عندما يكون الصمت جريمة في حق وطن!!

موافقة الحكومة في مجلسها الأخير على منح قطعة أرضية و الترخيص للمعهد السعودي للعلوم العربية و الإسلامية قرار غير صائب، إن لم نقل خاطئ و لا يصب في مصلحة هذا البلد. هل نحن حقا بحاجة لمن يعلمنا ديننا أم لمن يعلمنا العربية؟؟!! هل نحن بحاجة لمعهد مناهجه التربوية تتناقض و تراث هذا البلد و وسطيته و إعتدال أئمته و دعاته و انفتاحه على الثقافات الأخرى. هل تعي الحكومة أنها بهذه الخطوة المرتجلة، فتحت بابا لمعركة و صدام مؤجل بين ثقافة و تراث هذا البلد و مناهج و توجهات هذا المعهد؟؟!! هل فكرت الحكومة حقا في عواقب هذه الخطوة غير الموفقة؟؟!!هل نسيت الحكومة تأثير مناهج هذا المعهد على سلوك بعض شبابنا و الرمي بهم في ضياع الغلو و التطرف؟؟!! هل نسيت الحكومة أن تاثير مناهج هذا المعهد هي التي دفعت ببعض هذا الشباب إلى الإعتداء على أرضنا و قتل جنودنا-أبنائنا و التمثيل بأجسادهم الطاهرة و هم على الثغور مرابطون دفاعا عن أرضنا و عرضنا؟؟!! هل نسيت أنهم قتلوا غيلة و غدرا و هم صائمون؟؟!! هل نسيت لمغيطي و الغلاوية و تورين؟؟!! هل نسيت أن تأثير مناهج هذا المعهد هي التي دفعتهم، و هم يظنون أنفسهم على صواب، للإعتداء على ضيوفنا قتلا و خطفا و تفجيرا في ألاك، و على طرق نواذيبو وعلى طريق الأمل، وفي نواكشوط؟؟!! هل نسيت التفجير قرب السفارة الفرنسية في نواكشوط، و محاولة التفجير في النعمة و السيارات التى تصدت لها القوات و هي تريد التفجير في نواكشوط؟؟!! ألهذه الدرجة ذاكرة حكومتنا قصيرة و أمور الخطب عندها يسيرة؟؟!! مالكم صمتم يا علماء البلد و فقهاءها المتنورون المعتدلون، و أنتم ترون منهجا غير منهجكم، يزرع بينكم، أفلا تخشون؟؟!! ألا تدرون أنكم في مناهجكم و تراثكم مستهدفون؟؟!! مالكم صمتم يا مشايخ التصوف، أليست مناهج هذا المعهد، رمية في خاصرتكم و أنتم غافلون؟؟!! مالكم صمتم أيها القادة و السياسيون، الا تدرون أنكم في إيمانكم بالديمقراطية، من مناهج هذا المعهد، أنتم مستهدفون؟؟!! مالكم صمتم أيها المثقفون، بالله عليكم، هل من مناهج هذا المعهد، سوف تسلمون؟؟!! مالكم صمتم أيها الحقوقيون، هل مع هذا المعهد، أنتم للحقوق و العدل ضامنون؟؟!! مالكم صمتم أيها الفنانون و المسيقيون، هل وجود مناهج هذا المعهد، ستترككم في حالكم تحلمون و تفرحون؟؟!! مالكن أيتها النساء هل تدرين، مع مناهج هذا المعهد، أنكن أولي الضحايا و المستهدفين؟؟!! مالكم جميعا أيها الموريتانيون ألا تدرون بأتكم كلكم مستهدفون، و أنكم مع أولى دفعات المعهد ستصبحون، في أرضكم، أنتم الأعداء و الغرباء، بل أنتم الكافرون؟؟!!
السكوت على الترخيص لهذا المعهد جبن و استقالة و عدم تحمل مسؤولية. الصمت على افتتاح هذا المعهد من جديد جريمة في حق هذا الوطن..

------------

من صفحة الأستاذة فاطمة بنت محمد المصطفى على الفيس بوك