يتحرى! | 28 نوفمبر

 

فيديو

يتحرى!

خميس, 30/06/2016 - 14:21
خالد الفاظل .. 28 نوفمبر

أظنها فعل مضارع.بكل صراحة لست ضليعا في الإعراب،والسبب أن المدرس كان يختار أصعب الكلمات ليطرح علينا السؤال التالي:
اعرب ما تحته خط إعراب مفردات ومابين قوسين إعراب جمل؟
عندما فتحتُ عيوني وجدت أن الوطن تحته خط وأن هذه الجملة قد وضعت بين قوسين
(شرف-إخاء-عدالة)،والإعراب كما تعلمون يندرج تحت المعنى!
يردد الجميع هنا الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها،لكن السؤال هنا وببساطة شديدة،هل وفرتم سريرا ناعما من العدالة للفتنة لكي تنام عليه؟
هل تدركون أن لغة العواطف تصيبها بالأرق،وأن صناعة السلام ليست بحمايته وحسب بل بزرعه في قلوب الناس،والسلام لن ينمو في قلوب الناس إلا إذا شعروا بالعدل...
بخصوص من يحملون أعواد الكبريت ويطوفون بأحداث الساعة ليأججوا النار والفوضى فهم يذكرونني بالقصة التالية:
أيام الجامعة وبالتحديد في باحتها،كان هناك صراع طلابي حول اللغة والهوية وانقسم الجمع إلى فريقين،ارتفعت لغة العاطفة والشعارات،وكنت واقفا في أحد الجمعين يعتريني الحماس،كان المكان يشبه بقعة الزيت وينتظر فقط عود كبريت،اثناء ذلك رأيت شابا أنيقا دخل أحد الجموع ورمى حجارة صغيرة في الجمع المقابل ولاذ بالفرار،تلك الحجارة كانت صغيرة جدا وربما لم تؤذي أحداً،لكنها وجدت قلوبا مشحونة وعيونا غطتها غشاوة من التعصب!
وما هي إلا لحظات حتى امتلأت السماء بالحجارة وحمي الوطيس،وأقول لكم أن الحرب "ماه فيلحة" حتى ولو كانت بالحجارة والكلمات فقط،لاحظت يومها أن أول من فر من أرضية الصراع،كان مشعلها المباشر الشاب الذي حدثكم عنه،بالإضافة للمحرضين وهم فئة كانت تشرف على الهندسة الصوتية قبل الإحتكاك،حيث كانت تنتج الشعارات لتلهب بها حماس الطيبين،لكنهم حسب بعض شهود عيان فروا وركبوا التاكسي وذهبوا لمنازلهم ليأكلوا الخبز وليواصلوا التسخين عن بعد عن طريق الحروب الكلامية...
نعود للفعل المضارع يتحرى،لنذكر الفيسبوكين الكرام الذي يقومون دائما بنقل الأخبار من هنا وهناك بجزء من الحديث الشريف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا))
فكروا معي بمعنى كلمة يتحرى،من الخطأ أن نبني مواقفنا على العواطف والأخبار العاجلة فالأخبار العاجلة هدمت دولا أقوى من دولتنا،من جهة أخرى أقول للذين يمنون علينا دائما بالعافية "اليابسة"،ويربطون استمراريتها دائما بالرضوخ وتقبل الظلم على أنه قدر!
أقول لهم أنه لا فرق بين السكوت على الظلم والتحريض على الفتنة،كلاهما يشعل الفتنة...
من باب الصدق،لقد كتب هذه التدوينة بتحريض من نفسي حينما قالت لي أنني مدون حالم لأنني لا أكتب إلا عن المطر والمساء والعصافير،وأنني اتجنب السياسة دائما والدخول في معترك الحروب الزرقاء التي تدور رحاها في الفيسبوك الموريتاني،معها حق في ذلك.
هنا نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)،نعود للمساء والمطر،بالأمس دخلت سوق كبيتال لشراء لباس العيد فأنا طفل ولابد لي أن احتفل بالعيد واستيقظ صبيحته قبل الشمس،لكنني لاحظت فتورا في عيون البائعين وحقائبا نحيفة في أيادي الخارجين من السوق بعد التسوق!
إنها السيولة يا ولدي...لذلك لم اشتري لباس العيد،بل أنني فكرت في تجديد البيعة لملابسي القديمة،اللهم إذا قررت إحدى الدول العربية المشاركة في القمة تأثيث العاصمة وكسوتها وتوفير الملابس لساكنتها من باب الهدية!
الساعة الواحدة زوالا و 50 دقيقة،تقبل الله صيامنا وصيامكم.

-----------

من صفحة الأستاذ خالد الفاظل على الفيس بوك