يدلي الإسبان بأصواتهم، اليوم الأحد، للمرة الثانية خلال ستة أشهر في إطار انتخابات نيابية يعتبر فيها المحافظون الأوفر حظًا من حزب بوديموس الجديد الرافض سياسة التقشف والذي قد يخلف الحزب الاشتراكي العريق ليصبح القوة الأولى المعارضة.
ويعول زعيم المحافظين ماريانو راخوي الذي تصرف حكومته الشؤون اليومية منذ ديسمبر 2015، على التنافس المحتدم بين بوديموس الذي تأسس بالكاد قبل سنتين، والحزب الاشتراكي الذي تأسس قبل 137 عامًا، للبقاء في سدة الحكم، بحسب «فرانس برس».
وأتاحت الانتخابات النيابية في ديسمبر الماضي دخول بوديموس وحزب كيودادانوس الليبرالي البرلمان، وأدت إلى تراجع الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي، اللذين كانا يتناوبان على الحكم في مدريد منذ ثلاثين عامًا. فالحزب الشعبي الذي كان في الصدارة، خسر أكثريته المطلقة. وبسبب فضائح الفساد التي تلاحقه، لم يجد أي شريك.
وأخفق الحزب الاشتراكي الذي حل في المرتبة الثانية، في تشكيل تحالف مع بوديموس وكيوديدانوس اللذين حلا في المرتبتين الثالثة والرابعة، وكانت مواقفهما متباعدة جدًا. فدعي الناخبون من جديد إلى الإدلاء بأصواتهم... وتتوقع استطلاعات الرأي النتيجة نفسها، لكن ميزان القوة هذه المرة سيميل إلى اليسار.
وتحالف بوديموس مع حزب إيزكويردا يونيدا الصغير، وريث الحزب الشيوعي. وأعطتهما استطلاعات الرأي تقدما بنسبة 4 % من الأصوات معًا، مع عدد من النواب يفوق عدد نواب الحزب الاشتراكي. ويطرح زعيم بوديموس بابلو إيغليسياس، أستاذ العلوم السياسية (37 عامًا) نفسه بصفته البديل الوحيد عن ماريانو راخوي الذي يتولى الحكم منذ 2011.
وفي المقابل يؤكد راخوي (61 عامًا) أنه ضمانة الاستقرار ويحذر من تجارب «الراديكاليين»، كتجربة أليكسيس تسيبراس، رئيس الوزراء اليوناني الحليف لإيغليسياس. ويريد بابلو إيغليسياس إنهاء سياسات التقشف المطبقة منذ أزمة 2008. وقال: «كانت غير مجدية، ومن الضروري اعتماد سياسات التوسع المالي»، مقترحًا زيادة الإنفاق 15 مليار يورو في السنة.
ويدأب ماريانو راخوي على القول بضرورة التمسك بسياسته الاقتصادية التي أتاحت خفض البطالة من 27 % في 2013 إلى 21 %، وللاقتصاد أن ينمو بوتيرة 3.4 % سنويًا.