قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي إنه خُدع في جمال عبد الناصر شأنه شأن الملايين من المحيط الى الخليج ، مذكّرا بقصيدته ” مرثية العمر الحميل” التي يقول فيها :
من تُرى يحمل الآن عبء الهزيمة فينا
المغني الذي طاف يبحث للحُلم عن جسد يرتديه
أم هو الملك المدعي أن حلم المغني تجسد فيه
هل خُدعتُ بملكك حتى حسبتك صاحب المنتظر؟
أم خُدعت بأغنيتي
وانتظرت الذي وعدتك به ثم لم تنتصر
أم خُدعنا معا بسراب الزمان الجميل؟!
وأضاف حجازي في تصريح خاص لـ ” رأي اليوم ” في الذكرى الرابعة والستين لأحداث 1952 التي تحل غدا أن الأمة تعيش تداعيات حركة يوليو منذ نكسة 67 وحتى الآن ، مشيرا إلى أن 67 كانت الامتحان الذي رسبت فيه حركة يوليو .
وقال حجازي إن مصر فقدت الديمقراطية في اللحظة التي استولى فيها الضباط على الحكم زاعمين أنهم جاءوا ليصححوا الأوضاع السيئة، ولكنهم أخلفوا ما وعدوه .
وبرأي الشاعر الكبير فإن حركة يوليو أثرت سلبا على المصريين وعلى الضباط لأنهم عزلوا أنفسهم عن الشعب ، مشيرا الى أن تأميم القناة
أعطى الضباط شعبية خاطبوا من خلالها العواطف الوطنية والذكريات الأليمة للمصريين، فضلا عن العدوان الثلاثي الذي أعطاهم شعبية كذلك، ولكنهم رفضوا إعطاء الجماهير حقوقهم في الحكم المدني، ليحكم الشعب نفسه بنفسه .
وقال حجازي إن المصريين هم الذين دافعوا عن وطنهم في 56 وما تلاها، منددا بقيام الضباط بالزج بمعارضيهم في المعتقلات في سنوات 58 ، 59، 60، 61.
وتابع حجازي: “67 أتت بالسادات الذي كان بطلا للعبور، ولكنه كسياسي جر علينا نكبة جماعات الاسلام السياسي ، وكان هو نفسه أحد ضحاياه”.
واختتم حجازي حديثه مؤكدا أنه بمراجعة تاريخ حركة يوليو وما خسرناه وما ربحناه منها ، يظهر أن حركة يوليو 52 لم تكن ثورة، لأنها لم تحافظ على مكتسبات ثورة 19، ولم تسمح بقيام برلمان مستقل يعبر عن إرادة المصريين ، وأعادت مصر الى مرحلة تشبه مرحلة المماليك والأتراك، مطالبا الجميع بمقارنة أوضاع مصر ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ( كان الجنيه المصري آنذاك – حسب حجازي – يساوي 4 دولارات والآن الدولار يساوي اثنى عشر جنيها، وظهرت بعد ثورة 19 أسماء العقاد، طه حسين، الحكيم، محمد حسين هيكل، محمود مختار، نجيب محفوظ ) بالفترة التي تلت ثورة 19، والفترة التي تلت حركة يوليو، مذكّرا بأوضاع الصحافة المصرية في الفترة التي تلت ثورة 19 وبأوضاع الصحافة المصرية الآن.
وأنهى حجازي قائلا: “الثورة لا تقاس بالهيصة، ولكن بالتغيير الايجابي”.
رأي اليوم اللندنية