لم يكن بمقدوري أن أعبر عن مدى سعادتي بنجاح القمة العربية التي استضافها وطني أمس، وشهدت توافد العديد من الزعماء والقادة العرب، ورؤساء المنظمات والهيئات الدولية؛ ممن سمحت لهم ظروفهم الخاصة بالحضور والمشاركة في القمة.
وليس بمقدوري أيضا أن أوفي هؤلاء حقهم في الشكر والتقدير والامتنان على تجشم عناء السفر إلى بلادنا، رغم بعد الشقة وتعقيد المرحلة، التي يعيشها الوطن العربي الغالي.
ولكن نشوة الفرح العارم الذي تعيشه البلاد هذه الأيام لا تحول دون تسجيل النقاط التالية:
ـ بذل الجهود المضنية التي بذلها الإخوة في كافة القطاعات الحكومية المعنية بالتحضير الذي استمر عدة أشهر، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ومعالي الوزير الأمين العام للحكومة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، المكلف بملف التحضير للقمة، ولولا خبرة هؤلاء وصبرهم وتتمرسهم وتفانيهم في خدمة الوطن لما كان الأمر على هذا القدر من الإتقان الذي شاهدناه، وكان باهرا، وتحطمت على صخرته كل محاولات الإفشال على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ـ أسجل اعتزازي وفخري الكبيرين بسلطات بلدي؛ السياسيين والأمنيين والمواطنين العاديين، الذين وفروا المناخ الملائم لراحة ضيوفنا الكرام، بكل تفان وإتقان.
ـ كان التنظيم جيدا ومحكما، وكانت التحضيرات جيدة للغاية، ما أعطى الضيوف قدرا من الراحة والارتياح لم يجدوه في أي مكان آخر، بشهادتهم هم أنفسهم.
ـ أشكر كل الضيوف ورؤساء الوفود المشاركين في القمة، وعلى رأس المشكورين أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، هذا الشيخ العربي المسن الذي لم تقعده الشيخوخة والظروف الصحية عن مشاركتنا بهجة تحقيق أحد أحلامنا الكبيرة، كانت مشاركة هذا الشيخ الملك الذي قطع استراحته وأقام بين ظهرانينا يومين على الأقل أمرا فريدا لن ننساه أبدا، ويجب أن ينال عليه منا أحسن جزاء، إن كان لدينا ما يماثله من جنس العمل أو أفضل.
ـ كان كل الموريتانيين وطنيين بامتياز؛ فلم يدخروا أي جهد في إنجاح هذه المهمة الكبرى، مسطرين أروع ملاحم الصدق والجد والوفاء للوطن، مجمعين على أن الأمر يعنيهم كل على حدة، وأن النجاح مسجل لبلدهم قبل أن يكون لقائدهم وساستهم، كانوا كذلك باستثناء بعض الأصوات النشاز.
ـ نجحت القمة في توحيد الصف ولو على مستوى الخطاب العربي، وذلك بملامستها للقضايا العربية الملحة؛ ذات الاهتمام المشترك، وهو ما تجلى في خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي ركز على تحديد مكان الوجع العربي قديمه وجديده؛ فحاز بذلك فضل السبق، على أقرانه المشاركين، الذين شاطروه نفس الطرح.
ـ نعم نجحنا وسجلنا نقاطا عديدة ستشكل رصيدا لا يستهان به، ومن نجاحنا ستنجح الجامعة العربية، فيما تبقى إن شاء الله.
سيدي محمد ولد مولاي الحسن مدير التحرير في موقع القاسمية للأخبار