وقفة مع المطبعين | 28 نوفمبر

 

فيديو

وقفة مع المطبعين

ثلاثاء, 28/06/2016 - 14:32
أحمد أبي المعالى

كل المطبعين كانوا يرفعون شعار "الممكن" ويدعون أنهم ينشدون التخفيف عن الأشقاء والأهل في فلسطين خاصة بعد أن أعلن قادة بعض فصائلهم الاستعداد للتعايش مع اليهود بمقتضيات اتفاق أوسلو وظن بعضهم أنه بذلك يريد الحل السلمي والعادل والدائم في الشرط الأوسط كما تقول الأنشودة السياسية المألوفة لم يتحدث مطبع واحد عن تعمده الإساءة إلى الشعب الفلسطيني ولا للقضية الفلسطيننية وإنما كان شعار الجميع هو أن التطبيع يساعد على حلحلة الأزمة وتخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني المحتل حتى يجد فسحة من الوقت للعيش وترتيب البيت الداخلي المقاومون للتطبيع أينما كانوا لم يقتنعوا بأي مبرر من تلك المبررات وأعلنوا ان الأمر يتطلب قطيعة تامة مع مغتصب يدنس أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، القدس فجر صادق ومآذن "" ورسالة وخليفة وبراق" وكم من أنظمة خونها هذا الفريق وأشعل أوراقها وحججها بنار الرفض والاستنكار..وهو أمر منسجم تماما مع الفكرة العامة ولا مشاحة فيه أما أن يحاول البعض بتكلف أحيانا وتعسف أحيانا أخرى أن يجد مخرجا ولو –مفحص قطاة – لبعض المطبعين لمقتضيات "ولائية" فتلك كارثة التنازل عن المبادئ الكبرى إن اصطدمت بمتغير "الولاء" أ و التبعية العمياء التطبيع مع الكيان الصهيوني هوهو أيا كان الفاعل أو نائبه، سيقول أوسطهم إن إكراهات الواقع ومتطلبات الخطاب السياسي ليست بتلك الصرامة وتلك الحدة في الطرح وأن سياق "العلاقات الدولية" قد يتطلب مرونة وتدرجا يحتاج مهرة حتى لايؤدي إلى الانزلاق، وأن تاريخ البعض ومسيرته وسيرته تشفع له وأن "المبررات الواقعية" مقنعة جدا لمن ألقى السمع وهو شهيد إلى آخرالسينفونية غير الممتعة. وأقول لأوسطهم هذا " لولا تسبحون" في هذا الصدد لابد من وضع الجميع في سلة واحدة بدل انتقاء "التفهم" لهذا وتجريم ذلك دون النظر إلى مبرراته وسياقاته المقنعة له ولمن يسير في فلكه وهي المبررات ذاتها ف"هي هي والأيام أيامها" إذا لم يكن اقنعك حينها فربما قد أقنع غيرك.. وأنت لست مجموع "ضمير المخاطب" تعالوا إلى كلمة سواء وإلى سبر وغور يضع ألأمور في سياقاتها السليمة..إما أن يكون التطبيع مع الكيان الصهيوني خطا أحمر وعنوان تقاعس عن نصرة القضية ودليلا على التخلي عن قداسة القضية وأهميتها الدينية والسياسية والأخلاقية ما دام الوضع على حاله والمحتل –بصيغة الفاعل هو هو والمحتل-بصيغة المفعول- هوهو دون تغيير- - لافرق بين عربي وعجمي ولا بين أحمر وأسود وإنما ان تكون "الإكراهات السياسية" مصدر "تفهم" فيجب النظر من تلك الزاوية للجميع دون تمييز .. وأي انحراف مهما كانت زاويته في هذا السياق غير مقنع والحديث عنه نوع من تبرير"الإجرام" حسب طبيعة "المجرم" ولا شرع ولا قانون ولا عرف يقبل ذلك أو يبصم عليه. للأسف اهتزت ثقتي في البعض كما تهتز بناية شاهقة تحت تأثير هرة أرضية قوية كنت إخال أنهم يقفون على أرضية "مبدئية" صلبة لاتحركها الوزابع ولا تؤثر فيها الريح الزعزعان فإذا بهم يميلون حيث يميل" الولاء" وإن كان على حساب المبدإ.. حدثوا ما شئتم عن مبرراتكم فلن تعدا قدركم ولن تزيدوا على أن تجتروا "مبررات" أنصار المطبعين الذين سبقوكم"بالإساءة" حذوك النعل بالنعل.. فكما لم يقنعونا ولم يقنعوكم بما كانوا يسطرون لن تقنعونا بما تسطرون مهما أرعفتم من يراعة وكما اعتبرتم كلامهم تبرير خطيئة كبرى نعتبر حديثكم الآن يحمل الصفة نفسها عفوا إذا قسوت. فلقد تضيق بكحلها الأهداب.. فأنا شخصيا لا أتقن عملية تغيير "الجلد" هذا قدري في أملك .. وهذه لغتي مع المطبعين سابقا.

ومعهم الآن وستكون معهم لاحقا ما بقي الاحتلال وما دام في العمر بقية . إذا سلكت للغور من رمل عالج "" فقولا لها ليس الطريق هنالك لنتصور مثلا أن التطبيع كان من بلد آخر ومن حاكم آخر تحت نفس اليافطة ورفع نفس الشعارات ونفس التقديرات هل كنتم به مؤمنين وبسلطانه مقتنعين؟ أقول لمن يختلفون معي في التصور.. لكم دينكم ولي ديني"

---------------

من صفحة الأستاذ احمد ابو المعالى على الفيس بوك