تركيا تسعى إلى تطوير علاقاتها مع سوريا وتتراجع عن مطلب الإطاحة بالأسد | 28 نوفمبر

 

فيديو

تركيا تسعى إلى تطوير علاقاتها مع سوريا وتتراجع عن مطلب الإطاحة بالأسد

خميس, 14/07/2016 - 03:54
تركيا تسعى إلى تطوير علاقاتها مع سوريا وتتراجع عن مطلب الإطاحة بالأسد

 لليوم الثالث على التوالي أطلق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تصريحات صحافية، شدد فيها للمرة الأولى منذ 5 سنوات على أن بلاده تنوي إعادة علاقاتها مع سوريا، والأربعاء قال إنه «متأكد» من حدوث ذلك، في نقطة تحول غير مسبوقة في السياسة الخارجية التركية.
هذه التصريحات التي جاءت في خضم تحولات كبيرة تقودها الحكومة التركية برئاسة يلدريم، وعلى الرغم من أنها لم توضح الكثير من التفاصيل المفصلية، إلا أنها تعبير بلا شك عن استراتيجية تركية جديدة في التعامل مع الملف السوري الذي أرهق منذ بداية الثورة أنقرة التي فشلت طوال هذه المدة في تحقيق إنجازات حقيقية على الأرض. وتعد هذه الخطوة تغيرا كبيرا في السياسة التركية التي كانت تضغط من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
يلدريم الذي كان يتحدث في اجتماع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، قال الأربعاء: «نعتزم توسيع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سوريا أيضا».
وأضاف في لهجة غير مسبوقة «لا بد من إرساء الاستقرار في سوريا والعراق، وأن تكون فيهما إدارة سياسية قوية، يمثل فيها جميع إخوتنا هناك، وهذا لا مفر منه، حتى يتسنى لنا النجاح في مكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أن «الشعب التركي والإنسانية جمعاء تنتظر من الدول الفاعلة في المنطقة، وقوات التحالف، وشركاء تركيا الاستراتيجيين، إعادة تقييم الوضع في سوريا، وتنحية التنافس على المنطقة جانباً في أقرب فرصة، وعدم غض الطرف عن إبادة الإنسانية فيها».
المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان يرى أن رئيس الوزراء التركي قصد بالفعل عودة العلاقات مع نظام بشار الأسد، وأن تصريحاته جاءت «ممنهجة» وتكررت على مدى الأيام الماضية ولم تكن مجرد تصريح واحد يمكن القول إنه قد خانه التعبير أو الوصف.
واعتبر في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن تركيا تسعى للعودة إلى المربع الأول وسنشهد بالفعل خطوات حقيقية خلال الفترة المقبلة، لأن أوراق تركيا قد ضعفت بشكل كبير وأجبرتها الظروف وضعف الحليف الأمريكي على إقناع نفسها أنها مضطرة إلى فعل ذلك.
وقال أوزجان: «مع الأسف ما دامت العلاقات سويت مع إسرائيل وروسيا فيمكن أن تتجه الحكومة التركية لتسوية العلاقات مع العراق وسوريا، فتركيا التي كانت تعتبر أن النظامين العراقي والسوري هما مصدر الإرهاب تتحدث اليوم عن التعاون معهما لمحاربة الإرهاب».
واعتبر سعيد الحاج الكاتب والباحث في الشأن التركي أن يلدريم يتقصد الغموض والعموم في تصريحاته الأخيرة حول سوريا، لافتاً إلى أن تركيا تعطي إشارات إلى العديد من الأطراف أملاً في دور معين، مستبعداً أن يكون هناك اتفاق تم بالفعل، وإنما تحركات للتأسيس لمرحلة جديدة.
وقال الحاج في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»: «يجب أن نذكر هنا بأن جزءاً كبيراً من التحول الأخير في السياسية الخارجية التركية جاء بسبب الأزمة السورية وما رافقها من تحولات وفشل أنقرة في تحقيق أهدافها وظهور مشكلة الإقليم الكردي»، مضيفاً: «من المتوقع أن هذا التحول التركي يستهدف تحقيق دور أكبر في سوريا».
ورجح أن التقارب مع روسيا جاء من خلال تنازلات متبادلة للطرفين تتعلق بسوريا، منوهاً أن «تركيا قبلت ضمناً بوجود الأسد خلال المرحلة الانتقالية كما أن روسيا غير متمسكة بقوة في شخص الأسد فهي تركز على مصالحها في سوريا ولديها جبهات أخرى مع حلف الناتو تريد التفرغ لها».
وتابع الحاج: «اعتقد أن هناك سيناريو يتم التجهيز له.. التكهنات تدور حول اتفاق ما وتركيا حيدت الخلافات مع روسيا في محاولة لتحقيق خطوات تعيد نفوذها في سوريا كون الموضوع الكردي بات الآن يعتبر الأولوية الأقوى للسياسة التركية في سوريا وأنقرة مستعدة للتعامل مع أي جهة لوقف التمدد الكردي»، منوهاً إلى أن «الجميع يدرك أن لا اتفاق في سوريا بدون تركيا وذلك بحكم الجوار وقربها من المعارضة السورية.. لذلك روسيا تحتاج تركيا في أي تطور مستقبلي للأزمة السورية».