لم أكن في يوم من الأيام ندا لأحد في تحقيق مآربه ومقاصده، احترم للكل طرقهم في الحياة حتى وإن كانت وسخة تتعرج ضمن عدد من المسالك الآسنة.
لكنني اليوم أخاف أن أكون شيطانا أخرس، يرى بالبصيرة والبصر، الأكاذيب تحال إلى حقائق، والإخفاقات تحال إلى إنجازات، والسرقة تحال إلى بطولة ومهنية وتفان في خدمة رسالة الدين الخالدة.
لقد شكلت قناة المحظرة في الجوهر والمضمون، منجزا عميقا يستحث الحفاظ على هبة الله لهذا المنكب (المحظرة) وإيضاح معالم لغز حير العام، تميز به الشناقطة عن بقية أقطار المعمورة ألا وهو البادية العالمة.
دخل هذا المنجز الفريد صدارة المشهد العلمي والثقافي والفكري حول العالم سريعا، وفي المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، لكن تسيير أمثال هذا النوع من المشاريع في بلادنا يطرح العديد من التحديات، خصوصا أن واجهة المشهد هنا – وللأسف الشديد- تتناقض وروح المشروع ورسالته العميقة.
لقد عرف تسيير هذا المشروع في الفترة السابقة الكثير من التحديات الكبيرة التي كادت في كثير من الأحيان، أن تقضي عليه وتجعل منه أثرا بعد عين، غير أنه تم في اللحظات الأخيرة تصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيحة.
تم خلال الفترة الماضية العبث بالأجهزة والمعدات المكونة للمشروع، وأصبح من المعتاد أن تجد هذه الأجهزة مؤجرة في الحفلات الخاصة، والبعض يحولها لملكه الخاص تحت ذرائع متعددة، والبعض الآخر ينتهز فرصة هذه الفوضى الخلاقة للدفع بعدد من الأشخاص إلى قائمة عمال المؤسسة دون أن يسجل لهم أبسط حضور فما بالك بالعمل داخل القناة.
وضعية كهذه كان لا بد من إيجاد الحلول المناسبة لها في أسرع وقت لتجنيب هذا المشروع الفريد من نوعه، مخالب فشل بدأت تغرز فيه من كل جانب، وهو الأمر الذي تمت الاستجابة له سريعا من طرف الإدارة الجديدة للإذاعة ضمن عدد من الإجراءات الرامية إلى وضع شبكة الإذاعة بشكل عام على المسار الصحيح، يذكر منها.
ü المتابعة الدقيقة لجدول العمل اليومي.
ü الوقوف على حجم العمال ومقدراتهم وأدوارهم.
ü ضبط أجهزة المؤسسة ومقدراتها ومنع التلاعب بها خارج المهام الرسمية.
ü السهر الدائم على تقييم المادة المنتجة داخل المؤسسة من خلال المتابعة الدقيقة.
ü تحديث المسطرة البرامجية للقناة وتمكينها من لعب أدوارها الطبيعية كقناة متخصصة في مجال العلوم الخادمة للقرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة.
ü منع تحويل القناة إلى وسيلة لخدمة جهة أو منطقة بعينها دون أخرى.
ü تشجيع أصحاب المردودية والإنتاج الحقيقي داخل المؤسسة وتمكينهم من خدمتها، وتطوير مخرجاتها.
ü ربط صلة بين المؤسسة والسياق العام الذي جاءت من أجله، سيرا على نهج صاحب الفكرة والمشروع.
ü عدم منح المراكز القيادية في العمل داخل المؤسسة على حساب الجهة والقرابة.
وفي هذا الإطار تم تخليص القناة والمؤسسة الإذاعة بشكل عام من عشرات الأشخاص الذي كان البعض منهم يتقاضى رواتب وتشجيعات شهرية تضاعف رواتب مديري جميع القطاعات داخل الإذاعة على أساس القرابة والانتماء.
لقد تعودنا في البلد بشكل عام على أن يقوم بعض الأشخاص، حين تدق قاطرة الإصلاح عليهم الأبواب، اللجوء إلى الكتابة بالمؤخرة في مرحاض مظلم، لكن موجة إسهالهم الهستيرية لن تزكم سوى أنوف من أطعهم بطعام فاسد.
للحديث بقية....