... في عقد السبعينيات من القرن الماضي .. حسب ما علمناه من الثقاة .. تبنت مجموعة من الشباب القيادي في حزب الكادحين المورتاني " خط يوليو " الساعي الي التمرد ضد السلطة ..ولو بالسلاح ..انطلاقا من تحليل مفاده ان الظروف الموضوعية أصبحت ناضجة لاندلاع الثورة الشعبية .. و قد كنت شخصيا شاهدا علي موقف مماثل رغم طابعه الخجول و الأقل حدة في سياق نضال الحركة الوطنية الديمقراطية ببداية الثمانيات حين كان بعض الرفاق يعتقد ان انتفاضة الفلاحين في قرية الغبرة - بولاية لعصابة- مؤشرا علي وعي من شانه ان يعجل حدوث الثورة الوطنية الشعبية الديمقراطية ... اعتقد ..مع احترامي التام للخيارات المتعددة لاطياف الشباب المورتاني و لا يحق لي طبعا التطاول علي طموحه و علي تصوراته ... ان مثل ذلك التمرد الذي يتغذي من النضال السري صار اليوم ضربا من الرومانسية ... لقد اختلط الحابل بالنابل وصارت القوي المهيمنة علي العالم اقتصاديا وعسكريا تزكي المناضلين .. و أصبحنا في عالم مهدد بالانفجار تحت أقدامنا .. و لعل اهم مكسب لحملة الأفكار النبيلة يتجسد في حرية التعبير التي لم يعد بالإمكان التراجع عنها في ظل الثورة المعلوماتية .. التي جعلت من عالمنا اليوم قربة واحدة ... هنا اقول بصراحة أنني بقدر ما انحني امام التطلعات المشروعة . المعبر عنها سلميا بالوسائط المتوفرة التي تساهم في التعرف علي الخلاف والاختلاف .. و التي كثيرا ما تبرز بعض الحقايق الدامغة و العديد من الحقوق الثابته اري ان التمرد العنيف ..و العنف درجات .. ضد الدولة طريقا مسدودا او علي الأرجح محفوفا بالمخاطر و معرضا لاختلاط الأوراق .. صحيح ان الدولة قد تمارس العنف الذي تحتكره بحكم القانون و قد ترتكب في سياق ممارستها له تجاوزات تتفاوت في خطورتها .. لكن .. و هذا مفروغ منه .. لا خيار اليوم افضل و لا أنجع من الرهان علي توطيد دولة القانون عبر التعبير السلمي عن الآراء والمواقف .. ولا عاصم اليوم من استغلال نضال الشباب ... و تفريغه من غايته السامية و من أهدافه النبيلة ... في حالات التمرد ..التي غالبا ما تقطف ثمارها دوائر تريد ان يدور النضال. في حلقة مفرغة ...
----------------
من صفحة الأستاذ عبد القادر ولد احمدو على الفيس بوك