قال الخبير العسكري في صحيفة "معاريف" ألون بن دافيد إنإسرائيل تواجه اليوم شكلا جديدا من العمليات الفلسطينية التي لا تحمل أهدافا سياسية ولا تخضع لتنظيماتمسلحة، معتبرا أن منفذيها يرون أنفسهم جزءا من المعركة العالمية "للإسلام الراديكالي"، وأن الفصائل الفلسطينية لم تعد على علاقة مباشرة بالأحداث الدائرة.
وأضاف أن الفتيان الفلسطينيين يتابعون "بشغف" الهجمات التي تصلهم أخبارها من كافة أنحاء المنطقة ومن الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا، مما يشجعهم على تنفيذ هجمات مماثلة، معتبرا أن الهجمات الفلسطينية تمثل نموذجا لتأثر منفذيها بالموجات "التحريضية" ذات الصبغة الإسلامية، التي كان آخرهاعملية تل أبيب الأخيرة.
ورأى بن دافيد، وهو محلل وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن منفذي العديد من العمليات الفلسطينية يعتنقون "أيديولوجية إسلامية" ويحملون سلاحا، وأنهم يعدون خطة لتنفيذ عملياتهم دون أن يقف خلفهم أي فصيل فلسطيني.
ولفت إلى أن لدى المهاجمين اقتناعا قبل خروجهم بأنهم سوف يقتلون خلال تنفيذ العملية، وأن بيوتهم سوف تهدم، ومع ذلك فهم يُقدمون على تنفيذ هجماتهم.
واعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي أن الغريب في الردود الإسرائيلية على هذه الهجمات أنها هي ذاتها التي قامت بها إسرائيل خلال الانتفاضات الفلسطينية السابقة، وهي تشمل تقطيع أوصال المدن وفرض الإغلاقات وهدم المنازل وسحب تصاريح العمل، مما يطرح سؤالا حول جدوى هذه العقوبات.
وقال الكاتب في مقاله إن الإسرائيليين يتجاهلون حقيقة مفادها أنهم أمام ظاهرة جديدة
غرد النص عبر تويتر
تتطلب منهم طريقة تفكير وسياسة جديدة.
وختم بن دافيد بالقول إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ليست لديه أي وسائل جديدة لمواجهة الموجة الجديدة من الهجمات الفلسطينية، وهو بذلك يستعيد ما مر به في سنوات التسعينيات حين اندلعت "العمليات الانتحارية"، واستغرق الشاباك عقدا من الزمن حتى فهم طبيعة هذه العمليات، وبدأ إجراءات إحباطها التي نعرفها اليوم.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية