ملاحظة لغوية تمهيدية : كلمة "الخوبه" دخلت القاموس الحساني مع قدوم الاستعمار في بداية القرن الماضي، وتعني بناية إدارية. بحثت عن الأصل اللغوي لهذه الكلمة، فلم أجد له ذكرا في أي مرجع ؛ وأعتقد، والله تعالى أعلم، أن أصل هذه الكلمة قد يكون "گوبول" (coupole) التي تعني "القبة" ؛ والأصل الكلمة العربية. وهذا يعني أن "الخوبه" هي في الواقع "بضاعتنا (اللغوية) ردت إلينا" دون أن نشعر، مثلها "المگزينه" (المخزن) وغيرها…
عملية "الخويبه"
"الخويبه" تصغير لكلمة "الخوبه"، ويمكن اعتبارها إحدى أولى المنشآت الثابتة التي شيدها الاستعمار في الحوض الشرقي، عند "راص الما" ؛ وحسب النصوص ذات الصلة، قد تكون أول محطة للبرق (التلغراف أو "السلك" بالحسانية).
لقد فهمت مقاومة "الكديه" مبكرا أن لهذه المنشأة دورا في تسهيل التوغل الاستعماري داخل منطقة الحوض الشرقي، فقررت تدميرها.
تمكن حراس "الخويبه" من أن يلوذوا بالفرار قبيل العملية، ولعل بعض الموالين أخبروهم بها ؛ فلم يجد المقاومون، وعلى رأسهم الشيخ ولد عبدوكه، صعوبة تذكر في تسوية المنشأة أرضا …بالكامل. ووجدت المقاومة الوقت الكافي لانتزاع أكبر كمية ممكنة من الكابلات المعدنية بغية صهرها لاحقا لدى الصناع التقليديين وتحويلها إلى ذخيرة حية…
تمخضت هذه العملية عن أغنية (شور) تلقفته الأوساط الشعبية الداعمة للمقاومة :
"عنك يالسلك امش گولهَ، عنك يالسلك امش گولهَ…".
ويروي أول بيت شعري لهجي في هذا "الشور"، أبدعه ازوين، قصة الهجوم على "الخويبه" :
"الخويبه اخلاتْ، وانگطع مولهَ # وِلا ابتناتْ، انولّولهَ"…
من صفحة الاستاذ اسلكو ولد أحمد ايزدبيه على الفيس بوك