رفضت إيطاليا وألمانيا، اليوم الاثنين، استخدام كييف أسلحتهما الموردة إلى أوكرانيا خارج الأراضي الأوكرانية، وذلك على خلاف مع الموقف الأميركي الأخير، الذي تحدثت عن وسائل إعلام غربية بشأن سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب مناطق داخل روسيا.
فقد كرر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم، في بروكسل، موقف بلاده بشأن الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، مشددا على أنه "لا يمكن استخدامها إلا داخل الأراضي الأوكرانية فقط".
وأعلن تاياني على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن "موقفنا بشأن استخدام أوكرانيا للأسلحة لم يتغيّر. لا يمكن استخدامها إلا داخل الأراضي الأوكرانية"، بحسب فرانس برس.
وأضاف "آمل أن تتمكن بكين من لعب دور إيجابي في جعل موسكو تفهم أن هذه الحرب العبثية يجب أن تتوقف".
وقال "من المؤكد أن وجود الجنود الكوريين الشماليين ليس علامة جيدة"، في إشارة إلى نشر كوريا الشمالية قوات في روسيا لدعمها في الحرب.
وفي برلين، تمسك المستشار الألماني أولاف شولتس برفضه تسليم صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز "تاوروس" إلى أوكرانيا، حتى بعد تغيير الحكومة الأميركية مسارها.
وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشنر في برلين اليوم الاثنين: "نعم، تم إبلاغ الحكومة الألمانية بهذا الأمر.. ولا.. ليس له أي تأثيرات على قرار المستشار بعدم تسليم تاوروس".
وذكرت تقارير إعلامية أميركية أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" التكتيكية التي يبلغ مداها عدة مئات من الكيلومترات ضد أهداف في روسيا لأول مرة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية إن الأسلحة التي سلمتها ألمانيا لأوكرانيا صارت "أسلحة أوكرانية، ويُسمح بالطبع باستخدامها في إطار القانون الدولي"، وأضافت: "وجميع الأسلحة التي نوردها لا تندرج ضمن فئة الأسلحة بعيدة المدى".
وكان الكرملين قال، اليوم الاثنين، إن قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب الأراضي الروسية سيؤدي إلى زيادة التوتر وتعميق انخراط الولايات المتحدة في الصراع، مُتهما إدارة الرئيس جو بايدن بتأجيج الصراع، و"صب الزيت على النار".
وعند سؤاله عما ذكرته رويترز وصحيفة نيويورك تايمز عن أن إدارة بايدن اتخذت قرارا يتيح لأوكرانيا شن هجمات بأسلحة أميركية في عمق الأراضي الروسية، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن التقارير لم تستند إلى أي بيان رسمي.
وقال بيسكوف "إذا جرى بالفعل صياغة مثل هذا القرار ونُقل لنظام كييف، فهذه جولة جديدة من التوتر وموقف جديد نوعيا من ناحية تورط الولايات المتحدة في هذا الصراع".
وأضاف بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح موقف روسيا بشكل قاطع عندما تحدث في سانت بطرسبرغ في سبتمبر.
وقال بوتين في 12 سبتمبر إن موافقة الغرب على مثل هذه الخطوة تعني "المشاركة المباشرة لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا" لأنه سيتعين استخدام البنية التحتية العسكرية لحلف الأطلسي ومشاركة قواته في تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.
وقال بيسكوف "من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن تنوي اتخاذ خطوات لمواصلة صب الزيت على النار ومواصلة إثارة التوتر حول هذا الصراع".