصف المأكول التي سيسجلها التاريخ بمداد من نور ودماء، تلك المعركة التي علمت الدنيا بأن رجال الله وسدنة الحق ستبقى لهم اليد العليا مهما بلغ جبروت جند الشيطان وعساكر الباطل"، مؤكدة أن تلك المعركة "شكلت تحولا في تاريخ صراعنا مع المحتل المجرم الذي لا زال يجمع أوراقه المبعثرة ويحاول فهم سر فشله وإخفاقه وخيبته".
وأكد الناطق باسم القسام في كلمته، أن "قيادة العدو لا تزال ترتكب ذات الأخطاء وتكرر نفس الحماقات، بفرضها الحصار على شعبنا في غزة، ظنا منها بأن الحصار وسيلة لكسرنا أو تحطيم مقاومتنا"، مضيفا: "نقول لهذا العدو الواهم، إن الحصار لم ولن يمنع كتائب القسام من تطوير قدراتها، واستمرار الإعداد لمعركة التحرير".
وتابع: "إن سياسات العدو لن تزيدنا إلا تمسكا بخيارنا وسلاحنا الذي لن نضعه حتى تحرير الأرض والإنسان، وإذا كان العدو يركن للهدوء ويظن بأنه قد نجح في ردع المقاومة فهو واهم، وجبان عن مواجهة الواقع"، مشددا على أن "استمرار الحصار لن يخدم حالة الهدوء".
وقال: "من حق شعبنا أن ينعم بالحرية والحياة الكريمة كباقي شعوب العالم، ومن يزرع الغضب سيحصد البركان، فليسمعها كل الساسة في العالم: لا تقفوا في وجه شعب قرر نيل حريته".
ونبه بنبرة الغضب، إلى أن "كتائب القسام"، ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية، "جاهزة للدفاع عن شعبنا في كل وقت، وخوض أية معركة تفرض علينا بأي شكل وفي كل حين"، محذرا الاحتلال الإسرائيلي "من أي مكر أو خديعة أو مغامرة وحماقة؛ وعندها لن تجدوا منا سوى ما علمتموه وما لم تعلموه".
وبمناسبة مرور عام على اختطاف أربعة من عناصر "القسام" على الأراضي المصرية، لفت أبو عبيدة، "قيادة القسام تؤكد أن ملف هؤلاء المجاهدين الأربعة حاضر في كل وقت، وهي تبذل جهدها في أكثر من اتجاه لإعادتهم"، مجددا العهد "معهم ومع عائلاتهم بأن قضيتهم لن يطويها النسيان، وأن حمل هذه القضية هو بالنسبة لنا دين وواجب والتزام".
وحول جريمة إحراق المسجد الأقصى، أشار الناطق باسم "كتائب القسام"، إلى أن "العدو ظن أن حرقه للأقصى سيحد من ثورة شعبنا وسيوقعه في غيابات اليأس والإحباط والتراجع، وما علم هذا العدو أن حريق الأقصى أشعل نارا في قلوب أحبابه وشرارة غضب في صدور جند الأقصى لن تنطفئ حتى تحريره".
وفي نهاية كلمته، قال مخاطبا الجموع الغفيرة المحتشدة: "تعاهدكم كتائب القسام أنها ستظل رأس الحربة في مقارعة الأعداء، وستبقى المقاومة هي القائد الحقيقي للشعب الفلسطيني، وحاملة آماله ومنبع شرعياته".
ونظمت "كتائب القسام" مساء الأحد مهرجان "يوم الانتصار والشهادة"، رافقه عرض عسكري مهيب للعديد من الوحدات القتالية، في مدينة رفح جنوب القطاع.
ويأتي تنظيم هذا المهرجان في الذكرى الـ47 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، واستشهاد قادة القسام؛ محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم في قصف إسرائيلي خلال حرب 2014، إضافة لإحياء ذكرى الشهيد القائد في "حماس"، المهندس إسماعيل أبو شنب.