لست مصدوما من واقع الحركة الإسلامية عموما..! | 28 نوفمبر

 

فيديو

لست مصدوما من واقع الحركة الإسلامية عموما..!

اثنين, 23/05/2016 - 22:13

التاريخ يعيد نفسه؛ لست مصدوما من واقع الحركة الإسلامية عموما، فصراعات زعمائها مشاهدُ متتابعة، وخذلانُ رموزها المتعاطفينَ معها سِجلٌّ حافل باليوميات، ذلكم أن انعدام الثقة بين منتسبيها أحدُ عواملَ كثيرةٍ مكنتْ النظام المصري من إخضاعها -إن لم نقل اختراقها- طيلة العقود الأربعة الفارطة، وتناوشُ أقطابها على الفتات طفا على السطح فوسَّع الخرق في جبهة العمل الإسلامي بالأردُنِّ، والبحث عن ساعةٍ من سلطان وحصة من جاهٍ دفع أعيانها في العراق ليتحملوا أثقالا مع أثقالهم فيزروا آصار الاحتلال وآثام أعوانه، فازدادت بذلك تشرذما، بدءا من الدكتور محسن عبد الحميد... وانتهاء بالعقيد طارق الهاشمي الذي يجول العالم العربي الآن ليحسن صورة "علاوي" مانحا إياه ما شاء من تزكية؛ يتصدرها كونه العلماني المميز، والقائد الملهم، ولا أظن مسلما سينسى أن "إياد" هو الذي وقع على قرار القتل الجماعي لأهل "الفلوجة" غرة رمضان ومنتصفه وسلخه!!!!، أما خروج التلاميذ على شيوخهم، وكفرانهم درسَهم، وردتهم بتربيهم فقد خلد الترابي في السجن، وحوَّل السودان من بلد واعد، وإقليم جاذب إلى أرض منكوبة وعنوان بارز لجرائم الإبادة الجماعية والاضطهاد والحرمان......

ومهما حاول الإخوان المسلمون - أن يوهموا الشباب بتوحدهم عبر المؤسسات العابرة للقارات، وأيا كانت الأجهزة التي ينسلون منها زرافات ووحدانا لإدارة الشأن الديني المحلي والعالمي، مقدمين فكرهم بديلا وحيدا، مستغلين ما انحدر إليه أشقاؤهم السلفيون في العقيدة من مزالق وما اصطلوا به من نيرانِ سوء التقدير، وقلة الفقه، ونزع أمانة الفتوى من العلماء، ومهما نجحوا في استغلال الظروف السياسية لبعض الأنظمة التي تتكئ عليهم في مواجهة عدو مشترك- فإن ذلك لا يعنى إطلاقا ضمانة من التمزق، ولن يكون عاصما من التراجع، فسحائب الصيف لا تمرع، وقوة الدعاية لا تعدو أن تجعل الشيء على خلاف حقيقته، فيَظن المخدوعون بها والواقعون تحت تأثيرها الحسنَ أحسنَ والسيئَ أسوأ.... وفي الكل خلافٌ للواقع. وإجماع العقلاء منعقد على أن مخرجا لم تمهده المبادئ والاستماتة في الوفاء لها لن تؤمنه اصطفافات جزئية وتحالفات محلية وإقليمية، وإملاءات عابرة من زمن متسارع.
ربما كان جزء من وضعية الإخوان في السودان حاصلا مع طائفة من شباب الحركة الإسلامية الموريتانية، ومن الوارد أن يوافق حال بعض أكابرها حال الكثير من زملائهم في مصر والشام...........
جزء من مقال منشور بتاريخ 23 ابريل 2010

----------------

من صفحة الأستاذ احمد سالم ولد ميابى على الفيس بوك