تبنت حركة طالبان باكستان هجوما انتحاريا خلف ما لا يقل عن 70 قتيلا، استهدف جموعا من المواطنين كانوا عند مدخل مستشفى في مدينة كويتا غرب باكستان، بحسب ما نقلته الشرطة.
وأصيب 120 شخصا آخر بجروح في الهجوم، الذي حدث عند مدخل قسم الطوارئ بالمستشفى، حيث نقلت جثة المحام بلال أنور قاصي، الذي اغتيل هو الآخر بإطلاق النار عليه في وقت مبكر من صباح الاثنين.
واغتيل قاصي، الذي كان رئيس نقابة المحامين في بلوشيستان، وهو في طريقه إلى مجمع محاكم كويتا الرئيسي، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
ومن بين ضحايا الهجوم على مستشفى كويتا، محامون وصحفيون كانوا يصحبون جثمان قاصي.
وأعقب التفجير تبادل لإطلاق النار. ولم تتضح هوية المهاجمين بعد.
وقالت الشرطة الباكستانية إنها تشتبه بأن التفجير تم بواسطة انتحاري.
ردود فعل
وندد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، بالهجومين. وقال "لن يُسمح لأحد بزعزعة السلام في الإقليم."
وطالب شريف من قوات الأمن الباكستانية العمل من أجل القضاء على هؤلاء الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم، حسب وصفه.
وأضاف "لقد قدم الناس والشرطة وقوات الأمن في بلوشيستان تضحيات للبلاد." وقال كبير الوزراء في بلوشيستان، صنع الله زهري، إنه يجب أن يتلقى المصابون أفضل علاج، وأفضل تسهيلات متاحة.
وندد با كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالهجوم ووصفه بأنه فضيع.
وقال متحدث رسمي باسمه "إن استهداف أشخاص جاؤوا للترحم والتعبير عن حزنهم على اغتيال قاصي، يجعل التفجير بحد ذاته في غاية الفضاعة."
ما هي الجهة التي تقف وراء الهجوم؟ يواجه المحققون مهمة صعبة، إذ هناك مجموعات من الجماعات المتشددة في باكستان، التي تتخذ منها ملاذا آمنا، على النقيض مما يقال.
ولاتزال كويتا، عاصمة إقليم بلوشيستان، ساحة لعنف المتمردين الانفصاليين لسنوات.
لكن كثيرين يعتقدون أن هجوم الاثنين، الذي يبدو أنه استهدف محامين، يحمل بصمة جماعات متشددة لديها أهداف أوسع نطاقا، مثل حركة طالبان باكستان، أو قد تكون جماعة أخرى متشددة مناوئة للحكومة.
ويعتقد الخبراء المحليون أن الهجمات ربما استهدفت المحامين لأنهم أقل حراسة من قوات الأمن والشرطة، ولأن أي هجوم على المحامين الذين يمثلون صوت المجتمع سيحظى بانتشار أوسع.
ولام بعض المسؤولين المحليين الهند لاحتمال أن تكون هي المحرض على الهجوم، كما حدث في هجمات سابقة. لكن الهند دائما ما تنفي مثل هذه الادعاءات.
وفي هجوم كويتا الدموي تذكير آخر بأنه على الرغم مما تقوله الحكومة، فلا تزال الجماعات المتشددة في باكستان بعيدة عن الهزيمة.
وكان آخر هجوم مماثل في كويتا وبعدد كبير من الضحايا، وبنفس الأسلوب، قد حدث قبل ثلاث سنوات في 8 أغسطس/آب 2013، عندما أطلق مسلحون النار على مسؤول في الشرطة وأردوه قتيلا، ثم فجر انتحاري بعد ساعات عبوة في مشيعي جنازته، مما أدى إلى قتل 30 شخصا، كان معظمهم من مسؤولي الشرطة. وادعت مسؤولية هذا الهجوم حركة طالبان باكستان.
وكانت كويتا قد شهدت عددا من حوادث القتل ذات صلة بتمرد انفصالي، ولها علاقة بالتوتر الطائفي والجريمة هناك.
وقد ندد قاصي بشدة بالهجمات ونقلت وسائل إعلام محلية عنه إعلانه مقاطعة جلسات المحاكم لمدة يومين احتجاجا على مقتل زميل له الأسبوع الماضي.
وأفادت تقارير بأن من بين من قتلوا في الهجوم على المستشفى باز محمد كاكر، الرئيس السابق لنقابة المحامين في الإقليم، وشاهزاد خان، المصور في محطة تلفزيون آج.
ببسي